باتت أغلب مركبات الكروسوفر الحديثة مزودة بأنظمة دفع رباعي لكافة العجلات ما يسمح لها بزيادة التماسك على الطرقات المعبدة، ورفع قدراتها على الطرقات الوعرة. ولكنها لا تصلح دائما للقيادة على رمال الصحراء المتحركة، بحيث تختلف مركبات الدفع الرباعي عن بعضها البعض، فهي ليست متساوية لا بالقوة ولا بالتفاصيل التقنية.
ومن حسن حظنا أن منطقة الشرق الأوسط تتميز بأفضل المواقع في العالم للقيادة على رمال الصحراء الكبيرة. وفيما يتوجه محبو المغامرات إلى الصحراء في الأشهر الباردة لركوب الكثبان الرملية الناعمة، يتجنب العديد من السائقين الآخرين احتمال قضاء وقت أطول من المخطط له في هذه المناطق النائية والخطيرة. بحيث يقلق الكثيرون من أن تعلق مركبتهم في رمال الصحراء الناعمة، أو أن يواجهون مشاكل تقنية قد يصعب حلها من دون مساعدة محترفة من المتخصصين.
ولكن بفضل بعض المعرفة المتواضعة ومجموعة من الخطوات البسيطة التي سنوفرها في هذا المقال، قد تمنحكم القيادة على رمال الصحراء تجربة ممتعة جدا، إذ تفسح أمامك عزيزي السائق المجال لزيارة أماكن جديدة، وتمنحك فرصة اختبار مناطق الشرق الأوسط من منظور فريد ومشوّق.
ولمساعدتكم على بلوغ أقصى الأماكن النائية في الصحراء، لا بد من ذكر أساسيات القيادة على رمال الصحراء الناعمة، عسى أن تشجع المغامرين الخائفين الذين يحتاجون للخروج عن الطرقات المعبّدة لقيادة أفضل مركبات الدفع الرباعي الخاصة بهم على الكثبان هذا الشتاء وتحقيق أحلامهم.
قيادة مركبة دفع رباعي على رمال الصحراء
لا بد أولا من اختيار المركبة المناسبة للقيادة على الطرقات الوعرة. يمكن للسائقين المحترفين في الظروف المناسبة أن يقودوا أي شيء تقريباً في الصحراء، ولكن بالنسبة لنا نحن الباقين، لا بدّ من توفّر نظام دفع رباعي فعّال. ولكن أنظمة الدفع الرباعي متفاوتة المستويات بين مختلف شركات السيارات، وفي حين أنّ العديد من مركبات الكروسوفر أصبحت حاليا مجهّزا بنظام دفع رباعي بكافة العجلات، قد يكون البعض منها غير مناسب للقيادة على الرمال الناعمة الكثيفة.
وللحصول على المزيد من المعلومات الموثوقة، ننقل لكم ما قاله مايك شافيز بهذا الخصوص، وهو أحد مقدمي سلسلة أفلام فيديو من ستة مقاطع قامت بإنتاجها فورد لتغطي أساسيات القيادة في الصحراء وكبير التقنيين في فريق تطوير المنتجات لدى فورد الشرق الأوسط.
وبالتالي أكد شافيز أنه يجب تفضيل المركبات التي تتميّز بخلوص أرضي جيّد، ونظام دفع رباعي بنطاق سرعات منخفضة، مع قدرة القيادة على الكثبان واجتياز رمال الصحراء الناعمة.
إذ تجدر الإشارة إلى أنّ الكروسوفر محدودة عادة بخلوصها الأرضي وبزاويتي الاقتراب والابتعاد اللتين تكونان أقلّ من المطلوب للقيادة على الطرقات الوعرة. صحيح أنّ هذه الميزات ممتازة للانسيابية الهوائية والتوفير في استهلاك الوقود في القيادة اليومية، ولكن عند الخروج عن الطرقات المعبّدة للقيادة على الرمال، فقد يؤدّي ذلك إلى إلحاق الضرر بالمركبة أو التغريز في رمال الصحراء.
فلا يكتفي أي نظام دفع رباعي بنقل قوة المحرّك إلى كل عجلة، بل إنّ نطاق السرعات المنخفضة يسمح للسائقين أيضا بالاستفادة أكثر من عزم دوران المحرّك لإخراج المركبة من الورطات التي قد تعلق فيها.
لذلك ما على السائقين سوى تنفيس الإطارات قليلا قبل مغادرة الطريق المعبّدة للمساعدة على الاستفادة إلى أقصى حد من الدفع المتوفّر على رمال الصحراء غير الثابتة، إذ عندما يصبح جزءا أكبر من الإطار ملامسا للأرض، يتوزع وزن المركبة على مساحة أوسع ما يسمح لها بأن تطفو فوق الرمال.
فبالنسبة لشافيز، يقدّم مزيج العجلات والإطارات المستخدم في مركبة مثل فورد رنجر مساحة أكبر من الإطار، وعندما يقوم السائق بتنفيسه فإنه يسمح للإطار بالبقاء فوق الرمال بدلا من أن يحفر فيها فتعلق المركبة. نشير إلى مغامرة شاحنة فورد F-150 رابتر 2018 لمساندة 4 دراجين في اجتياز الصحراء.
هذه بعض المعلومات والنصائح البسيطة التي يمكن أن تكون كافية في البداية لتشجيع محبي المغامرات في الصحراء على التوجه نحو ركوب الكثبان الرملية، ومحاولة تعلّم أسس القيادة المناسبة للتغلب على أي مصاعب قد يواجهونها.