
بعد سنوات من اعتمادها تصاميم مميزة لسياراتها الكهربائية تميّزها عن نظيراتها المزودة بمحركات الاحتراق، تعود مرسيدس-بنز لتغيّر استراتيجيتها، معلنةً أن المرحلة القادمة ستشهد اندماجاً شبه كامل في الهوية البصرية بين سيارات البنزين والسيارات الكهربائية.

توضح الشركة الألمانية أن السبب وراء التصميم المختلف لسيارات مثل EQS وEQE وEQC كان تلبية لرغبة المشترين الأوائل للسيارات الكهربائية الذين أرادوا سيارات “تبدو مختلفة”. إلا أن السوق اليوم تغيّر، ومع دخول السيارات الكهربائية مرحلة الانتشار الواسع، أصبح العملاء يفضّلون تصميماً أكثر تقليدية يعبّر عن الفخامة وليس عن “الاختلاف”.

من “الفقاعة” إلى الانسجام
مدير التصميم لدى مرسيدس غوردن فاغنر كان قد دافع سابقاً عن التصميم الانسيابي المعروف بـ “شكل الفقاعة” قائلاً إنه كان “متقدماً على زمنه”، لكنه اعترف لاحقاً أن إطلاقه كان مبكراً عشر سنوات وأن التسويق لم يخدم الفكرة بالشكل الكافي.

اليوم، تسير مرسيدس في اتجاه جديد يعتمد على التوحيد البصري بين فئاتها المختلفة. فمثلاً، الجيل الكهربائي من GLC الذي كُشف عنه مؤخراً جاء بتصميم شبه مطابق للفئة المزودة بمحرك احتراق، ليحل محل EQC ذات المبيعات المحدودة. كما أن الجيل الجديد من CLA يسير على النهج ذاته، سواء كان كهربائياً أو تقليدياً.

منصات مختلفة.. هوية واحدة
رغم هذا التشابه في الشكل، تؤكد مرسيدس أنها لن تعتمد منصة واحدة لكافة الطرازات، بل ستواصل تطوير منصتين منفصلتين — واحدة للسيارات الكهربائية وأخرى لمحركات الاحتراق — لتجنب التنازلات في الأداء والمساحة.

يقول ماركوس شيفر، الرئيس التنفيذي للتقنية في مرسيدس:
“في المستقبل، ستكون هوية التصميم والذكاء الاصطناعي داخل المقصورة موحّدة، لكن المنصة الميكانيكية ستبقى مختلفة. الجمع بين نوعي المحركات في هيكل واحد يعني التنازل، ونحن لا نريد تقديم سيارات فيها أي تنازلات.”

جيل جديد من C-Class الكهربائية
الجيل القادم من C-Class سيُبنى على منصة MB.EA المخصصة للسيارات الكهربائية، مع تقنية 800 فولت وبطارية سعتها 94 كيلوواط/ساعة، ومن المتوقع إطلاقه في عام 2026 ليكون المنافس المباشر لـ BMW i3 الجديدة.

بهذه الخطوة، تؤكد مرسيدس أن مستقبل التصميم لديها سيكون أكثر توازناً بين الحداثة والهوية الكلاسيكية، حيث تتجه إلى تقديم سيارات كهربائية أنيقة تحمل روح النجمة الثلاثية دون مبالغة في الاختلاف أو التميّز المصطنع.
