الشركة تغلق مركز الابتكار التكنولوجي في جورجيا رغم نمو المبيعات في السوق الأمريكية
أعلنت شركة جنرال موتورز (General Motors) عن إغلاق مركز الابتكار التقني في ولاية جورجيا (Georgia IT Innovation Center) قبل نهاية عام 2025، في خطوة فاجأت موظفيها والمحللين على حد سواء، خاصة أنها جاءت بعد إعلان الشركة عن ارتفاع قياسي في المبيعات داخل الولايات المتحدة.
القرار سيتسبب في إلغاء أكثر من 325 وظيفة، بينما سيتاح لبعض الموظفين الانتقال إلى مراكز تكنولوجيا المعلومات الأخرى التابعة للشركة في أوستن (تكساس)، وماونتن فيو (كاليفورنيا)، وسياتل (واشنطن)، ووارن (ميشيغان)، بالإضافة إلى موقعها في تورونتو (كندا).
إغلاق مفاجئ رغم الأداء المالي القوي
افتُتح مركز جنرال موتورز في جورجيا عام 2013 ليكون محوراً لتطوير الأنظمة الرقمية وتطبيقات المستخدم ودعم التجار والمصانع. وعلى مدى سنوات، وفر المركز نحو 900 وظيفة تقنية، وكان يمثل جزءاً من استراتيجية التحول الرقمي للشركة.
إلا أن المتحدث باسم جنرال موتورز كيفن كيلي أوضح أن الإغلاق يأتي ضمن “إعادة تعريف استراتيجية المواقع التقنية”، مضيفاً:
“نعمل على توحيد فرقنا التقنية ضمن مراكز محددة لتعزيز التعاون والكفاءة، ونتفهم صعوبة القرار على الموظفين المتأثرين، ونشكرهم على مساهماتهم.”
وبحسب المصادر، سيتم إغلاق المركز تدريجياً حتى نهاية العام، ليُعرض المبنى لاحقاً للبيع.
الذكاء الاصطناعي يدخل على الخط
يرى مراقبون أن التحول المتزايد نحو الذكاء الاصطناعي داخل منظومة جنرال موتورز هو أحد أسباب تقليص القوى العاملة، خاصة في المجالات المرتبطة بتطوير الأنظمة الرقمية، وهي المهام التي كان يتولاها مركز جورجيا.
ومن المتوقع أن تشهد الشركة مزيداً من المراجعات الإدارية خلال الفترة المقبلة، حيث بدأت بالفعل مراجعة سنوية لأداء الموظفين قد تؤدي إلى جولات إضافية من التسريحات بحلول نهاية العام.
المبيعات في ازدهار رغم الأزمات الداخلية
على الرغم من قرارات الإغلاق، فإن أداء جنرال موتورز التجاري في 2025 كان لافتاً، حيث سجلت الشركة مبيعات بلغت 2.2 مليون سيارة في الولايات المتحدة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، بزيادة 10٪ عن الفترة نفسها من عام 2024.
كما شهدت مبيعات السيارات الكهربائية من جنرال موتورز ارتفاعاً كبيراً بنسبة 105٪ خلال الفصول الثلاثة الأولى، مدعومة بالطلب القوي على سيارات شيفروليه بولت (Bolt) وكاديلاك ليريك (Lyriq).
لكن محللين حذروا من احتمال تراجع المبيعات لاحقاً بعد انتهاء الخصم الضريبي الفيدرالي بقيمة 7,500 دولار، الذي ساهم في تعزيز الطلب على السيارات الكهربائية.
ورغم ذلك، تحتفظ الشركة بحصة سوقية تبلغ 17.2٪ من سوق السيارات الأمريكية — وهي أعلى نسبة منذ عام 2015، ما يؤكد استمرار هيمنة جنرال موتورز على سوق السيارات المحلي.
خلاصة عالم السيارات
تعيش جنرال موتورز مفارقة واضحة: مبيعات قياسية من جهة، وتسريحات وظيفية من جهة أخرى.
فبينما تسعى الشركة لتسريع التحول نحو التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، يبقى السؤال المطروح: هل ستؤثر هذه القرارات الداخلية على مكانة جنرال موتورز كأكبر صانع سيارات في الولايات المتحدة، أم أنها مجرد خطوة لإعادة تشكيل مستقبلها الرقمي؟

