ليس أمرا معتادا أن يعترف مسؤول شركة سيارات الكبرى بعدم مجاراة الوتيرة المتسارعة في أحدث التوجهات على مستوى هذه الصناعة، لكن مدير المبيعات العالمية في شركة مكلارين أوتوموتيف، جويلون ناش، خرج عن المألوف فيما يتعلّق بهذا الامر.
وقال ناش خلال تواجده في معرض جنيف للسيارات، إنه يعرف “القليل” فقط عن سلسلة سباقات السيارات الكهربائية، “فورمولا إي”، رغم أن العديد من ماركات السيارات الأخرى مثل أودي، وبي أم دبليو، وجاكوار، وبورش، ورينو، دعمت هذا التوجه منذ توسّعه العام الماضي.
وعندما سئل عن رأيه بشكل عام في استخدام المحركات الكهربائية في سباقات الفورمولا إي، أجاب ناش: “لكي أكون صريحا جدا، مهما كانت أفكاري عنها، فهي لا تستند لمعرفة كبيرة، أنا تقليدي، أحب سماع صوت محرك يدور حول المضمار، وسباقات فورمولا إي لا تقدّم ذلك “.
الأمر الأهم من ذلك، أن ناش اعترف بأنه وعلى الرغم من التوجّه نحو تحويل سيارات مكلارين للعمل بمحركات هجينة خلال أربعة أعوام من الآن، إلا أنه من المستبعد تماما أن تقوم الشركة بإنتاج سيارات كهربائية بالكامل، وسيصل الأمر إلى عدم تقديم أي نموذج اختباري لهذه النوع.
هذا الاعتراف يبدو محيّرا، لأن العديد من الشركات الرئيسية مثل مرسيدس وبورش ورولز-رويس وفيراري، أعلنت أنها تخطّط لتقديم مفاهيم كهربائية لجميع إنتاجاتها، لكن مكلارين تبدو حازمة بهذا الشأن، حيث توجّه الشركة تركيزها على الزبائن العاشقين لسباقات السرعة القصوى مثل الفورمولا 1، والذين لا يودّون التضحية بأي من مزايا العدوانية والسريعة الموجودة في السيارات، من أجل التحوّل إلى المحركات الكهربائية.
ومن الواضح أن عشاق سيارات مكلارين لا يهتمّون سوى بمضمار السرعة، وتفكيرهم لا يتضمّن أي توجّهات عملية، وقال المحلّل المسؤول في شركة “آي اتش اس ماركت” إيان فليتشر: “تحتاج مكلارين للقدرة على جعل مجموعاتها الكاملة تعمل حسب ما يريده الزبائن”، مشيرا إلى أن التفريط بعوامل السرعة القوية للسيارات سيكون كارثيا بالنسبة لمكلارين التي يحتوي حمضها النووي على عشق سباقات الفورمولا 1.
وتزن البطاريات الكهربائية أكثر من المحركات العاملة بالوقود، ما يؤثر على قوة السيارة إلى حد ما، ومن أجل التحوّل إلى مفهوم كهربائي كامل، تحتاج مكلارين لبطاريات توفر مدى قيادة أطول مع قوة قصوة هائلة، وهذا ما لا يتوفّر حاليا رغم اقترب تيسلا بطرازها موديل اس قليلا من هذا الأمر. وحتى ذلك الوقت، ستكتفي مكلارين بالتكنولوجيا الهجينة.
