في العام 2009، أعلنت شركة رولز-رويس عن إضافة طراز جديد إلى محفظة منتجاتها بما من شأنه أن يقدّم تجربة مختلفة بالكامل عن سيارة فانتوم الشهيرة. حاكى هذا المنتج الجديد اهتمامات مجموعة جديدة من رجال ونساء يقدّرون سعي العلامة الدؤوب لتحقيق الكمال في مجال التصميم والهندسة والحرفية، وينشدون الارتباط بعلامة رولز-رويس بشكل أكثر بساطة وأقل تكلّفا.
استطاعت أول سيارة جوست تحقيق نجاح مدوٍّ بفضل تركيزها الشديد على تلبية متطلبات عملائها، وأصبحت على مدى عشر سنوات من أنجح الطرازات في تاريخ العلامة الممتدّ على عاما.ً وقد كان نجاح جوست الباهر أساسيا لتمكين العلامة من رفع إنتاجها والاستثمار بقدراتها وترسيخ مكانة رولز-رويس على الصعيد العالمي لتصبح ما هي عليه اليوم.
اختار روّاد ومؤسّسو الأعمال الناجحون في مجالات عديدة هذه السيارة للاحتفاء بنجاحاتهم المستمرة، وكانوا أشخاصا محبّين للتجوال تلقّوا تعليمهم في الخارج وسافروا إلى بلدان كثيرة واختبروا رولز-رويس في ثقافات عديدة.
وبناءً على كل هذه العناصر، تم ابتكار طراز جوست الجديد. صُمّمت هذه السيارة خصيصا لعملائها إذ تتمتّع بمظهر بسيط لدرجة ترتقي للكمال وتتحلّى بجودة عالية خالية من التعقيدات.
الهندسة
هيكل رولز-رويس الهندسي المصنوع من الألمنيوم
يستند هيكل رولز-رويس بأبسط أشكاله إلى أربع نقاط ثابتة، واحدة في كل زاوية من السيارة. فقد صُمّم حاجز الألمنيوم المتحرك، والأرضية، والعوارض ولوحات العتبات وفق دراسة محدّد ة لتلبية توقعات العملاء الذين ينشدون سيارة يمكن الاستمتاع بقيادتها شخصيا أو عند الاستعانة بسائق. نُقلت اثنتان من مجموعات تركيب نظام التعليق إلى الجهة الأمامية من طراز جوست الجديد، ووُضع محرّك V12 بسعة 6.75 لتر خلف المحور الأمامي لتوزيع الوزن بالتساوي بين الجهتين.
ولتحقيق ذلك من دون التأثير على المقصورة الداخلية لطراز جوست الجديد، تمّت زيادة طولها الإجمالي بمقدار 89 ملم مقارنةً بأول طراز جوست ليصبح 5546 ملم، وازداد عرضها الإجمالي بمقدار 30 ملم ليصبح 1978 ملم. كما أُجريت تغييرات ملحوظة على الحاجز المصنوع من سطحَين وعلى تغليف هيكل الأرضية.
ويهدف كل ذلك إلى إدماج نظام الدفع الرباعي والتوجيه الرباعي مع نظام تعليق الهيكل المستوي بتصميم جديد بالكامل، ما يعزّز من تجربة البساط السحري من رولز-رويس. وقد نجح الفريق في تحقيق هذا الهدف من دون المسّ بمركز الثقل المنخفض في السيارة، والذي يساعد في تعزيز ديناميكيات الانعطاف.
من جهة أخرى، استفادت رولز-رويس من خبرتها في استخدام الألمنيوم عبر تصنيع الهيكل العلوي المعدني في طراز جوست الجديد من هذه المادّة بالكامل. كما صُمّم الجسم الخارجي للسيارة كقطعة واحدة متواصلة تنساب بسلاسة تامة من دعامة الزجاج الأمامي وفوق السقف امتداداً إلى الجزء الخلفي من السيارة، ما يحاكي طرازَي سيلفر داون وسيلفر كلاود.
يضفي الغياب التام للخطوط الفاصلة مظهراً انسيابيا على جسم السيارة بحيث لا تشوبه الخطوط الغير مرغوب بها. لهذه الغاية، قام أربعة حرفيّين بتلحيم الجسم يدويا في الوقت عينه لضمان الحصول على قطعة متجانسة بشكل مثالي. علاوة على ذلك، استُخدمت أبواب مصنوعة بالكامل من الألمنيوم وملحومة بالليزر. يوفّر ذلك مزايا استثنائية من حيث الوزن ومتانةً بمقدار 4000 نيوتن متر/درجة، كما أنّ الألمنيوم يتمتّع بمقاومة صوتية منخفضة بالمقارنة مع الفولاذ، ما يعزّز من شعور السكينة داخل المقصورة .
محرّك V12 المعزز بشاحن هواء “توربو” مزدوج بسعة 6.75 لتر
استجابةً لآراء العملاء الذين طلبوا قوة عزم شبه فورية وتشغيلاً شبه صامت، قرّرت رولز-رويس تطوير محرّك البنزين V12 المعزز بشاحن هواء “توربو” مزدوج بسعة 6.75 لتر. فتمّ إنشاء خريطة محرّك جديد لطراز جوست بما يضمن تعزيز أداء هذه السيارة الحيوية بقوة صافية قدرها 563 حصانا/ً 420 كيلوواط و850 نيوتن متر/ 627 باوند قدم من العزم تنتقل بسلاسة لمنظومة التوجيه الرباعي والدفع الرباعي. وتلبيةً لتوقعات العملاء، يتوفر الحد الأقصى لعزم الدوران من 1600 دورة في الدقيقة فقط، أي 600 دورة في الدقيقة فقط فوق التشغيل البطيء للمحرّك والسيارة في الوضع الساكن.
كما تضمّن نظام إدخال الهواء منافذ أكبر حجما للحدّ من صوت المحرّك في المقصورة الداخلية وبالتالي تحسين الخصائص الصوتية الرائعة في السيارة.
نظام التعليق المستوي
شهدت تجربة البساط السحري من رولز-رويس تطوّراً رائعا.ً فقد أعاد خبراء الهندسة تصميم نظام التعليق بالكامل في سيارة جوست الجديدة لتقديم ما يُعرف بنظام التعليق المستوي. سُمّي النظام تيمّنا بشكلٍ هندسي مسطّح ومستوٍ، وهو ثمرة عشر سنوات من الاختبار والتطوير لابتكار شعور بالطيران على الأرض لم يسبق لسيارة أن حقّقته من قبل .
تم التوصّل إلى هذا الابتكار من خلال إنجازات هندسية فيزيائية ونظام مسح متطوّر مع برامج متقدّمة من الناحية التقنية، إذ يدمج بين وحدة تخميد القائم العرضي العلوي فوق مجموعة التعليق الأمامية في إنجاز هو الأول من نوعه في العالم، ما يضفي المزيد من الثبات والسلاسة على السيارة أثناء القيادة. يعمل هذا الابتكار إلى جانب نظام “فلاغ بيرر” الذي يستخدم الكاميرات لقراءة الطريق أمام السيارة وتهيئة نظام التعليق لأي تغييرات مرتقبة في سطح الطريق، فضلاً عن نظام نقل الحرك ة بمساعدة الأقمار الصناعي ة الخاص بالعلامة. تتمّ إدارة هذه التقنيات في إطار برنامج موحّد هو نظام الهيكل المستوي. لقد أصبح بإمكان طراز جوست الجديد ترقّب أسطح الطريق مهما كانت صعوبتها والتعامل معها.
كما تطلّب ابتكار وحدة تخميد القائم العرضي العلوي وحدها خمس سنوات من الاختبار في محطة المحاكاة وعلى الطرق. صُمّمت هذه التقنية خصيصا لرولز-رويس، حيث تساهم في تطوير نظام التعليق الخاص بتجربة البساط السحري مع القائم العرضي المزدوج المصمم على شكل عظمة الترقوة. فقد آمن مؤسّس العلامة، السير هنري رويس بفلسفة مفادها: “خذ أفضل ما هو موجود واجعل منه شيئا أفضل”. ومن هذا المنطلق، طوّر خبراء نظام الهيكل وحدة تخميد القائم العرضي العلوي لتحسين ممتصّات الصدمات المتغيّرة باستمرار والتي يتم التحكم فيها إلكترونيا بالإضافة إلى مجموعات التدعيم الهوائي ذاتية التسوية وذات الحجم الكبير. لم يسبق أن طُبّقت هذه النظرية على سيارة من قبل.
يستفيد المحور الخلفي المؤلف من خمس وصلات من نفس تقنية التعليق الهوائي ذاتية التسوية وذات الحجم الكبير، بالإضافة إلى ميزة التوجيه بالعجلات الخلفية. تتم إدارة المحورين من خلال برنامج الهيكل المستوي الخاص بالعلامة. وينطبق ذلك أيضا على التقنيات الأخرى في هيكل طراز جوست الجديد، بما في ذلك الدفع الرباعي والتوجيه الرباعي والتحكم بالثبات وأنظمة المكابح ذاتية التجفيف للتأكد من استجابة السيارة بكل عناصرها للتغيّرات في الأسطح أو مستويات التشبّث في ظل حفاظها على طابع حيوي وديناميكي.
كما يدير برنامج الهيكل المستوي المعلومات التي تتطلّب من طراز جوست الجديد التأقلم بشكل استباقي لأي مستجدات تطرأ على الطريق أمام السيارة. تتمثّل أولى هذه التقنيات في نظام “فلاغ بيرر” الخاص بالعلامة. يوحي اسم هذا النظام بقانون ساد قديما حيث توجّب أن يتقدّم السيارات شخص يحمل راية حمراء لتحذير المشاة.
تتألف هذه التقنية من نظام كاميرا ستيريو مدمَجة في الزجاج الأمامي لرؤية الطريق أمام السيارة مع تعديل نظام التعليق بشكل استباقي وليس بشكل تفاعلي، بسرعة تصل إلى 100 كلم/الساعة. في حين أنّ العنصر الثاني هو نظام نقل الحركة بمساعدة الأقمار الصناعية من رولز-رويس والذي يستخدم بيانات نظام تحديد المواقع العالمي GPS ليختار مسبقا التروس أو النسب المناسبة للتضاريس القادمة. فينتج عن ذلك مستويات غير مسبوقة من الراحة والتحكّم في السيارة.
أبواب تفتح بانسيابية
تمتّع عملاء رولز-رويس بأبواب ذاتية الإغلاق مع أول سيارة فانتوم تمّ ابتكارها في جودوود. تعمل هذه الميزة بزرّ موجود على اللوحة الأمامية وعلى دعامة الزجاج الخلفي للسيارات التي تضمّ أبوابا خلفية. وقد لاقى هذا الابتكار استحسانا كبيراً لدى العملاء. أما بالنسبة لطراز جوست الجديد، فقد اختار مهندسو العلامة تطوير هذه التقنية المميّزة، فبات بإمكان العملاء
للمرّة الأولى فتح الأبواب بمساعدة نظام الطاقة المعزّزة.
يفتح العملاء الباب أولاً بسحب المقبض الداخلي ومن ثم يتركونه ليعود إلى وضعيته الأساسية فيما يتحققون من المخاطر المحتملة، ثم يُعيدون سحب المقبض من دون إفلاته لتشغيل نظام الطاقة المعزّزة بالكامل عند الفتح. ما إن يفتح الباب بشكل كافٍ لخروج العميل، ما عليه سوى إفلات المقبض لتشغيل مكابح الباب.
وحالما يترجّل العميل من السيارة، يمكنه إغلاق الباب تلقائيا وبالكامل عبر ضغط زر موجود على المقبض الخارجي للباب.
أما إذا كان يفضّل إغلاق الباب يدويا،ً فيمكنه فعل ذلك بمساعدة نظام الطاقة المعزّزة. تتيح أجهزة الاستشعار الطولية والعرضية فضلاً عن أجهزة استشعار قوة الجاذبي ة المثبّتة على كل باب، نفس سرعة التشغيل بغض النظر عن زوايا الطريق أو التلة التي تسلكها السيارة .
نظام تنقية البيئة المصغّرة
تتمتع سيارة جوست الجديدة بنظام تنقية البيئة المصغّرة الجديد MEPS. تمّ تطوير تقنية فلترة الهواء الحالية بحيث تشمل مجموعة كاملة من التحسينات التي طالت الأجهزة والبرامج. فقد تمّ إدخال مستشعرات حسّاسة للغاية تكشف جودة الهواء وتحوّل مداخل الهواء النقي تلقائيا إلى وضع إعادة الدوران في حال الكشف عن وجود مستويات غير مقبولة من الملوّثات المحمولة جواً. يتم بعدها تحويل كل الهواء في المقصورة إلى فلتر من ألياف النانوفليس لإزالة أدق الجزيئات من البيئة المصغّرة داخل سيارة رولز-رويس في أقل من دقيقتين
سيارة رولز-رويس الأكثر تقدّما من الناحية التكنولوجية حتى الآن
يمتاز طراز جوست الجديد ببساطته التي تُعدّ سرّ كماله، إلا أنّ ابتكار هذه البيئة النقية والمطهّرة كان من أكبر التحديات التي واجهتها رولز-رويس في تاريخ العلامة. وبالفعل، كان طراز جوست الجديد السيارة الأكثر تقدّما من الناحية التكنولوجية.
تشمل المعدات الأخرى في السيارة مصابيح LED وليزر أمامية تضيء مجالاً واسعا يزيد على 600 م، وميزة تعزيز الرؤية بما في ذلك تحذير من وجود حيوانات أو مشاة في النهار والليل؛ نظام مُساعدة السائق على الانتباه؛ نظام من أربع كاميرات مع رؤية بانورامية، ورؤية شاملة ورؤية علوية؛ التحكم الفعال في السرعة؛ نظام التحذير من الاصطدام؛ نظام التحذير عند الرجوع للخلف؛ نظام التحذير عند الخروج عن المسار وتغيير المسار؛ شاشة أمامية بمستوى النظر عالية الدقة بقياس 3×7 ورائدة في السوق؛ إمكانية الاتصال بشبكة الواي فاي؛ ميزة الركن الذاتي وأحدث أنظمة الملاحة والترفيه .
علم الصوتيات.. سرّ السكينة
ينخرط عملاء جوست في مجال الأعمال المعقّد. لذلك يقدّرون أجواء الهدوء والرفاهية التي تعمّ المقصورة الداخلية لسيارة رولز-رويس. ويُعزى ذلك نظريا إلى نهج البساطة الذي تتبعه العلامة وتفانيها الثابت في تقديم أعلى مستوى من الجودة والمواد. أما من الناحية العملية، فقد استطاع خبراء رولز-رويس تحقيق ذلك من خلال تطبيق نظام هيكل وهندسة دفع لا مثيل لها، فضلاً عن الالتزام بنهج صارم يقوم على تأمين أجواء هادئة داخل المقصورة. يملك مهندسو الصوت في رولز- رويس خبرةً واسعة في مجال تحقيق السكينة والهدوء. وبالتالي، أرادت العلامة الاستفادة من هذه الخبرة في طراز جوست الجديد حيث سينشئ الخبراء سرّ السكينة الذي من شأنه أن يساعد على ابتكار المنتجات في المستقبل.
يشكّل الهيكل الهندسي الخاص برولز-رويس العنصر الأول في هذا السرّ. يتمتع هيكل الألمنيوم بمقاومة صوتية عالية بالمقارنة مع الفولاذ. كما أنّه مبنيّ باستخدام أشكال معقدة بدلاً من الأسطح المستوية الرنّانة. حتى أنّ الحاجز والأرضية مصنوعان من سطحين محشوَّين بلبّادات تخميد مركّبة للحدّ من نسبة الضوضاء التي تدخل مقصورة الركاب. وقد زُودت أقسام كبيرة من الهيكل الهندسي بنقاط وصول محدّدة لتركيب مواد التخميد الصوتي، إذ يستخدم طراز جوست الجديد مواد يزيد مجموعها على 100 كلغ، موضوعة في الأبواب والسقف وبين النوافذ الزجاجية المزدوجة وداخل الإطارات وعلى امتداد الهيكل الهندسي بأكمله.
بمجرّد التوصّل إلى عزل الصوت عن المقصورة إلى حدّ بعيد، يعمل الفريق على تتبّع العناصر التي تولّد موجات صوتية تكاد لا تُسمع من أجل تعديلها. يسمّي مهندسو الصوت هذه العناصر “مدخلات خفية”. وقد حرصوا لدى تطوير طراز جوست الجديد على تقييم كل عنصر في السيارة لمعرفة ما إذا كان يُصدر مستويات غير مقبولة من الضجيج بنظر الخبراء لإعادة هندسته. على سبيل المثال، أصدر السطح الداخلي لمجاري تكييف الهواء مستوى غير مقبول من ضوضاء الرياح، فتمّت إزالته وتنعيمه للحصول على النتيجة النهائية المطلوبة. كما تم ضبط قِّطع نظام الدفع لتأمين أجواء شبه صامتة في طراز جوست الجديد، حيث تم تعديل قطر عمود الدوران وزيادة صلابته لتحسين الخصائص الصوتية.
أما العنصر الأخير من هذا السرّ فهو تحقيق التناغم في السيارة. فقد وجد فريق خبراء الصوت لدى العلامة أنّ الصمت المطبق داخل المقصورة مربك إلى حدّ ما. وللتغلّب على هذه العقبة، توصّل إلى حلّ يقضي بابتكار “صوت خافت” يُصدر نغمةً خفيفة واحدة. ولتحقيق ذلك، توجّب ضبط كل العناصر على تردّد رنين مشترك. على سبيل المثال، كانت إطارات المقاعد في النماذج الأولية السابقة تنتج رنينا على تردّد مختلف عن البدن، فتمّ تطوير وحدات تخميد لضبط الضجيج على نغمة واحدة. علاوة على ذلك، أصدر تجويف الصندوق الكبير بسعة 507 لتر تردّداً منخفضا يمكن الإحساس به عند القيادة على الطريق السريع. فتمّ بناء منافذ تحت رف الجزء الخلفي للتخلّص من هذه الموجات الصوتية المزعجة، وبالتالي تحقيق مستوى أفضل من التناغم في صوتيات طراز جوست الجديد.
نظام الصوت “بيسبوك أوديو”
بالإضافة إلى ابتكار مقصورة هادئة وشبه صامتة، سعت رولز-رويس إلى تحقيق المزيد من التميّز في مجال الصوت عبر ابتكار خصائص صوتية لا تضاهى مع مهندسي “بيسبوك أوديو” لدى العلامة. شارك هؤلاء الرجال والنساء في مرحلة التصميم الهندسي لابتكار نظام صوت مميّز لطراز جوست الجديد، فتوصّلوا إلى بلورة جودة عالية من الصوت في السيارة.
يضمّ طراز جوست الجديد غرفة رنين مدمجة في قسم العتبات في جسم السيارة، حيث تم تحديد حجم الغرفة وشكلها من خلال استجابة الرنين لمكبّر الصوت “بيسبوك أوديو”. وهكذا تحوّلت السيارة إلى مضخّم صوت رائع.
يتحكّم مضخّم صوت قوي بما مجموعه 18 قناة (واحدة لكل مكبّر صوت) ما يولّد صوتا بقوة 1300 واط. تتيح تقنية التحسين الحديثة ومكبّرات الصوت مخروطية الشكل وعالية الدقة المركبة من المغنيسوم والسيراميك، إجراء تغييرات متناهية الصغر في الصوت مع استجابة تردّد مذهلة. أما بالنسبة لطراز جوست الجديد، فقد استُخدمت مكبّرات صوت من دون إطار تُثبَّت على الأسطح الصلبة إلى جانب مكبرات الصوت التقليدية والمخروطية الشكل. تنقل هذه الوحدات المثبّتة على سطحِّ قطعة ما اهتزازات الصوت من الكتلة المتحركة لمكبّر الصوت إلى داخل القطعة مباشرةً، وفي حالة طراز جوست الجديد، إلى بطانة السقف المرصعة بالنجوم، ما يحوّل سقف السيارة إلى مكبّر صوت كبير.
يتوفّر في المقصورة أيضا ميكروفونان شغّالان تقضي مهمّتهما بالكشف عن غياب التردّدات أو وجودها بتركيزات شديدة قبل تشغيل مكبّر الصوت لتعديل جهارة الصوت عند نطاق تردّدات معينة من أجل تأمين التوازن المناسب. أُعِّدَّ نظام الصوت “بيسبوك أوديو” وفقا لأعلى جودة من الموسيقى غير المضغوطة، ما يوفّر تجربة استماع لا تضاهى.
التصميم الخارجي
حرصت رولز-رويس منذ إطلاق أولى سياراتها في جودوود على إيلاء اهتمام بالغ للعناصر الجمالية التي تميّز كل سيارة. وقد تمّ ابتكار كل تصميم وفقا لمتطلبات شرائح مختلفة من عملاء رولز-رويس. يعكس طراز جوست الجديد نظرةً متقدّمة لمفهوم الفخامة، إذ يتّسم بالبساطة والنقاوة واستخدام أفضل المواد. سُمِّّي هذا المفهوم في مرحلة تصوّر التصميم قبل رسمه Post Opulence H, الفخامة المطلقة، وهي حركة تركّز على أصالة المواد عوضا عن التفاخر بالتصميم، وقد سبق أن تم اعتمادها في مجالات الهندسة، والموضة، وتصميم المجوهرات والقوارب.
صبّ الفريق تركيزه على تجسيد بساطة التصميم في طراز جوست الجديد. لم تكن النتيجة المنشودة باهتةً وعقيمة، بل كانت تعبيراً صادقا عن النقاوة والبساطة التي تُعرف بها علامة رو ز-رويس. يبدأ ذلك من أول انطباع تخلّفه السيارة في عين الناظر إليها. لقد أتاح الهيكل الهندسي الخاص برولز-رويس لفريق التصميم زيادة عرض السيارة بمقدار 30 ملم، ما يضفي المزيد من الرحابة عليها ويعكس رقيّها المذهل. زِّد على ذلك الخطوط الدقيقة والحادة في المقدّمة والتي تتقاطع مع المصابيح المزوّاة المميزة لإضفاء مظهر رائع يوحي بالرهبة على الواجهة الأمامية.
علاوة على ذلك، يتميّز طراز جوست الجديد بطابع مذهل من نسج الخيال على الواجهة الأمامية. وقد استطاع الفريق تحقيق ذلك من خلال تصميم رائع و20 مصباح LED مركّبا تحت الجزء العلوي من الشبكة الأمامية لإضاءة القضبان بنور خفيف.
كانت النماذج الأولية الباكرة خلال مرحلة التطوير لافتةً للأنظار كثيراً، وكان الضوء المنعكس من القوائم المصقولة مبهراً للغاية. تماشيا مع جوهر مفهوم Post Opulence H, الفخامة المطلقة، قام فريق الهندسة لدى العلامة بصقل الجزء الخلفي من قضبان الشبكة المعدنية لتصبح أقل قدرةً على عكس الضوء، بهدف الحدّ من قوة الضوء والحصول على التوهّج الخفيف المطلوب.
يشكّل تصميم الجزء الأمامي من طراز جوست الجديد خير دليل على اهتمام فريق التصميم بتطبيق مفهوم الاختزال. وبفضل التلحيم اليدوي لهياكل الألمنيوم، تبدو بنية السيارة كقطعة واحدة متواصلة وخالية من الخطوط الفاصلة، ما يحاكي طرازَي سيلفر داون وسيلفر كلاود. ولأول مرّة على الإطلاق، لا تحيط الخطوط بمجسّم روح السعادة بل يطفو وحده فوق غطاء المحرّك.
أما بالنسبة للرفارف، فقد استُخدم خط مستقيم واحد لإبراز طول السيارة. يحاكي الخط الجانبي السفلي تصميم القارب ويستخدم انعكاس الضوء لإنارة السطح والإيحاء بشعور حركة بسيط.
من جهة أخرى، صُمّم جانب السيارة بنافذتين متساويتَي الحجم للتأكيد على أنّ طراز جوست الجديد مناسب للقيادة وللركوب في الخلف على حدّ سواء. يعكس خط السقف المقوّس قليلاً قدرة السيارة الديناميكية، كما تستكمل الجهة الخلفية شعور الحركة هذا وتنتهي بزاوية مستدقة.
لقد باتت المصابيح الخلفية شبه المربعة ركيزةً أساسية في تصميم رولز-رويس المعاصر. وقد أصرّ ت العلامة على بقائها في طراز جوست الجديد مع تحديثها بإضفاء إمالة طفيفة إلى الأمام. وهي تبدو من دون الخطوط الفاصلة وكأنّها تطفو على السطح المطلي.
التصميم الداخلي
لقد أدّى فهم رولز-رويس الواضح لأنماط الاستهلاك المتغيّرة لدى العملاء والنظرة الواسعة لحركات التصميم إلى تشكيل قناعة راسخة بضرورة اتباع مفهوم البساطة في التصميم الداخلي للسيارة أسوةً بالتصميم الخارجي. لم تعُد التفاصيل المعقدة والزركشات السطحية مطلوبةً. ويُعزى ذلك إلى رغبة العملاء في بيئة مريحة وخالية من التعقيدات مع التركيز على جودة المواد المستخدمة وتعزيز أثر الألوان المطلوبة بحسب الأذواق الشخصية .
غير أنّ ابتكار بيئة تتّسم بالخفة والبساطة والأناقة ليست بالمهمّة السهلة أبداً. كما أنّها تعتمد على استقدام أجود المواد من جلد وخشب ومعادن، حيث أنّ الإغفال عن جودة أي منها ليس بمقامة عملاء رولز-رويس الأكثر تميّزاً. لهذه الغاية، تخضع الجلود النصفية المستخدمة في تصنيع المقصورة الداخلية من طراز جوست الجديد، والبالغ عددها 20 لكل سيارة، لأدقّ فحوصات مراقبة الجودة في قطاع السيارات بهدف التأكد من أنّ جميع الألواح المستخدمة والبالغ عددها 338 هي من أعلى جودة ممكنة. ولتسليط الضوء على مهارة العلامة في تصنيع الجلود، تحاشى فريق التصميم الدرزات المعقدة على الخطوط القليلة في العدد إنّما الطويلة والمستقيمة تماما للفت أنظار العملاء المتميّزين.
تتوفّر مجموعات الخشب لطراز جوست الجديد بتصاميم مفتوحة المسام، ما يعكس ثقة العلامة في عرض موادها بكل شفافية. وبالفعل، تم ابتكار تصميمَين جديدين خصيصا للسيارة. التصميم الأول هو أوبسيديان أيوس المستوحى من تنوّع الألوان الغني في صخور الحمم البركانية. أما الثاني فهو العنبر الداكن الذي يضفي بريقا خفيفا على المقصورة الداخلية عبر دمج خطوط جزيئات الألمنيوم الدقيقة في الخشب الداكن.
تبقى اللمسات الجلدية مكشوفةً على شكل أوراق مكسوة بقشرة واحدة طويلة، حيث تقسمها فتحات معدنية حقيقية باردة الملمس يصل من خلالها الهواء المنقّى عبر نظام تنقية البيئة المصغّرة إلى المقصورة .