أعلنت شركة بورشه (Porsche) رسميًا عن رحيل مديرها التنفيذي أوليفر بلوم (Oliver Blume) بعد عشر سنوات في المنصب، على أن يتولى مايكل لايترز (Michael Leiters)، الرئيس التنفيذي السابق لشركة ماكلارين (McLaren)، قيادة الشركة في المرحلة المقبلة.
ورغم مغادرته منصب الرئيس التنفيذي لبورشه، سيواصل بلوم إدارة مجموعة فولكسفاغن (Volkswagen Group)، التي تُعد الشركة الأم لعلامة بورشه، بعد أن جمع بين المنصبين منذ عام 2022.
تراجع الأسهم وضغوط المستثمرين
جاءت هذه الخطوة بعد انخفاض سهم بورشه إلى النصف منذ إدراجها في البورصة عام 2022، إضافة إلى تراجع أسهم فولكسفاغن بنحو 30٪ خلال فترة إدارة بلوم، ما أثار قلق المستثمرين والمساهمين بشأن مستقبل العلامة الفاخرة.
كما أصدرت الشركة تحذيرات متكررة من تراجع الأرباح، خصوصًا في السوق الصينية، في ظل التحول البطيء نحو السيارات الكهربائية الذي لم يحقق التوقعات المرجوة.
حتى داخل الشركة، لم يكن الوضع مستقراً. إذ صرحت رئيسة مجلس العمال في فولكسفاغن، دانييلا كافالو قائلة:
“لا يمكن للرئيس التنفيذي أن يقود شركتين بهذا الحجم في الوقت نفسه. هذا الوضع يجب أن ينتهي.”
مايكل لايترز… عودة إلى الجذور
يُعتبر مايكل لايترز أحد الأسماء المألوفة في شتوتغارت، حيث عمل سابقًا في بورشه بين عامي 2000 و2013 وأسهم في تطوير طراز Cayenne Hybrid قبل انتقاله إلى فيراري ومن ثم ماكلارين.
يمتلك لايترز خبرة عميقة في تطوير السيارات الرياضية الهجينة والفاخرة، إذ أشرف على مشاريع مثل Ferrari SF90 و296 GTB.
ويُتوقع أن يكون تعيينه خطوة لإعادة التركيز على جوهر بورشه الهندسي والأداء الرياضي، خصوصًا بعد أن قررت الشركة تعديل استراتيجيتها الكهربائية.
استراتيجية جديدة… مزيج بين القوة والكهربة
أكدت بورشه مؤخرًا أنها ستستثمر مجددًا في تطوير سيارات الاحتراق الداخلي والهجينة، إلى جانب خططها الكهربائية.
ومن أبرز التحديثات القادمة:
-
تطوير نسخة هجينة من SUV K1 الفاخرة بدلًا من اعتمادها الكامل على الكهرباء.
-
العمل على نسخة جديدة من Macan بمحرك احتراق داخلي تُباع إلى جانب النسخة الكهربائية.
-
تعديل خطط 718 Boxster وCayman الكهربائية للسماح بتقديم نسخ تقليدية بالبنزين للمشترين المميزين.
خلاصة «عالم السيارات»
رحيل بلوم لا يعني نهاية التحول في بورشه، بل ربما بداية عصر جديد من التوازن بين الأداء الكهربائي والهوية الميكانيكية الأصيلة.
أما مايكل لايترز، فيبدو المرشح المثالي لإعادة توجيه دفة الشركة نحو جذورها الرياضية الفاخرة، مع الحفاظ على تطورها في عالم السيارات المستدامة.
بورشه تعود إلى ملعبها الأصلي… القوة، الدقة، والشغف بالأداء.

