في وقت تواصل فيه شركة ريفـيان (Rivian) الأمريكية توسّعها في سوق السيارات الكهربائية، أعلنت عن تسريح مئات الموظفين ضمن أقسام المبيعات والخدمات في الولايات المتحدة وكندا، في خطوة تعكس الضغوط الاقتصادية وتباطؤ نمو السوق العالمي للمركبات الكهربائية.
تسريحات تطال مئات العاملين
بحسب تقارير صحفية من وول ستريت جورنال، قامت ريفيان بتسريح أكثر من 600 موظف، أي ما يعادل نحو 4.5٪ من إجمالي قوتها العاملة، وذلك بعد أن خفّضت الشركة توقعاتها لمبيعات عام 2025.
وأوضحت الشركة أنها تتوقع بيع ما بين 41,500 و43,500 سيارة فقط خلال هذا العام، مقارنةً بـ 50,100 سيارة في عام 2023 و51,579 سيارة في عام 2024، ما يشير إلى تراجع واضح في حجم الطلب.
قرارات تنظيمية وهيكلية جديدة
في مذكرة داخلية وجهها الرئيس التنفيذي RJ Scaringe إلى الموظفين، أكد أن القرار لم يكن سهلاً، موضحاً أن الشركة تسعى إلى إعادة هيكلة فرق المبيعات والتسويق والخدمات ضمن إدارة موحدة.
وأضاف:
“هذه التغييرات لم تُتخذ بسهولة، لكنها ضرورية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية. نحن نعيد التفكير في كيفية توسيع عملياتنا التجارية لضمان استدامة النمو.”
يأتي هذا بعد شهر واحد فقط من جولة سابقة من التسريحات شملت نحو 225 موظفاً في أقسام المبيعات والخدمات، ما يؤكد أن الشركة تواجه تحديات في الحفاظ على مستويات النمو السابقة.
تراجع المبيعات رغم الأرقام القياسية المؤقتة
خلال الربع الثالث من عام 2025، حققت ريفيان مبيعات قياسية بلغت 13,201 سيارة، بزيادة قدرها 32٪ مقارنة بالربع السابق.
إلا أن هذا الارتفاع المؤقت جاء نتيجة اندفاع العملاء للشراء قبل انتهاء الإعفاءات الضريبية الفدرالية على السيارات الكهربائية، وليس بالضرورة مؤشراً على زيادة الطلب الفعلي.
تتوقع الشركة انخفاضاً ملحوظاً في المبيعات خلال الربع الأخير من العام، في ظل تباطؤ السوق الأمريكي للسيارات الكهربائية وتزايد المنافسة من شركات مثل تسلا، وفورد، وهيونداي.
الجيل الجديد من سيارات Rivian قادم
على الرغم من الظروف الصعبة، تستعد ريفيان لإطلاق طرازها المنتظر R2 في عام 2026، وهو سيارة كهربائية أصغر حجماً من R1T وR1S، بسعر يبدأ من نحو 45,000 دولار أمريكي.
ومن المتوقع أن تتبعها لاحقاً طرازات أخرى تحمل الأسماء R3 وR4 وR5، في محاولة لتعزيز موقع الشركة في فئة السيارات الكهربائية المتوسطة والسوق العالمي المتنامي.
خلاصة
تواجه ريفـيان حالياً مرحلة حساسة تجمع بين خطط التوسع الطموحة والضغوط المالية والتنظيمية الناتجة عن تباطؤ السوق.
ومع استمرارها في تطوير جيل جديد من السيارات الكهربائية الأكثر كفاءة وسعراً، يبقى التحدي الأكبر أمامها هو تحقيق التوازن بين النمو المستقبلي والاستقرار التشغيلي في بيئة اقتصادية متقلبة.

