عام 1983 حقق سائق بورشه ستفان بيللوف الرقم القياسي في نوربورغرينغ على متن بورشه 956 الشهيرة. فهل ستتمكن بورشه أخرى من كسر الرقم الأسطوري أخيرا، بعد أن حطمت الرقم القياسي في سبا-فرانكورشان؟
الرقم القياسي في نوربورغرينغ بات أشبه بالأسطورة. عام 1983، وأثناء التجارب التأهيلية لسباق 1000 كيلومتر في نوربورغرينغ، وضع سائق بورشه الألماني سيارته البورشه 956 على خط الانطلاق الأول بعد أن سجل زمنا إعجازيا بلغ ست دقائق و11.13 ثانية. زمن لم يتمكن أحد من الاقتراب منه… حتى اليوم.
إذ يبدو أن بورشه جادة في مسعاها لتحطيم الأرقام القياسية حول مختلف الحلبات الشهيرة. أول الضحايا كان الرقم القياسي لحلبة سبا-فرانكورشان الشهيرة، والتي دارت حولها بورشه 919 “إيفو” بزمن يبلغ دقيقة و41.77 ثانية، محطما الرقم القياسي السابق والبالغ 1:42.533 والمسجل باسم لويس هاميلتون خلال جائزة بلجيكا للفورميولا واحد العام الماضي على متن سيارة المرسيدس.
نعم، سيارة LMP1 كما تعرف هذه الفئة في سباقات التحمل، نجحت في الدوران حول إحدى أكثر الحلبات صعوبة وتطلبا في العالم، بزمن أسرع من سيارات الفورميولا واحد. كيف ذلك؟ هناك بعض التفاصيل التي علينا أن نعرفها.
أولا، هذه ليست سيارة سباقات رسمية. بورشه أعلنت انسحابها رسميا من سباقات WEC كمصنع في فئة LMP1، وأحالت بورشه 919 إلى التقاعد رسميا، لتركز على فئات GT، وتبدأ التحضيرات للمشاركة في بطولة العالم للفورميولا E، والتي ستشارك فيها كمصنع رسمي إلى جانب كل من جاكوار، بي إم دبليو، مرسيدس، أودي ونيسان.
ولكن يبدو أن بورشه أرادت استغلال عمليات التطوير التي خضعت لها السيارة، والكشف عن أدائها الحقيقي الذي طالما “لجمته” القوانين التي تحكم سباقات WEC. وليس من طريقة أفضل لذلك (وتجلب دعاية أكثر لبورشه!) من أخذ السيارة إلى الحلبات الشهيرة حول العالم وتحطيم الأرقام القياسية عليها.
فبماذا تختلف 919 “إيفو” عن السيارة القياسية؟ أولا، المحرك الكهربائي فيها (لا ننسى أنها سيارة هايبرد هجينة) يولد الآن قوة تبلغ 440 حصانا بدل 400. لكن الأهم هو محرك الاحتراق الداخلي، بسعة 2.0 ليتر وبشكل V4 الفريد، والذي يولد الآن قوة تبلغ 720 حصانا بدل 500 حصان. ومع وزن يبلغ 850 كيلوغراما، بدون السوائل. كذلك تم تعديل التجهيزات الانسيابية والمساعدات الآيروديناميكية في السيارة لتولد قوة ضغط سفلي للهواء (Downforce) أكبر من الطراز القياسي.
إذا هل سيكون الرقم القياسي في نوربورغرينغ في متناول بورشه 919 إيفو؟ الأمر ليس بهذه السهولة. حين حقق ستفان بيللوف رقمه القياسي، تجاوز الرقم القياسي المسجل على الحلبة في ذلك الوقت بحوالي 47 ثانية. ذلك الرقم القياسي كان يحمله نيكي لاودا على متن الفيراري 312T الشهيرة، وظل صامدا منذ العام 1975. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن حلبة نوربورغرينغ كانت تعرف إصلاحات وتعديلات في الثمانينيات، أثناء بناء حلبة الفورميولا واحد الجديدة هناك، ولذلك فقد تم تعديل المسار الأصلي، ليصبح طول الحلبة 20.8 كيلومتر، بدل 22.8 كما كانت سابقا.
مهما يكن الأمر، فبورشه بلا شك أظهرت أن مهندسيها، لو تركت لهم الحرية، قادرون على جعل سيارات LMP1 تحقق أوقاتا أسرع من سيارات الفورميولا واحد الحالية. نعم، على الأغلب ستعود سيارات الفورميولا واحد هذا العام وتحقق أوقاتا أسرع، وستستعيد الرقم القياسي في سبا. ولكن بالنظر إلى أن سيارات الفورميولا واحد لا تشارك في نوربورغرينغ الآن، فربما سيكون الرقم القياسي في نوربورغرينغ في متناول بورشه، وعندها ستعيد تحقيق إنجاز جديد، وتضع رقما قد يتطلب وقتا أطول حتى لتحطيمه.