تجربة رينج روفر سبورت SVR تظهر كيف يمكنك أن تجمع الأداء بالفخامة، والناحية العملية بالقدرات الفريدة في قالب فريد
ما هي أفضل سيارة في العالم؟ سؤال يعرفه كل صحفي متخصص في مجال السيارات، إذ نتعرض له بشكل دائم، في أي جلسة يطرح فيها مجال عملنا. الجواب دبلوماسي دائما، وهو أنه ما من سيارة أفضل بالمطلق. فالسيارة السريعة غير مريحة، والعملية غير رياضية، والفاخرة غالية الثمن. هذا الجواب بالعادة كاف لإغلاق باب النقاش غير المريح الذي غالبا ما تجد نفسك فيه مع شخص التقيته للتو. ولكن أحيانا يظل محاورك مصرا على أن تعطيه إجابة ما، تتضمن اسم سيارة. خياري في العادة يقع على رينج روفر سبورت SVR.
لماذا؟ لأنني، وبكل صدق، أعتقد أن من يمتلك هذه السيارة ليس بحاجة أبدا لأي سيارة أخرى. إذ لا أعتقد أن هناك أي سيارة أخرى بإمكانها أن تقدم المزيج الفريد الذي يتوفر في رينج روفر سبورت SVR. فهي سيارة دفع رباعي (النقطة الأولى التي يعشقها الجميع هذه الأيام)، فاخرة جدا مع تجهيزات إلكترونية متطورة، أنيقة الشكل، مريحة، واسعة، وتقدم أداء رياضيا مميزا. نعم هناك منافسون في كل هذه النواحي. فهناك سيارات رياضية أسرع حتما، ولا شك في أن اختيار سيارة ستيشن واغن يقدم نفس المستوى العملي. أما الفخامة فيمكنك أن تحصل عليها في أي سيارة سيدان متوسطة هذه الأيام.
ما يميز رينج روفر سبورت في الحقيقة أمران. أولهما، هو أن السيارة توفر مزيجا من كل هذه المواصفات، بدون التضحية بأي منها لحساب الآخر بشكل كامل. فكونها سيارة رياضية لا يؤثر على مستوى الفخامة، وكونها سيارة دفع رباعي لا ينتقص من قيمتها كسيارة رياضية. الأمر الثاني هو أنها سيارة دفع رباعي حقيقية، يمكنها فعلا اجتياز الرمال والطين والصخور، ويمكنك قيادتها على الطرق غير المعبدة، وإن كنت أشك أن كثيرا من أصحابها سيفكرون في ذلك.
واليوم، تحصل رينج روفر سبورت على بعض التعديلات الإضافية لعام 2018. وأثناء زيارتي إلى بريطانيا لتجربة طراز رينج روفر الجديد المزود بتقنية الهايبرد الهجينة، سنحت لي الفرصة لتجربة رينج روفر سبورت SVR، على الطريق، وعلى حلبة التجارب التابعة للشركة، للاطلاع على أرض الواقع على قدرات السيارة الرهيبة.
أولا، لنتحدث عن التغييرات. إنها تغييرات طفيفة جدا، ولكنها مؤثرة. خارجيا ليس هناك من تغييرات تذكر، ولكن إن نظرت جيدا فستدرك أن غطاء المحرك ليس مطليا بهذا الشكل لدواع تجميلية فقط، ولكن لأنه مصنوع بالكامل من ألياف الكربون، بهدف خفض وزن السيارة ومركز ثقلها. أما في الداخل، فالتغيير الأكبر هو في لوحة القيادة، والتي تحصل الآن على نفس نظام Touch Pro Duo المتوفر في شقيقاتها، رينج روفر وطراز فيلار الجديد، والذي يعتبر بالفعل قفزة نوعية في مجال أنظمة المعلومات والترفيه.
محرك السيارة لا يزال من فئة V8 مع سوبر تشارجر بسعة 5.0 ليتر، ولكنه الآن يوفر قوة باتت تبلغ 575 حصانا، مع 700 نيوتن متر من عزم الدوران. قوة كافية لدفع السيارة إلى 100 كلم/س في 4.5 ثانية، وإلى سرعة قصوى تبلغ 280 كلم/س.
هذه السرعة القصوى لم أتمكن من بلوغها على حلبة تجارب الشركة، على الرغم من الخط المستقيم الطويل فيها. إذ أن الوصول إليها يتطلب إما مسافة أكبر، أو ربما سائقا أكثر مهارة وشجاعة! إذ يتطلب الأمر السير بالسيارة على منعطف بزاوية انحدار جانبية شديدة، وهو أمر لا يمكن للسائق العادي أن يتأقلم معه بسرعة.
ما يمكنني أن أؤكده بالرغم من ذلك، هو أن السيارة تتجاوز سرعة 250 كلم/س بسهولة إذا ما أبقيت قدمك على دواسة الوقود. السيارات التي قدناها خلال التجربة كانت سيارات بريطانية مزودة بمقود على الجانب الأيمن، وعلى الرغم من صعوبة ذلك على الطرقات العامة لمن لم يعتد القيادة بهذا الشكل، إلا أنه على الحلبة لا تشعر بذلك، لا سيما وأنها حلبة تجارب بخطوط مستقيمة طويلة، دون منعطفات تذكر. الأمر الثاني الذي يلفت الانتباه هو قوة المكابح، وثبات السيارة. على السرعات العالية، لا تتأثر السيارة بأي شيء، وتحافظ على خطها بثبات رائع. أما عند الكبح، فهي بكل بساطة تخفف سرعتها بمجرد لمس دواسة المكابح، بدون أي تمايل جانبي أو أمامي شديد.
على الطريق، لا يمكنك إلا أن تشعر بنوع من الزهو وأنت تقود رينج روفر سبورت SVR. من موقعك المرتفع، تشعر وكأنك تملك الطريق، وبفضل الثقة التي تمنحك إياها السيارة، وبفضل أداء محركها الجبار على الطريق، تشعر وكأن بإمكان التهام المسافات دون أي جهد يذكر.
ثم هناك الصوت. كثير من شركات السيارات تنتج محركات V8، ولكن قلة منها تولد مثل ذلك الصوت الذي تولده رينج روفر سبورت SVR. إنه صوت هادر عند الضغط على دواسة الوقود، مع تفعيل نظام العادم الرياضي، والأروع منه هو صوت الفرقعة والانفجارات المتأتية من العادم عند رفع قدمك عن دواسة الوقود. أنا متأكد أن هناك قرى بأكملها في بريطانيا تقدمت بشكوى ضدنا بسبب الإزعاج!
هذا المزج الفريد بين الأناقة والرفاهية المفرطة من جهة، والقوة والأداء والشخصية الرياضية من جهة ثانية، هو ما يميز السيارة عن غيرها من المنافسات. أضف إليها قدرات متفوقة على الطرق غير المعبدة، وستجد أن رينج روفر سبورت SVR ربما هي السيارة الوحيدة التي ستحتاجها طوال حياتك. الآن كل ما تبقى هو أن أقنع فرع SVO بصنع واحدة بسبعة مقاعد، لتصبح أفضل سيارة في العالم بلا منازع!
