تجربة رينو ميغان RS تؤكد أنها لا تزال سيارة الهاتشباك الأولى حين يتعلق الأمر بمتعة الأداء الرياضي.
تجربة رينو ميغان RS الرياضية التي تتمتع بوزن أخف، محرك أقوى، وتركيز كامل على الأداء الرياضي العالي، كشفت السر الذي جعلها دوما سيارة الهاتشباك الرياضية الأفضل في العالم من ناحية الأداء ومتعة القيادة. فهذه السيارة الرياضية كانت دائما حاملة لواء رينو حين يتعلق الأمر بسيارات الهاتشباك الرياضية، وتعتبر المعيار الذي تقاس به باقي المنافسات في الفئة.
ربما التصميم الخارجي هو أول ما لفت انتباهي أثناء تجربة رينو ميغان RS الجديدة. لغة رينو التصميمية الجديدة واضحة في السيارة. لكن التغيير الأهم هو أن الميغان RS متوفرة اليوم حصريا بفئة من أربعة أبواب. من المؤكد أن التركيز هنا هو على الناحية العملية، لكن شكل الكوبيه صراحة بعطيها شخصية رياضية أكثر، وأنا شخصيا أفضله لأنني أشعر أنه يناسب شخصية السيارة أكثر.
أما من الداخل، فالتغيير كبير جدا، مع لوحة قيادة تطغى عليها الشاشة العملاقة في الوسط، ولكن مع تفاصيل رياضية واضحة، مثل المقود الرياضي وتطعيمات الكاربون فايبر، وطبعا عتلات تغيير علبة التروس الرائعة.
عند تجربة رينو ميغان RS على الطريق، تشعر فورا بقوتها، ولكن في نفس الوقت تجهيزات السيارة جيدة، وتوفر مستويات الراحة المطلوبة لتكون سيارة مناسبة للقيادة اليومية. وطبعا مثل كل السيارات الحديثة تجهيزات مثل الشاشة اللي تعمل باللمس ووصل الهواتف بنظام المعلومات وغيرها من هذه التجهيزات الإلكترونية متوفرة في السيارة. ولكن السيارة توفر أيضا أنماطا مختلفة للقيادة، وعند اختيار النمط الرياضي، ستعرف فورا أنك تقود سيارة رياضية، لأن تجاوب السيارة بختلف تماما. إذ أن تأدية المحرك والتسارع تختلف بشكل واضح.
المحرك من فئة 1.8 ليتر مع تيربو، بقوة 280 حصانا مع 390 نيوتن متر من العزم، تنقل إلى الطريق عبر علبة غيارات من ست نسب أوتوماتيكية، أو يدوية لعشاق متعة القيادة الحقيقية. وبغض النظر عن علبة التروس، الأداء رياضي، مع تسارع إلى 100 كلم/س في 5.8 ثانية، وهو أداء مشابه تقريبا للجيل السابق. على الطريق، تشعرك السيارة بالثقة من خلف المقود، وتجاوب المحرك ممتاز.
إلا أن ما يميز تجربة رينو ميغان RS عن الكثير من السيارات الرياضية في فئتها هو تماسك المقدمة المدهش. فالسيارة لا تعترف بالانزلاق الأمامي تحت تأثير القوة، وتبدو على الأسفلت الجاف كما لو أنها مزودة بنظام دفع رباعي، على الأقل من حيث التماسك داخل المنعطف. بل أكاد أجزم أنه من المستحيل الوصول إلى حدود السيارة القصوى بشكل آمن على طريق عام. ربما لهذا السبب رينو قامت بتطوير السيارة مع سائق الفريق في الفورميولا واحد نيكو هولكنبرغ على عدة حلبات مختلفة، وأكدت لنا أن ميغان RS الجديدة ستوفر أداء رياضيا مميزا. ولهذا السبب كان لا بد لنا أن نأخذ السيارة إلى الحلبة لنتعرف أكثر على قدراتها الحقيقية.
عند تجربة رينو ميغان RS على الحلبة تظهر السيارة قوتها الحقيقية. التغييرات الأهم هي في تجهيزات السيارة الميكانيكية، وتحديدا نظام المقود، نظام التعليق والمكابح. نظام المقود اليوم هو نظام توجيه بالعجلات الأربعة، بعمل على توجيه العجلات الخلفية بعكس العجلات الأمامية على السرعات المنخفضة، وعلى توجيهها بنفس اتجاه العجلات الأمامية على السرعات العالية. والنتيجة تحكم مثالي غير متوقع من سيارة بتندفع بعجلاتها الأمامية.
الناحية الثانية التي ركزت عليها رينو هي نظام التعليق، أو الـ suspension، والذي بعتمد ممتصات صدمات، أو shock absorbers متداخلة، وهاي تقنية مستمدة من مشاركة رينو في عالم الراليات تحديدا، حتى تلغي أي أثر للتمايل في السيارة وتوفرلها ثباتا عاليا جدا. ومع محور أمامي محدود الانزلاق، أو limited slip differential، تماسك السيارة رائع، وستفاجئك عندما تضغط عليها بقوة أثناء التسارع، لأن الميغان RS لا بتعترف إطلاقا بشيء اسمه الـ Understeer، أو انزلاق المقدمة، وهي العلة الكبرى في سيارات الدفع الأمامي.
وأخيرا وفرت رينو للميغان RS مكابح قوية جدا، وصارت أقراص المكابح أكبر وأقوى، مع التركيز على دقة الضغط عليها لتوفير أعلى مستوى ثقة للسائق.
وطبعا مثل ما هي عادة رينو مع الميغان RS، ستتوفر السيارة بفئتين للقاعدة أو الشاصي، فئة سبورت والـ Cup، والتي تزيد من قساوة التعليق وصلابة هيكل السيارة حتى يوفر لها أعلى درجات التحكم والثبات. ومع نهاية العام، ستوفر رينو أيضا فئة تروفي الشهيرة لديها أيضا، مع 300 حصان وتركيز أكبر على الأداء الرياضي.
نقطة مهمة هي خيارات علبة التروس اللي وفرتها رينو للميغان RS. لأنها من جهة وفرت علبة الغيارات اليدوية لعشاق متعة القيادة التقليديين، ومن جهة تانية وفرت علبة التروس الأوتوماتيكية، والمزودة بكلتشين، لم يبحث عن مرونة الاستخدام اليومي، أو حتى الأداء العالي وتحقيق أسرع الأوقات في الدوران على الحلبات.
هذه العلبة تحديدا تتوفر بخاصيتين مميزتين، أولا إنها توفر نظام تحكم بالانطلاق، أو Launch Control فعالا جدا، وثانيا وهو الأهم، توفر خاصية التغيير المتواصل للنسب نزولا، بمعنى أنه عند الكبح القوي، بكفي إن تسحب العتلة اليسرى بدون أن تتركها، والسيارة تظل تغير النسب نزولا حتى الوصول لأفضل غيار بحسب سرعة السيارة، وبسمح هذا النظام للسائق إن يتسارع بعدها فورا وهو متأكد أنه داخل مستوى دوران المحرك الأكثر فعالية لتوفير أعلى أداء ممكن.
كما أضافت رينو أيضا نظام خاصا للمعطيات، أو الداتا، يسمح للسائق بتسجيل أزمنة الدوران على الحلبة والضغط على المكابح والتسارع وقوة التماسك الجانبي بقياس الجاذبية، أو الـ G Force، وحتى تسجيل الفيديو أثناء قيادة السيارة.
تجربة رينو ميغان RS إذا تؤكد أن رينو تواصل نفس النهج اللي سارت عليه الأجيال السابقة من هذه السيارة الرياضية، والتي تجمع بين الناحية العملية للقيادة اليومية، والأداء الرياضي الذي سيفاجأ أي شخص بعتقد أن سيارات الدفع الأمامي لا يمكن إن توفر الأداء الرياضي، لأن الميغان RS بدون شك، واحدة من أسرع السيارات التجارية التي يمكن لأي كان أن يقودها على الحلبة، إذا ما استثنينا السيارات السوبر رياضية القوية، والأغلى ثمنا كثيرا طبعا، دون أن ننظر حتى إلى الناحية العملية.
الجيل السابق من ميغان RS كان بحمل الرقم القياسي للدوران على حلبة نوربورغرينغ الشهيرة، وكان أول السيارات اللي نزلت في توقيتها تحت حاجز الـ 8 دقائق. مع ميغان الجديدة، أعتقد إنه هذا الرقم على وشك أن يتم تحطيمه مرة جديدة، ومعه تحطيم كافة المنافسين، لأنه يبدو إنه هناك ملكة جديدة تتربع على عرش سيارات الهاتشباك الرياضية، رينو ميغان RS.