في خطوة جريئة أثارت الجدل بين عشّاق التكنولوجيا، أعلنت شركة جنرال موتورز (General Motors) أنها ستتخلى تدريجيًا عن دعم Apple CarPlay وAndroid Auto حتى في سياراتها المزودة بمحركات احتراق داخلي، بعد أن أزالت هذه الأنظمة مسبقًا من سياراتها الكهربائية الجديدة.
وداعًا لتوصيل هاتفك بالسيارة
أكدت الرئيسة التنفيذية للشركة ماري بارا (Mary Barra) في مقابلة مع بودكاست The Verge Decoder أن الشركة تستعد لإطلاق منصّة حوسبة مركزية جديدة بحلول عام 2028، ستكون الخطوة الفاصلة نحو الاستغناء الكامل عن أنظمة تشغيل الهواتف داخل السيارات.
وبذلك، لن يتمكن السائقون مستقبلاً من ربط هواتفهم الآيفون أو الأندرويد بشاشة السيارة لعرض الخرائط أو الموسيقى أو الرسائل — إذ ستعمل المركبات كليًا ضمن نظام ترفيهي وتفاعلي خاص بـGM.
نظام مغلق… أم تجربة أكثر تكاملاً؟
تؤكد جنرال موتورز أن هدفها ليس تعقيد تجربة المستخدم، بل تقديم نظام أكثر سلاسة وأماناً وتكاملاً، بحيث تعتمد جميع وظائف السيارة على برنامج GM الداخلي.
لكن هذا التحوّل يعني أيضًا أن الشركة ستحصل على بيانات المستخدمين مباشرة، مما يمكّنها من تخصيص العروض والخدمات الرقمية وربما فرض اشتراكات إضافية داخل سياراتها مستقبلاً.

ردود فعل غاضبة من عشّاق CarPlay وAndroid Auto
قرار جنرال موتورز لم يلقَ ترحيباً لدى كثير من السائقين، إذ يُعتبر نظاما CarPlay وAndroid Auto من أكثر الميزات المطلوبة في السيارات الحديثة.
فخلال العقد الماضي، اعتاد المستخدمون على تشغيل سبوتيفاي، وقراءة الرسائل، ومتابعة خرائط Google بسهولة عبر واجهة هواتفهم المألوفة داخل سياراتهم.
أما الآن، فقد يخسرون هذه التجربة التي أصبحت بالنسبة للكثيرين جزءًا أساسياً من القيادة اليومية.
ويرى بعض الخبراء أن هذه الخطوة قد تدفع المستهلكين لاختيار علامات أخرى لا تزال تتيح التكامل مع أنظمة الهواتف الذكية.
تطبيق تدريجي يبدأ من 2028
لن تختفي الأنظمة فورًا — فالنماذج الحالية والقريبة من الإنتاج ستظل تدعم Apple وAndroid لفترة مؤقتة.
لكن مع بدء تطبيق منصة البرمجيات الجديدة، ستختفي هذه الميزات تدريجياً، بدءاً من كاديلاك إسكاليد IQ 2028 التي ستكون أول طراز يعتمد النظام الرقمي المغلق من جنرال موتورز.
خلاصة القول
تدخل جنرال موتورز حقبة جديدة من التحكم الكامل في تجربة المستخدم داخل سياراتها، في خطوة تعكس رؤيتها لبناء نظام متكامل ومستقل عن شركات التقنية الكبرى.
لكن السؤال يبقى:
هل سيتقبل المستخدمون هذا التحوّل… أم أنهم سيفضّلون سيارات ما زالت تتيح لهم البقاء على اتصال بعالم Apple وAndroid؟
