على الرغم أن عنوان فيلم غران توريزمو (Gran Turismo) يبين أنه فيلم عن ألعاب الفيديو، إلا أنه قصة حقيقية عن صعود جان ماردنبورو (Jann Mardenborough) من كونه متسابق سيارات ترسمو غران (Gran Turismo) إلى متسابق محترف كامل يقود نيسان جي تي آر نيسمو (Nissan GT-R NISMO) لفريق مصنع.
وليس من المفاجئ أن قصة كهذه يمكن أن تتحول في النهاية إلى فيلم وهي تحتوي على جميع ما يؤهلها لتصبح فيلم سباق رائع، بما في ذلك المستضعف المتعاطف.
عندما تحدثنا مع رئيس شركة بلاي ستيشن للإنتاج أسد كيزيلباش (Asad Qizilbash) وكبير المنتجين كارتر سوان (Carter Swan)، أوضح الثنائي أن غران توريزمو استطاع أن يختار بسهولة عنوان IP التالي الخاص بهم للتكيف مع فيلم رئيسي.
فقال كيزيلباش: “لقد اعتقدنا بالفعل بأنها فرصة عظيمة وغير متوقعة تقريباً لتكييف عنوان IP لألعاب الفيديو من خلال سرد قصة حقيقية، وفي نفس الوقت نحب سرد فكرة قصة مفعمة بالأمل وأردنا شيئًا ملهمًا جدًا، وفي النهاية قصة جان والارتباط مع الملكية الفكرية جمعت كل هذه الأشياء معًا”.
خيال أم حقيقة؟
الفكرة الرئيسية هنا هي أنها مبنية على قصة حقيقية مما يعني أن ليس جميع ما تم تصويره في الفيلم قد حدث بالفعل في الحياة الواقعية.
على سبيل المثال، ماردنبورو ليست أول شخص يفوز بأكاديمية جي تي وينتقل من “لاعب إلى متسابق” كما هو مكتوب في شعار الفيلم، وكان الأسباني لوكاس أوردونيز أول من فاز بالمسابقة في سنة 2008.
فإذا لم يكن ماردنبورو أول من يفوز بأكاديمية جي تي، فما الذي جعل قصته التي تروى للفيلم؟
فقال سوان: “أعتقد أنه كان هناك الكثير من الزوايا والعناصر المثيرة للاهتمام حقًا لرحلة جان، رغم أن الفائزين السابقين كانوا جددًا نسبيًا في السباق إلا أنهم تدربوا قليلًا وأعتقد أن جان كان حقًا من الخارج. لقد كان شخصاً لا يفقه شيء من عالم رياضة السيارات على الإطلاق وكأن شيئاً غير ممكنًا بالنسبة له، وكواحد من الجمهور يمكنك التعرف عليه بسهولة لأنه لم يكن في هذا العالم من قبل ولم يكن على مسار كهذا من قبل ولم يقود واحدة من سيارات السباق هذه من قبل.”
تأتي مشاهد أخرى كبيرة وحقيقية أيضًا في الفصل الثالث من الفيلم، عندما تعرض ماردنبورو لحادث في نوربورغرينغ حيث انقلبت سيارة السباق وتجاوز السياج وقتل أحد المشاهدين.
أصبحت هذه اللحظة في الفيلم نقطة تحول لماردنبورو، الذي يثابر ويذهب إلى منصة التتويج في سباق لومان 24 ساعة في ذروة الفيلم.
ولكن من المؤسف أن حادث ماردنبورو حدث حقيقي وقد خسر شخص حياته في عام 2015 بالفعل، ولكن مع ذلك يغير الفيلم تسلسل الأحداث.
رد المنتجين على انتقادات الفيلم
في الواقع، شاركت ماردنبورو في لومان قبل عامين من حادثة نوربورجرينج في عام 2015، فقد حكم بعض المنتقدين بقسوة على الفيلم باعتباره سبباً في إعادة ترتيب الأحداث، وتحويل مأساة الحياة الحقيقية إلى خطوة مريحة على طول “رحلة البطل” إذا جاز التعبير، والإضرار بضحايا الانهيار الحقيقي في هذه العملية.
وباعتبار أن كلاً من كزيلباش وسوان منتجان في الفيلم، طلبنا ردهما على هذه الانتقادات، فقال كيلباش:
“إنه ليس فيلمًا وثائقيًا، مثل أي رواية قصص درامية أخرى هناك أشياء نريد أن نأخذ فيها بعض الخيارات الإبداعية الدرامية لصنع قصة مثيرة للاهتمام ومشوقة بالفعل، الشيء الآخر هو أننا قضينا الكثير من الوقت مع جون وهو منتج تنفيذي، لذلك كان من المهم أن يكون شيئًا يحترمه ويدعمه بنفسه”.
وعندما تحدثنا مع ماردنبورو قال إنه شدد على الدقة مع الكتاب والمنتجين أثناء الإنتاج، وإلى تلك النقطة كان تصوير الحادث قريب جدًا من الحدث الحقيقي، وهو سيكون واضح أمامك إذا شاهدت لقطات الفيلم وفيديو الحادث الحقيقي.
أما إذا كان من الصحيح تغيير التسلسل الزمني لحادث تحطم الطائرة لخدمة القصة، فإن القرار متروك لكل مشاهد.
وفي الختام
ففي حين أننا لاحظنا بعض الأخطاء التقنية عندما يتعلق الأمر بمتواليات السباق، فقد استمتعنا بالفيلم أكثر بكثير مما كنا نتوقع.
وقد أبقتنا قصة المستضعفين على تواصل معنا، وقدرنا بشكل عميق الطريقة التي تم بها تصوير مشاهد السباق.
على الرغم من أن غران توريزمو ليس من أفضل الأفلام الكلاسيكية مثل لومان، إلا أنه يستحق بالتأكيد أن يكون بين كبار أفلام السباق العظيمة.
