في عام 1969، حين كانت السيارات الخارقة مثل فيراري 512 S برلينيتا سبيشالي تخطف الأنظار بمحركات V12 وتصاميمها المستقبلية، كانت جنرال موتورز (GM) تسير في اتجاه مختلف تماماً — نحو المستقبل الكهربائي.
قدّمت الشركة الأميركية حينها نموذجاً تجريبياً أطلق عليه اسم 512 Electric Experimental، وهو سيارة كهربائية صغيرة جداً أشبه بـ”بيضة متحركة”، تكشف عن مدى التزام GM المبكر بتقنيات السيارات الكهربائية.
تصميم مستقبلي بلمسة من الستينيات
جاءت السيارة بهيكل مصنوع من الألياف الزجاجية وطول لا يتجاوز 86 بوصة (2.19 متر) فقط، أي أقصر من سيارة Smart ForTwo التقليدية، وعرضها 56 بوصة (1.42 متر).
مدخل الركوب كان فريداً من نوعه — مظلة أمامية تُرفع بالكامل لتكشف عن المقصورة، ما جعل السيارة تبدو وكأنها خوذة ضخمة تفتح من الأمام.

العجلات الصغيرة دُفعت إلى أقصى زوايا الهيكل لتمنحها ثباتاً أفضل، فيما وفّر السقف الزجاجي المحيط رؤية بانورامية ممتازة للسائق.
أداء بسيط لكن مبتكر
اعتمدت السيارة على بطارية Delco-Remy بجهد 84 فولت يمكن شحنها خلال سبع ساعات لتقطع مسافة 93 كيلومتر تقريباً (58 ميلاً).
وكانت سرعتها القصوى لا تتعدى 48 كم/س (30 ميل/س) — أي ما يعادل أداء سيارة Citroën Ami الحديثة التي تُعتبر الوريث المعاصر لفكرة السيارة الكهربائية الصغيرة للمدن.

ورغم أن البطاريات كانت من نوع الرصاص-الحمضي التقليدية وليست ليثيوم-أيون مثل سيارات اليوم، إلا أن الوزن الإجمالي بلغ فقط 567 كغ، مما جعلها واحدة من أخف السيارات الكهربائية التجريبية في زمنها.
إرث مبكر لعصر السيارات الكهربائية
لم تصل 512E إلى خطوط الإنتاج التجاري في السبعينيات أو الثمانينيات، لكنها مهدت الطريق لسيارة GM EV1 الشهيرة التي ظهرت في التسعينيات.
واليوم، بعد أكثر من نصف قرن، تواصل جنرال موتورز رحلتها في عالم السيارات الكهربائية من خلال شيفي بولت 2027 — لكن البعض قد يحنّ إلى تصميم المظلة القلاب ولمسة التفاؤل التي ميّزت حقبة السبعينيات.



