تعرضت فولكس واجن للعديد من الضغوطات نتيجة فضيحة الديزل وهو الأمر الذي بطبيعة الحال أثر إلى أرباح الشركة حيث أنها إضطرت لدفع مبالغ طائلة كغرامة على مخالفتها للوائح متعلقة بالإنبعاثات بعد إنكشاف إقدام الشركة على إستعمال برمجيات للغش في إختبارات الإنبعاثات.
غير أن هذا الأمر وعلى ما يبدو لم يكن له تأثير كبير على مبيعاتها من السيارات, فعلى الرغم من أزمتها المتعلقة بمسألة الديزل, تمكنت شركة فولكسفاغن من الفوز على تويوتا لتصبح أكبر منتج للسيارات في العالم خلال العام الماضي 2016.
وكانت تويوتا قد أعلنت انها باعت 10180000 سيارة في كافة أنحاء العالم، بنسبة 0.2 في المئة. فولكسفاغن، في الوقت نفسه، باعت 10310000 مركبة، بزيادة قدرها 3.8 في المئة عن العام الذي سبق.
وجاء اكبر نجاح لشركة فولكسفاغن من الصين. وكأكبر بائع للسيارات الجديدة في هذا السوق، نقلت مصنعة السيارات 3980000 سيارة إلى التجار خلال العام الماضي، أي بزيادة 12.2 في المئة.
في الواقع، المبيعات قوية لدرجة أنه بإمكان الصين أن تتجاوز أوروبا لتصبح أكبر سوق لشركة فولكسفاغن بحلول نهاية هذا العام. في الولايات المتحدة، ومع ذلك، انخفضت المبيعات بنسبة 2.6 في المئة والسيارات التي تم بيعها لم تتخط الـ591100 وحدة فقط.
فوز فولكسفاغن شكّل مفاجأة كبيرة، حيث أن تويوتا كانت أكبر منتج للسيارات في العالم لسبع سنوات من الثماني الماضية.
لم يقف تقدم الشركة عند هذا الحد فكانت تقارير سابقة قد أفادت بأن لدى الشركة أفكار وخطط لبناء معمل لتصنيع البطاريات بما يوحي بأن الشركة بصدد القيام بإطلاق أسطول من السيارات الكهربائية خلال الآتي من الأعوام.
إلا أن الرئيس التنفيذي لفولكس واجن ماتياس مولر نفى الفكرة من أساسها وأعلن أنه قام بتوقيف هذه الخطط وذلك بسبب كلفتها العالية. وعلى الرغم من هذا النفي عاد مولر ليؤكد وجود هذه الخطط بشكل لم يكن متوقعاً على الإطلاق, حيث أنه وفي حديث صحفي قال أن الشركة تخطط لأن يصبح أكثر من ربع سياراتها مكهرباً في المستقبل القريب، مما يعني أن فولكس واجن سوف تحتاج الى ما يقارب 3 ملايين بطارية سنويا. مما سوف يجبر الشركة في نهاية المطاف إلى بناء مصنعها الخاص للبطاريات لتلبية الحاجة.
هذا الحديث يأتي بالرغم من أن فولكس واجن ستبقى ملتزمة بإنتاج محركات الوقود الأحفوري العاملة على البنزين والديزل خلال العقود المقبلة. وقد أكد مولر لاحقاً هذا الأمر بالقول أنه وخلال السنوات العشرين المقبلة سوف تستمر الشركة ببناء المحركات التقليدية كونها مهمة بالنسبة للسيارات. ولفت مولر إلى أن “المستقبل سيكون كهربائياً. ومع ذلك، فسوف تستمر المحركات الكلاسيكية للعب دور رئيسي خلال العقدين المقبلين على الأقل”.
وعلى ما يبدو فإن فولس واجن تركز في هذه الأيام على تخطي فضيحة الإنبعاثات وهي على الأرجح تضع كل ثقلها على رفع المبيعات لتعويض تداعيات الأزمة, وحيث أن المستقبل سوف يكون للسيارات الكهربائية فإن الشركة تخطط لإطلاق 30 نموذجاً كهربائياً خلال السنوات العشر القادمة.
إلا أن المبيعات لن تتوقف فقط على السيارات الكهربائية في المستقبل حيث أن الطلب على سيارات البنزين والديزل هو في تزايد مستمر مما دفع الشركة إلى التصريح بأنها ليست على إستعداد لسحبها بسرعة بإنتظار أن يبدأ العملاء بإختيار السيارات العاملة على الكهرباء.
وحيث أن قطاع السيارات الكهربائية ينمو بشكل بطيء منذ سنوات عدة إلا انه ما زال أمامه وقت طويل قد يمتد لعقود مقبلة لكي يهيمن بشكل كامل على مجال التنقل. ويبقى السؤال, هل ستتمكن فولكس واجن من الحفاظ على مبيعاتها المرتفعة من السيارات مع وجود منافسين كبار في مجال الكهربة كتسلا ومرسيدس ونيسان وغيرها من عمالقة تصنيع السيارات في العالم؟