أعلن الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية (SAMF) عن مسار النسخة 44 من رالي داكار 2022، والتي ستشمل التحدي الأصعب لمسافة تزيد عن 8000 كيلومتر، كما وتضم نحو 4300 كيلومتر من المراحل المحددة بوقت، على التضاريس الصعبة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
بينما سيضم رالي داكار أكبر عدد من المنافسين لأكثر من عقد بإجمالي 430 مركبة تنطلق إلى الكثبان الرملية في الفترة من 1-14 يناير 2022.
بالإضافة إلى ذلك، سيشارك 148 طاقما في النسخة الثانية من داكار كلاسيك، إذ سيمثل الرالي هذا العام معلما هاما، كما سيخوض المنافسون تحد مميز عبر 12 مرحلة شاقة من السباقات في عمق الصحراء الحارة والقاحلة، مع مزيج من التضاريس الرملية والصخرية، مما يتطلب من المنافسين التمتع بمهارات التنقل الماهر على الطرقات الوعرة في رحلة صارمة لمدة أسبوعين
بعد أسابيع قليلة فقط من استضاف كورنيش جدة النسخة الإفتتاحية للجائزة الكبرى للفورمولا 1 بالمملكة العربية السعودية 2021، ستصبح مدينة الميناء المطل على البحر الأحمر مرة أخرى مركزا لعالم رياضة السيارات حيث ترحب بالأطقم والمنافسين عبر إنطلاق رالي داكار، مع بدء العام الجديد، من خلال رحلة مصغرة بطول 19 كيلومترا للمنافسين قبل المنافسة الأصعب لمسافة 834 كيلومترا نحو صحراء حائل الجميلة.
في خروج عن لوائح العام الماضي، سيتجنب مسار السباق 44 لداكار الكثير من المناطق الشمالية من المملكة، وسيفتقد إلى كلا من العلا ونيوم وسكاكا، وبدلا من ذلك سيتم توجيه الأطقم لتحديات جديدة في الشرق والمناطق الوسطى ، بما في ذلك القيصومة والدوادمي.
سيكون هناك أيضا ضعف عدد مراحل الحلقات بإجمالي أربعة في حائل والرياض وبيشة، وتكرارا للعام الماضي، في وادي الدواسر.
تاريخيا تُعرف حائل بأنها مفترق طرق للتجار وستكون أول إختبار حقيقي للسائقين والمتسابقين والطواقم عند بدء أول كيلومترات ملاحة تنافسية.
في العام الماضي كانت حائل هي المكان المناسب ليوم الراحة، ولكن لن يكون هناك توقف في المرحلة الأولى 334 كم من السباق، قبل أن يتجه الطريق جنوب شرق الأرطاوية.
سيمثل هذا أول مرحلة حقيقية للحدث، إذ ستختبر قدرة التحمل لا سيما مع التضاريس الصعبة إلى جانب ساعات السباق الطويلة خلف عجلة القيادة ودرجات الحرارة القصوى لتوفر بدورها اختبارا حقيقيا لقدرة التحمل.
كما توجد نقطة مسار جديدة في الملاحة على الطرقات الوعرة لهذا العام هي رحلة 554 كم إلى القيصومة والتي ستوفر اختبارا مختلفا، حيث تشتهر هذه المنطقة من المملكة العربية السعودية بطقسها القاسي. غالبا ما تنخفض درجات الحرارة في الشتاء إلى ما دون درجة التجمد ويكون هطول الأمطار أمرا شائعا.
يعقب ذلك الرحلة إلى شرق المملكة، و ستجتمع أطقم العمل في العاصمة السعودية الرياض على مرحلتين دائرتين خاصتين، يليهما يوم راحة.
سيتيح هذا للجميع الفرصة لالتقاط أنفاسهم والأستمتاع بالضيافة التي تقدمها المدينة.
أشتهرت الرياض في الأصل بالبساتين الكبيرة التي نمت في المنطقة والعديد من الواحات التي تكونت المستوطنة، والتي أستمدت أسمها من الكلمة العربية للحدائق.
اليوم العاصمة هي المركز التجاري للبلاد وهي موطن لستة ملايين نسمة، وستوفر المدينة خلفية دراماتيكية لرالي داكار وستستغرض الهندسة المعمارية المبتكرة في الرياض والتي تضم العديد من ناطحات السحاب الكبيرة بما في ذلك برج الفيصلية ومركز المملكة وبرج رافال.
بعد يوم الراحة، سيستأنف السباق في 9 يناير، جنوبا وغربا عبر الصحاري العربية بإتجاه خط النهاية في جدة على ساحل البحر الأحمر.
الاختبار الأول للمتسابقين بعد التوقف هو رحلة بطول 707 كيلومترات من الرياض إلى الدوادمي التي تقع على قمة تل نجد.
المرحلة الثامنة هي رحلة طويلة أخرى بطول 828 كم إلى وادي الدواسر، والتي ستشهد مرحلة حلقية قبل أن يكرر المسار بشكل فعال المراحل الافتتاحية لحدث العام الماضي، ولكن سيشهد ذلك رحلة عبر المناظر الطبيعية الخصبة، على جانبي وادي بيشة، وهي منطقة تضم ما يقرب من ثلاثة ملايين شجرة نخيل.
بعد ذلك، ستأخذ مرحلة الحلقة الأخيرة بطول 676 كم قبل مرحلة خاصة قصيرة بطول 163 كم، المتنافسين عبر الجبال والعودة إلى النقطة الثقافية الساخنة وهي جدة.
ستكون نسخة 2022 من الرالي الشهير أيضا بداية لمبادرة جديدة تُعرف باسم خطة “مستقبل داكار” والتي تهدف إلى أن يكون هناك مجال يتألف بالكامل من المركبات منخفضة الأنبعاثات بحلول عام 2030.
قبل تحقيق هذا الهدف، أعلن المروج A.S.O، بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للسيارات، أنه تم تشجيع الشركات المصنعة على تطوير سيارات تعمل بالوقود البديل وإنشاء فئة تي ١ ألتيميت T1-Ultimate (T1.U). وبمقتضى ذلك ستدخل أربع سيارات هذه الفئة في عام 2022 لأول مرة، بما في ذلك ثلاث سيارات هجينة منها آر إس كيو إي ترون
كما توفر تضاريس الصحراء العربية فرصة مثالية للمصنعين لعرض التكنولوجيا الديناميكية الجديدة في الظروف القاسية.
علاوة على ذلك، فإن السباق لإيجاد حلول لخفض الإنبعاثات يدعم الإستراتيجية البيئية طويلة المدى للأتحاد الدولي للسيارات ويتناسب مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 من أجل مستقبل مستدام.