تستعدّ المملكة العربيّة السعوديّة للإحتفال بالنسخة العاشرة من رالي حائل الدولي الذي بدأ كحدث صغير ترافق مع البدايات الأولى لرياضة السيارات على صعيد المملكة في العام 2006، قبل أن يأخذ أبعاداً أخرى ويتوسّع محلياً بعد أن باتت مسافته أطول ويزور مناطق أكثر في العام 2007.
وقد أشرف الإتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية على إنجاح هذا الحدث الذي بات ينظر إليه منذ إنطلاقته على إنّه رالي مُخوّل له الإنضمام الى كأس الإتحاد الدولي للسيارات (فيا) “الكروس كاونتري”، بعد أن أدرج بالفعل في روزنامة الأحداث العالمية التابعة للإتحاد الدولي عامي 2008 و2010.
وستُقام النسخة العاشرة من رالي حائل الدولي هذا العام في المنطقة الشماليّة الوسطى من المملكة في الفترة الممتدة من 19 الى 22 آذار/ مارس المقبل.
ويُنظّم الحدث الذي يُقام وفقاً لمعايير الإتحاد الدولي للسيارات (فيا) برعاية كريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل، ورئيس الهيئة العليا لتطوير حائل، ورئيس الهيئة العليا المشرفة على الرالي. بينما يرأس الإتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن بندر، إذ يُنظّم الحدث بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير حائل.
“نحنُ في غاية السعادة لإستضافة النسخة العاشرة من رالي حائل”. قال نايف الحجيلان، الأمين العام للإتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، مضيفاً. :”يُمثّل رالي حائل الركيزة الأساسيّة للراليات في المملكة العربيّة السعوديّة منذ أن أعطي الضوء الأخضر لرياضة السيارات في المملكة”.
وأكمل. :”سيقام رالي حائل الدولي في نسخته العاشرة على مدى أربعة أيام، مع مرحلة خاصة إستعراضية للمتفرجين، وثلاث مراحل صعبة في الصحراء”.
وقام المسؤولون في الإتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية بوضع اللّمسات الأخيرة على طرقات ودروب الرالي، إذ تم التأكيد بأنّ المرحلة الخاصة الأولى ستقام يوم الخميس الواقع في 19 آذار/ مارس، قبل خوض المتسابقين لثلاث مراحل في الصحراء لثلاثة أيام توالياً.
ويقع مقر الرالي والمركز الإعلامي الدولي بالإضافة إلى غرف مراقبة الحكام والنتائج ومنصة المؤتمرات والندوات في مركز المغواة للمؤتمرات على مشارف حائل.
وستكون هناك مرحلة واحدة مُشابهة فقط لتلك التي تم إعتمادها في نسخة العام الماضي والتي ستخترق صحراء النفود الكبير، أمّا المرحلة الثانيّة فستتكوّن من 85 بالمئة من مسارات جديدة، بينما ستكون المرحلة الثالثة جديدة بالكامل. وسيخوض المشاركون حوالي 1200 كيلومتراً من المنافسات وسط طرقات مُختلفة ومتنوعة، بما في ذلك مسارات مليئة بالحصى، والكثبان الرمليّة والأوديّة، بالإضافة الى مناطق مخادعة تعمل على ابراز مهارات المشاركين القيادية ممّا سيزيد من الصعوبات الملقاة على كاهلهم.
بعد نجاح الرالي الذي كان عبارة عن حدث صغير في العام 2006 وإنتهى حينها بفوز فرحان الشمري (تويوتا لاندكروزر)، تبلور الرالي في العام التالي ليصبح عبارة عن رالي عالمي حيث إستطاع السائق السعودي راجح الشمّري من خطف اللّقب على متن “تويوتا لاند كروزر”.
وتزايدت شعبيّة الرالي في ظلّ تنامي أهمية رياضة السيارات في المنطقة إذ نجح الثنائي الفائز في رالي داكار الأخير والمؤلف من القطري ناصر صالح العطيّة وملاحه الفرنسي ماثيو بوميل من الفوز بنسخة العام 2008 على متن “بي،أم،دبليو أكس3 سي،سي”. وبعد ثلاث سنوات عاود العطيّة الإنجاز من جديد مُستعينًا بملاح جديد هو الألماني تيمو غوتشالك وعلى متن سيارة مختلفة هي الـ “فولكسفاغن طوارق 3”.
كما يملك يزيد الراجحي كذلك تاريخًا حافلاً بالإنجازات في رالي حائل إذ يعتبر السائق الأنجح. فقد تمكن السعودي من الفوز بنسخة العام 2009 بصحبة ملاحه بوميل على متن سيارة “نيسان نافارا”، قبل أن يتبعه بإنتصار آخر في العام التالي ولكن بسيارة “ميتسوبيشي راسينغ لانسر”.
الثلاثيّة أو “الهاتريك” في سجل الراجحي أتت في العام 2012 مع فيليبي بالميرو خلف مقود “ميني أول4 راسينغ”. وإنسحب الراجحي في رالي العام 2013، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إنتزاع لقبه نتيجة لإصابة في الظهر حيث توّج السائق التشيكي ميروسلاف زابليتال بالغار في ذاك العام خلف مقود سيارة هامر.
كما إنسحب الراجحي من نسخة العام الماضي بسبب بعض المشاكل التقنيّة ما فتح الباب بطريقة غير مُتوقعة أمام إبراهيم المهنا وعلي عُبيد للفوز بلقب الرالي على متن سيارة “نيسان باترول”.
تجدر الإشارة الى إنّ الدّراجات الناريّة والكواد بدأت بالمشاركة في الحدث بدءً من العام 2013.