يتداول العديد من السائقين والركاب في حياتهم اليومية عبارة أخلاقيات القيادة وضرورة احترامها. فهل تعلمون ما هي؟ كيف تتكوّن؟ وما علاقة النضوج الفكري للسائق بها؟
مع الوصول إلى سن البلوغ يتزايد لدى الفرد الإحساس بالنضوج والمعرفة والقدرة على القيادة بأمان. فحسب دراسة لمؤسسة الأبحاث العلمية في عدد من الدول العربية، تبيّن أن السائقين دون الخامسة والعشرين من العمر يتسبّبون بحوادث سير بنسبة أكبر بكثير مما يتسبب به السائقون ذوو الخبرة، وذلك يعود إلى عجزهم عن اتخاذ القرار المناسب بسرعة وجهوزية نتيجة قلّة الخبرة من جهة، ونتيجة افتقادهم إلى معظم أخلاقيات القيادة من جهة أخرى.
هنالك مخاطر عديدة يواجهها السائق نتيجة النقص في معرفة أخلاقيات القيادة أو في النضوج وتطوّر الشخصية، أو في الخبرة، عدا عن عدم القدرة على التمييز بين الجدّ والتهوّر وحب التقليد، وغياب إحساس السائق الشاب بالمسؤولية وبالمساءلة القانونية.
في سياق متصل، يتكوّن النضوج الشخصي للفرد من عوامل عديدة أهمّها: هويّة السائق وسلوكه، الاندفاع والتهور، لوم الآخرين، إثبات الذات، وكل ما له علاقة باحترام أخلاقيات القيادة .
وقبل أن تذهب لمعرفة أي نوع من السائقين أنت! لنتكلم قليلا في هذا المقال عن العامل الذي نعتبره الأبرز في تكوّن نضوج السائق وهو هويّة السائق الشخصيّة.
أخلاقيات القيادة
يمر تكوين الهوية الشخصية عبر سلوك “تجريبي” حول معرفة المرء لنفسه والتقييمات التي يمتلكها بشأن ما يبتغيه وما يمكنه فعله. لكن من المؤسف فعلا أن هذه الهوية في عالم السيارات ومجال قيادة المركبات قد تترجم لدى عدد كبير من الشباب وفي معظم الأحيان باختبار أقصى سرعة ممكنة قد يصل إليها السائق، أو القدرة على اجتياز منعطف بسرعة 100 كلم في الساعة، أو غزل الدواليب في مكانها وعلى الطرقات، أو انزلاق السيارة على المنعطفات عبر استخدام مكبح اليد وما يعرف شعبيا برياضة الدرفت.
لكن في المقابل، يدل الواقع العلمي والأخلاقي على أن القيادة بطريقة خطيرة بحيث يجازف السائق بحياته وحياة الركاب ومستعملي الطريق الآخرين، لا تعكس بطولة أو شجاعة أو قدرة، بل ضعفا في الشخصية يعكسه حب التباهي والظهور ولفت الأنظار يرافقه جهلا بالمخاطر المحدقة نتيجة هذه التصرفات المسيئة.