من المؤكد أنكم قد سمعتم بمسابقة سيارات الفورمولا إي الكهربائية، ولكن ما لا تعلمونه تحديدا أن هذا النوع من السيارات السريعة بحاجة إلى كم هائل من الاستعدادات والتحضيرات قبل دخولها حلبات المنافسة في هذه الرياضة المشوقة والحماسية. وتوفيرا للوقت والجهد والكلفة، طور مهندسو فريق بي ام دبليو موتورسبورت جهاز محاكاة فائق التطور وقاموا ببنائه بهدف تنفيذ المهمة واستكمال التحضيرات.
تطوير جهاز محاكاة فائق التطور يسمح للسائقين والمهندسين بإجراء غالبية الاختبارات خلال مرحلة التطوير، بالإضافة إلى مجموعة من الاختبارات الضرورية الأخرى استعدادا لكل من السباقات على روزنامة بطولة الفورمولا إي. إذ تعد المشاركة في منافسات بطولة الاتحاد الدولي للسيارات للفورمولا إي أمرا شبه مستحيل بدون جهاز محاكاة يتمتع بأحدث التجهيزات.
وقبل كل عطلة أسبوع سباق لبطولة العالم للفورمولا إي، يخوض سائقا فريق BMW أندريتي موتورسبورت الروتين ذاته، إذ يتوجه كل من البرتغالي أنطونيو فيلكس دا كوستا والبريطاني ألكسندر سيمز إلى ميونيخ في ألمانيا، حيث يقع المقر الرئيسي لفريق BMW موتورسبورت، ويعملان جنبًا إلى جنب مع مهندسي فريق BMW أندريتي موتورسبورت خلال حصة تجارب لا تقام على متن سيارة حقيقية أو على مسار سباق، وإنما في جهاز محاكاة فائق التطور.
فهناك يحضر السائقان نفسيهما لخوض منافسات الفورمولا إي التي تقام على حلبات الطرقات، ويعملان بدأب مع طاقم المهندسين على اختبار جميع الاحتمالات الممكن حدوثها خلال سباق عطلة الأسبوع، ابتداءً من خيارات إعداد السيارة والطقس ودخول سيارة الأمان وإدارة الطاقة، وصولًا إلى إمكانية اعتماد الوضع الهجومي وتوقيته، ويغطي جهاز محاكاة فائق التطور جميع النتائج الممكنة لكل من هذه الخيارات ضمن حدود الإمكانات التقنية.
برمجيات جهاز محاكاة فائق التطور
يتوخى هذا النوع من اختبارات المحاكاة الانتباه لأدق التفاصيل، بالتركيز على السيارة الافتراضية المعتمدة ضمن البرنامج، والتي يبرمجها طاقم الفريق الهندسي في فريق BMW موتورسبورت بأنفسهم، واضعين بعين الاعتبار جميع العوامل المتغيرة. وتمت معايرة البرمجيات لاستخدامات التسابق، إلا أنها تتوافق مع جميع أنظمة المحاكاة ضمن مجموعة BMW وبهذا توفر انسجامًا تامًا بين قسم رياضة السباقات وقسم انتاج السيارات المعدة للطرقات.
وبالإضافة إلى البرمجيات، فإن التجهيزات تطابق الواقع في الأماكن اللازمة، فكل من مقصورة القيادة، بما في ذلك مقعد القيادة ووضعيته، وأزرار التحكم، وكل ما يراه السائق أو يتفاعل معه يطابق الواقع بشكل تام. وهذا الأمر ينطبق أيضا على المهندسين، فبيئة عملهم في جهاز محاكاة فائق التطور تطابق ما يتعاملون معه في حلبة السباق، وكما هو الحال في البرمجيات، فقد عمل طاقم المهندسين في BMW موتورسبورت على بناء وتطوير المعدات والتجهيزات بأنفسهم، مركزين على تنفيذ المهام بأقصى درجة من الكفاءة.
الجهاز أساسي لتطوير سيارة بي ام دبليو iFE.18
كما أن جهاز المحاكاة يعد أمرًا أساسيًا لتطوير سيارات الكونسبت لدى BMW موتورسبورت، بما في ذلك سيارة بي ام دبليو iFE.18، فقد مكن جهاز المحاكاة المهندسين تنفيذ العديد من الاختبارات مع السائقين، وهذا أمر لم يكن بالإمكان تنفيذه على الإطلاق، أو أنه ممكن بقدر هائل من الجهد والموارد، كما يعتبر جهاز المحاكاة ركنًا أساسيًا ضمن مشروع الفورمولا إي لدى BMW.
وتتنامى أهمية الواقع الافتراضي في نشاطات رياضة سباق السيارات الأخرى لدى BMW موتورسبورت، ولهذا يستخدم جهاز المحاكاة في كثير من الأحيان، فقد عملت BMW على تصميمه من المراحل الأولية لتنفيذ وظائف متعددة، ويمكن استخدامه لمحاكاة جميع سيارات السباق التابعة لعلامة BMW، فعلى سبيل المثال، لا يتطلب تعديل جهاز المحاكة من إعدادات الفورمولا إي إلى الإعدادات الخاصة ببطولة سباقات السيارات السياحية الألمانية DTM أكثر من بضع ساعات، ليصبح بالإمكان اختبار إعدادات سيارة BMW M4 DTM ضمن بيئة افتراضية تطابق الواقع.