تجربة رينج روفر إيفوك 2020 الجديدة تكشف عن سيارة تتخلى عن الصبغة الناعمة لسلفها، وتؤكد أنها سيارة رينج روفر بكل مميزاتها المعتادة
تجربة رينج روفر إيفوك 2020 الجديدة مهمة جدا. لماذا؟ لأنه على ما يبدو، عند الحديث عن هذه السيارات البريطانية، ينسى الكثيرون، خاصة في منطقتنا العربية، أن رينج روفر إيفوك هي السيارة الأهم ربما لدى الشركة. اذكر اسم رينج روفر وتخطر فورا على البال سيارة الدفع الرباعي الكبيرة الفاخرة. أو ربما إن كنت من عشاق الأداء العالي، قد تفكر بطراز رينج روفر سبورت، أو ربما فيلار للجيل الجديد من محبي التكنولوجيا والتصميم الفريد. لكن هذا الأمر يكاد يقتصر على منطقتنا العربية فقط. ففي باقي أنحاء العالم، سيارة رينج روفر الأكثر شعبية بلا منازع هي رينج روفر إيفوك. فصغيرة الشركة باعت أكثر من ثلاثة أرباع مليون سيارة منذ إنتاجها لأول مرة.
لماذا؟ لأن مواصفات رينج روفر إيفوك 2020 ببساطة تتناسب مع متطلبات الحياة العصرية في المدن. حجمها المدمج يجعل من قيادتها في المدن المزدحمة أمرا سهلا، وبفضل محركاتها الصغيرة الفعالة، توفر السيارة أداء ممتازا. أضف إلى ذلك الفخامة العالية المرتبطة باسم رينج روفر، وقدرات الدفع الرباعي التي تتفوق على باقي المنافسات بكل سهولة، وستجد سيارة تضع علامة ”صح“ أمام كل المتطلبات في هذه الفئة. لماذا إذا لم تعرف رينج روفر إيفوك نفس هذه الشعبية في منطقتنا؟
السبب بكل صراحة هو الاعتقاد بأنها سيارة ذات طابع ”أنثوي“. ربما الأمر يعود إلى التصميم ”الناعم“ بعض الشيء، أو ربما هي الحملة الإعلانية التي صاحبت تقديم السيارة أول مرة مع ”فكتوريا بيكهام“، المغنية السابقة وزوجة اللاعب الإنجليزي السابق الشهير، ديفيد بيكهام. أو ربما هو حجم السيارة، والذي يبدو قزما أمام كبيرة رينج روفر الكلاسيكية. مهما يكن الأمر، فهذا هو الانطباع السائد عن السيارة. أو على الأقل، عن الجيل السابق منها، في منطقتنا العربية تحديدا.
اليوم نحن في اليونان من أجل تجربة رينج روفر إيفوك 2020 الجديدة. جيل جديد بالكامل من السيارة. وإن كان لدى أي منكم مخاوف بشأن التصميم، فبإمكانكم أن تتنفسوا الصعداء. هذه المرة يبدو أن التركيز كان على تقديم سيارة ذات تصميم ”ذكوري“ بامتياز. سيارة ذات شكل رياضي حديث وقوي، توحي بهيبة سيارات رينج روفر، ولكن في قالب أصغر حجما.
لكل منا رأيه الخاص في تصميم أي سيارة، ولكنني شخصيا أرى أن رينج روفر إيفوك الجديدة تبدو واحدة من أكثر السيارات أناقة في هذه الفئة. خطوط المقدمة تحديدا تبدو مشابهة نوعا ما لطراز رينج روفر فيلار، وهذا ليس بالأمر السيء أبدا. ولكنها تبدو هنا أكثر عدوانية، مع أضواء نحيلة وفتحة هواء وسطية أقل ارتفاعا في تصميمها، مما يعطي تركيزا أكبر على فتحات الهواء في الأسفل، والتي جاءت هنا في النسخة الأولى من السيارة بالتطعيمات النحاسية المميزة التي باتت علامة فارقة في تصميم سيارات رينج روفر الجديدة، تماما مثل مقابض الأبواب المدمجة في أبواب السيارة، والتي تبرز إلى الخارج عند فتح السيارة، وتعود إلى مكانها المخفي بمجرد إغلاق القفل والانطلاق بالسيارة، مما يعطيها مظهرا أكثر ”نظافة“ إن جاز التعبير. أما في الخلف، فنجد أضواء رفيعة التصميم، مع خط أسود يصل بينها، طبعا بتقنية LED كما هي الحال في الأضواء الأمامية التي تتمتع بتقنية Matrix LED لإضاءة تفاعلية أفضل.
في الحقيقة، من النظرة الأولى وحتى قبل تجربة رينج روفر إيفوك 2020 يمكنك أن تميزها. خاصة من الجوانب مع خط السقف المائل. خطوط الأضواء الأمامية تمتد جانبيا، يقطعها قوس العجلات الأمامية، وتستمر عبر الباب في ذلك التصميم الفريد باللون النحاسي أيضا. مهما يكن رأيك بالتصميم لا يمكن أن ينكر أحد أن السيارة الجديدة أقوى كثيرا تصميميا من الجيل السابق. ولكني شخصيا افتقدت لطراز الكوبيه منها، والذي لن يظهر في الجيل الجديد من السيارة. لماذا؟ ببساطة، لأن مبيعاته كانت منخفضة جدا بالمقارنة مع طراز الأبواب الأربعة.
في الداخل، كل من قاد سيارة رينج روفر حديثة سيشعر وكأنه في بيته بمجرد الجلوس خلف مقود رينج روفر إيفوك الجديدة. هذا يعني تصميما أنيقا، لوحة قيادة بسيطة تتسيدها شاشتا نظام Touch Pro Duo الحديث الذي تعرفنا عليه في مختلف سيارات مجموعة جاكوار لاند روفر الحديثة. المقود يأتي بنفس التصميم المعتاد، مع أزرار التحكم الأنيقة التي تعمل باللمس، ومن خلفه تظهر شاشة العدادات الحديثة التي يمكن للسائق تغيير طريقة عرض المعلومات فيها. كذلك تضم مواصفات رينج روفر إيفوك 2020 تقنية الإعدادات الذكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لحفظ عادات السائق بمرور الوقت. فتقنية ”التعلم الذاتي“ يمكنها التعرف على السائق من المفتاح التقليدي للسيارة أو هاتفه الذكي، فتقوم بضبط إعدادات المقعد ووضع عمود المقود، مع إمكانية تسجيل هذه الإعدادات لما يصل إلى 8 أشخاص. وبعد قيادتها عدة مرات، يمكن لإيفوك الجديدة أن تتذكر تفضيلات السائق لإعدادات درجة الحرارة والوسائط والأرقام التي يتم الاتصال بها عادة وفقا للتوقيت أو اليوم خلال الأسبوع، حتى أنها قد تتذكر إعدادات التدليك في المقاعد.
المواد في الداخل من أعلى نوعية. ربما هذه أصغر سيارات رينج روفر، لكن لا شك في أن تجربة رينج روفر إيفوك 2020 الجديدة تكشف عن سيارة فاخرة جدا. الجلد الوثير يغطي لوحة القيادة والمقاعد المريحة جدا، وكل ما تلمسه يداك، حتى تلك القطع البلاستيكية، مصنوعة من مواد ذات جودة عالية. لكنني شخصيا لن يكون خياري هذا الجلد الفاخر، بل المقاعد المنجدة باستخدام قماش «كفادرات» المصنوع من مواد فائقة الجودة تجمع بين الصوف المتين والقماش المدبوغ، والمصنوع من القوارير البلاستيكية المعاد تدويرها.
لكن هل هذا التصميم أمر جيد؟ أتفهم تماما وجهة نظر مصممي لاند روفر من حيث الإبقاء على الصبغة ”العائلية“ في سيارات الشركة. وهذا الأمر بلا شك سيعمل على رفع قيمة السيارة في نظر العديد من الزبائن. ولكن برأيي الشخصي، كان من الممكن تقديم مقصورة شبابية أكثر، بروح مغامرة أكثر تعكس هوية التصميم الخارجي، دون التضحية بشخصية رينج روفر لا سيما وأن السيارة موجهة أكثر إلى الفئة الشابة من المستهلكين. هذا الأمر واضح أثناء تجربة رينج روفر إيفوك 2020 من خلال التجهيزات الرقمية الإلكترونية المتعددة في السيارة. إذ تضم مواصفات رينج روفر إيفوك 2020 ستة منافذ USB في السيارة، ثلاثة مآخذ شحن بقوة 12 فولت، نقطة WiFi يمكن لثمانية أجهزة الاتصال بها في وقت واحد، بالإضافة طبعا لنظام Touch Pro Duo الذي يدعم تطبيقا ”آبل كاربلاي“ و“آندرويد أوتو“، وحتى تطبيق Incontrol Remote الذي يسمح للسائق بالاتصال بسيارته عبر الهاتف الذكي أو حتى الساعات الذكية، ويمكن من خلاله تجهيز السيارة مسبقا قبل الصعود إليها أو الاطلاع على معلومات الرحلة وغيرها، حيث يمكنهم استخدام هواتفهم الذكية لإيجاد سياراتهم، أو التحقق من كمية الوقود المتبقية فيها، أو فتح وقفل السيارة عن بعد، أو حتى ضبط حرارة المقصورة قبل الصعود إليها.
لكن لا شك في أنهم قاموا بواجبهم على أكمل وجه عند النظر إلى المقصورة من ناحية الفخامة والناحية العملية. فقد تم زيادة مساحة المقصورة في الداخل، ومساحة تخزين الأمتعة في الخلف بفضل اعتماد نظام التعليق الخلفي المدمج الذي يحتل مساحة أصغر. أما من حيث مساحات التخزين الإضافية في المقصورة، فهناك جيب وسطي بين المقاعد الأمامية يتسع بسهولة لأربعة زجاجات مشروبات أو كمبيوتر محمول، مع جيب مخفي خلف لوحة القيادة لوضع الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر اللوحية.
تغيير آخر مهم في رأيي يمكن ملاحظته في الداخل أثناء تجربة رينج روفر إيفوك 2020 هو غياب القرص الدائري للتحكم بعلبة التروس. لفترة طويلة، كان هذا القرص علامة مميزة لمجموعة جاكوار لاند روفر، ولكن مع إيفوك الجديدة تم استبداله بمقبض تقليدي، وهو بنظري خيار أنسب، يتناسب مع شخصية السيارة الشبابية. هذا المقبض الآن يتحكم بعلبة تروس جديدة من تسعة نسب أمامية. نعم، تسعة بالتمام والكمال. ولكن الهدف منها ليس مجرد زيادة النسب، ولكن لأغراض تقنية ذات نتائج حقيقية.
الحديث هنا تقني بامتياز، ولكن لو نظرت بلمحة سريعة إلى نسب الحركة في كل من الغيارات التسعة، لوجدت بأن النسبة الأولى منخفضة جدا، تكاد تماثل وضعية (Low Gear) من حيث قصرها. ثم تبدأ نسب التروس بالازدياد بشكل مضطرد وصولا إلى النسبة الخامسة التي توفر السرعة الأقصى، قبل أن تبدأ نسب التروس بالازدياد لخفض دوران المحرك. ماذا يعني هذا؟ يعني أن السيارة بإمكانها الانطلاق من الثبات بسهولة على النسبة الثانية حتى لا تستهلك وقودا عند التسارع الخفيف، ومن ثم تقوم بتغيير النسب بسرعة حتى يتم خفض مستوى دوران المحرك، مما يخفف بشكل كبير وواضح من استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة.
بل في الحقيقة عملت لاند روفر بشكل حثيث على رفع كفاءة السيارة من حيث المحركات والأداء.مواصفات رينج روفر إيفوك 2020 تتضمن سبع محركات مختلفة، أربعة منها تعمل بالديزل، وثلاثة بالبنزين، وهذه التي تهمنا. المحركات الثلاثة هي من فئة (Ingenium) الجديدة لدى مجموعة جاكوار لاند روفر، وهي من أربعة اسطوانات بسعة 2.0 ليتر مع شاحن تيربو. طراز القاعدة منها يولد قوة 200 حصان، فيما الطراز التالي تبلغ قوته 250 حصان. أما طراز القمة، وهو الذي قدته خلال تجربة لاند روفر إيفوك 2020 في اليونان، فقوته تبلغ 300 حصان، مع 400 نيوتن متر من عزم الدوران. أرقام ممتازة لمحرك صغير يستهلك من الوقود في أقوى صوره 8.1 ليتر لكل 100 كلم، بينما يوفر للسيارة تسارعا إلى 100 كلم/س في 6.6 ثانية، وسرعة قصوى تبلغ 242 كلم/س.
اختيار اليونان كمكان لإطلاق السيارة العالمي من أجل تجربة رينج روفر إيفوك 2020 كار اختيارا رائعا. فعلى عكس الكثير من البلدان الأوروبية التي غالبا ما نشهد فيها إطلاق الطرازات العالمية الجديدة، تجمع اليونان بين الطرقات السريعة الجيدة، والطرق الجبلية الضيفة، بالإضافة إلى طرق غير معبدة أشبه بالطرق الزراعية. بعبارة أخرى، هي بيئة مثالية من أجل تجربة رينج روفر إيفوك 2020 الجديدة.
الأمر الأول الذي لاحظته خلال تجربة رينج روفر إيفوك 2020 كان المساحة الممتازة والوضعية المثالية للقيادة في إيفوك الجديدة. ليست عالية كتلك في رينج روفر الكبيرة الكلاسيكية، ولكنها مرتفعة بما يكفي لتعطيك رؤية مثالية. الانطلاق بهدوء لا يشي بقوة السيارة الحقيقية. فالضغط الخفيف على دواسة الوقود يتحول إلى حركة أمامية سلسة، والسيارة تنساب بسهولة على الطرق السريعة. هنا تظهر أهمية علبة التروس الجديدة. في الوضعية الأوتوماتيكية، النسب تتوالى بسلاسة، ولن تعرف أبدا أنك وصلت إلى الغيار التاسع ما لم تكن قد اخترت الوضعية اليدوية لعلبة التروس. مؤشر دوران المحرك بالكاد يتحرك فوق وضعية التشغيل، ولكن السيارة تسير بسرعة 120 كلم/س. العزل الصوتي ملفت للنظر. فليس هناك من ضجيج عال للهواء أو للإطارات، على الرغم من أن سيارة التجربة مزودة بالإطارات الكبيرة المتوفرة اختياريا للسيارة بقياس 21 إنش.
على مثل هذه الطرق، حيث رينج روفر إيفوك 2020 ستقضي معظم وقتها بالنسبة لغالبية سائقيها حول العالم، بإمكانك أن تدرك سبب شعبية السيارة حول العالم. فهي مثالية من حيث حجمها للقيادة داخل المدن، ونظام تعليقها يوفر راحة مثالية، وتجهيزاتها الإلكترونية المتفوقة تمنحها تفوقا ملحوظا. ولكن لاند روفر لم تكتف بذلك، بل تضم مواصفات رينج روفر إيفوك 2020 اليوم مجموعة من التقنيات المميزة.
أبرز هذه التقنيات هي المرآة الخلفية، أو بالأحرى كاميرا الرؤية الخلفية. فالمرآة التقليدية تم تغييرها لتصبح شاشة تعرض ما تراه كاميرا دقيقة مثبتة في أعلى السيارة، وتحديدا في اللاقط الخلفي على السقف، لتعرض صورا حية على المرآة الخلفية. ما الفائدة من ذلك؟ أولا، هذا يعني رؤية واضحة طوال الوقت. فحتى لو جلس شخص طويل في وسط المقعد الخلفي، أو ربما قمت بتحميل أغراض كبيرة في الصندوق، لن تتأثر الرؤية الخلفية. لكن الأهم من ذلك هو أن مجال الرؤية بفضل هذه الكاميرا أكبر بكثير من المرآة التقليدية، مما يلغي فعليا وجود البقعة العمياء (Blind Spot)، حيث السيارات تسير خلفك، ولكن خارج حدود المرآة، مما يعطي إيفوك الجديدة ميزة أفضل من حيث السلامة. على أرض الواقع، تحتاج لبضعة دقائق للاعتياد على المنظر، ولكن بعد ساعة من القيادة، تتسائل في نفسك، كيف لا يتم تزويد كافة السيارات في العالم بهذه التقنية؟
ثم تنتقل إلى الطرق الجبلية الملتوية، ويظهر جانب آخر من شخصية رينج روفر إيفوك الجديدة. مثل هذه الطرق تشجع القيادة السريعة، وهكذا تنتقل إلى الوضعية الديناميكية في نظام القيادة، والتحكم اليدوي بعلبة التروس. هنا تظهر إمكانيات رينج روفر إيفوك الديناميكية، والتي ستذهل من يقودها.
السيارة مزودة بنظام دفع رباعي طبعا كسيارات رينج روفر كلها. ولكن هنا النظام يعتمد المحور الأمامي أساسا، ويحول القوة إلى العجلات الخلفية عند اللزوم في أجزاء من الثانية، وبالقدر المطلوب بحسب وضعية السير على الطريق، أو خارجه. النظام معقد بلا شك، ولكنه يعمل بسلاسة منقطعة النظير، بحيث لا يشعر السائق بذلك إطلاقا عند تجربة رينج روفر إيفوك 2020 على الطريق. ما يشعر به فعليا هو تماسك إضافي ورشاقة أكبر للسيارة في المنعطفات، تزداد بفضل نظام التعليق الذكي الذي يوفر التماسك العالي، ونظام المقود الكهربائي المتغير والدقيق جدا. سريعا تجد نفسك تقود السيارة كما لو كانت سيارة رياضية، وليست سيارة دفع رباعي.
هذا التركيز من قبل لاند روفر على الأداء الرياضي الممتع مهم جدا. فهو جانب مهم في إضفاء إثارة أكبر على تجربة قيادة السيارة والابتعاد بها أكثر عن ما قد يتخيله البعض من أنه جانب ”ناعم“ للسيارة. بل يمكنك أن ترى هذا بوضوح مثلا في وضعية تغيير النسب اليدوية على مقبض علبة التروس. غالبية السيارات اليوم تجد فيها إشارة ”+“ لرفع نسب علبة التروس إلى الأمام. لكن لاند روفر اعتمدت الوضعية الرياضية التي نجدها في سيارات السباقات، حيث عليك جذب المقبض إلى الخلف للتغيير صعودا، ودفعه إلى الأمام للتغيير نزولا. لماذا هذا الفارق؟ لأنك تحت تأثير الكبح القوي، تدفعك قوة الجاذبية إلى الأمام، وبالتالي التغيير نزولا إلى الأمام يصبح أسهل. ومع مكابح بقياس 349 ملم في الأمام، لا تفتقد رينج روفر إيفوك 2020 إلى قوة الكبح إطلاقا.
أداء المحرك ممتاز. لن أصفه بأنه أداء رياضي خالص، ولكن السيارة لا تفتقد إلى القوة إطلاقا. بل أن تجاوب المحرك ممتاز، مع نظام تيربو يتميز بسرعة تجاوبه. المرات القليلة التي تشعر فيها بأن هناك تأخرا في تجاوب دواسة الوقود هو حين تخرج من المنعطف وتضغط بقوة على دواسة الوقود، لتجد نفسك في غيار أعلى مما كنت تتوقع، كالغيار الثالث أو الرابع مثلا.
السبب في ذلك هو أنك كثيرا ما ستختار النسبة الثانية مثلا، لتجد بأنها أقل مما كنت تحتاجه لتجاوز المنعطف، وتجد نفسك سريعا تتأقلم مع عزم الدوران وعلبة التروس لتدور حول المنعطفات على الغيار الثالث أو الرابع، معتمدا على عزم المحرك العالي لسحب السيارة بسلاسة خروجا من هذه المنعطفات الضيقة.
أمر آخر يلفت النظر في تجربة رينج روفر إيفوك 2020 هو أنها سيارة هجينة. كلا، أنا لا أتكلم عن نظام هجين مثل تويوتا بريوس مثلا، ولكن مواصفات رينج روفر إيفوك 2020 تتضمن النظام المسمى (Mild Hybrid)، وهو نظام هجين بسيط، يعتمد على بطارية ليثيوم أيون بقوة 48 فولت. الهدف من هذا النظام توفير قوة إضافية للمحرك لتعمل عبره تقنيات مثل إمكانية إيقاف عمل المحرك عند السير على سرعات بطيئة وقبل التوقف، بحيث تعمل المكابح وكل أنظمة السيارة بشكل اعتيادي، دون استهلاك قطرة واحدة من الوقود، مما يحسن بشكل كبير من استهلاك السيارة للوقود، خاصة عند القيادة في المدن والشوارع المزدحمة.
ولأنها سيارة لاند روفر، لا بد أن تتضمن تجربة رينج روفر إيفوك 2020 القيادة على الطرق غير الممهدة.مواصفات رينج روفر إيفوك 2020 تتضمن الجيل الثاني من نظام الاستجابة للتضاريس لدى لاند روفر (Terrain Response II) والذي يغير من تجاوب المحرك ودواسة الوقود وعلبة التروس ونظام التعليق بحسب الطريق التي تسير عليها السيارة. النظام أثبت قدراته مرارا وتكرارا في مختلف سيارات لاند روفر، وخلال تجربة رينج روفر إيفوك 2020 اختبرناه على أرض الواقع، على ممرات حصوية وطبيعة صعبة، وأثبتت السيارة قدرات استثنائية لسيارة في هذه الفئة، وهذا تماما ما يميز رينج روفر إيفوك عن منافساتها في هذه الفئة. فبينما معظم السيارات تبدو كسيارة دفع رباعي، تفتقد هذه السيارات إلى أي نوع من قدرات السير خارج الطرق. أما رينج روفر إيفوك، فهي وفية لاسم لاند روفر، وتوفر أداء مميزا على التضاريس الصعبة. بل إن لاند روفر لم تكتف بهذا، بل رفعت من تعاطيها مع الأمر. فالسيارة مثلا بإمكانها السير في المياه لعمق يصل إلى 60 سنتيمترا.
الدليل الأكبر على مدى جدية لاند روفر في هذا الأمر كان تقديم تكنولوجيا ”نظام الرؤية الأرضية“ لأول مرة ضمن مواصفات رينج روفر إيفوك 2020 الجديدة. يعتمد النظام على كاميرات موجهة للأمام موضوعة في مرايا الأبواب وعلى الشبكة الأمامية للسيارة، والتي تقوم بنقل الصورة أمام وتحت السيارة إلى الشاشة العلوية الرئيسية في نظام Touch Pro Duo، لتوفر مجال رؤية افتراضية للطريق بزاوية 180 درجة، مما يمنح السائق القدرة على رؤية ما يحدث أمام وتحت غطاء المحرك مباشرة. هذا الأمر يمكن السائق من اجتياز عقبات عديدة دون الحاجة للخروج من السيارة والنظر أمامها وتحتها عند القيادة على الطرق غير المعبدة، أو حتى في المدن حين يوفر رؤية أوضح لحواف الأرصفة المرتفعة.
هذا الأمر اختبرته خلال تجربة رينج روفر إيفوك 2020 على أرض الواقع في مكان مذهل، ألا وهو قناة ”كورنث“ في اليونان. هذه القناة التي تشابه قناة السويس في فكرتها، تختصر حوالي 700 كلم من الإبحار حول شبه الجزيرة، لتمر السفن في قناة بطول ست كيلومترات، تم حفرها في الصخر بشكل شبه عمودي، وبارتفاع يصل إلى 90 مترا. على القناة عدة جسور، ولكن أحدها، ويستعمل لأعمال الصيانة فقط، ضيق جدا، وتمر عليه عربات الصيانة فقط، إذ بالكاد يبلغ عرض مساره المترين. لتسير عليه بالسيارة تحتاج أولا إلى إذن خاص (وهو ما أمنته لنا لاند روفر) وإلى شجاعة ومهارة في القيادة. أو في حالتنا، إلى تشغيل نظام الرؤية الأرضية. هنا كل ما عليك فعله هو مراقبة وضعية العجلات، لتقود السيارة فوق هذا الممر الصعب.
إنها مثل هذه التفاصيل وهذه التقنيات التي تميز تجربة رينج روفر إيفوك 2020 عن منافساتها. هناك الكثير من السيارات في فئة الدفع الرباعي الصغيرة الفاخرة. ولكن بينما تبدو معظمها حلولا وسطا بين متطلبات متناقضة، تقدم رينج روفر إيفوك 2020 أداء يأخذ السيارة تماما إلى شعار لاند روفر الشهير (Above and Beyond)، أو أعلى وأبعد. ومن على جسر كورينث هذا، أدركت فعلا أن رينج روفر إيفوك الجديدة ستأخذك فعلا أعلى وأبعد من أي سيارة أخرى في هذه الفئة.