تعتبر كهربة السيارات المعاصرة الشغل الشاغل لمصنعي السيارات اليوم. وخلال السنوات الأخيرة تورطت تقريباً كافة شركات السيارات في هذا التحول نحو تكنولوجيا توليد الدفع “النظيفة”, وقد وصل الأمر بعمالقة التصنيع إلى محاولة إدخال السيارات الرياضية إلى مساعي الكهربة على الرغم من حاجة محركاتها إلى قوة دفع يعتبر محرك الوقود الأحفوري الأكفأ لإنتاج هذه القوة, غير أن هذه الشركات الضخمة لم تجد مهرباً من عملية الكهربة نتيجة للضغوط القانونية والبيئية الجديدة والتي تسعى لمحاربة مخاطر الإحتباس الحراري والنتائج المترتبة على ذلك.
رد رئيس قسم الأبحاث والتطوير في تويوتا على ما تم تداوله حول أن الشركة لا تزال متأخرة عن منافسيها في السباق لإطلاق سيارات كهربائية بالكامل، معتبرا أن لدى تويوتا أكثر من 20 عاما، وقيمة 10 ملايين وحدة مبيعات من الخبرة من العناصر المكتسبة نتيجة قيادتها في مجال التكنولوجيا الهجينة.
وكان منافسي تويوتا قد أشاروا إلى الشركة كونها تعاني من التباطؤ في مجال تطوير السيارات الكاملة الكهربة، مع تفضيل إدارتها في التركيز على قطاع التوليد الهجين للكهربة وتكنولوجيا الهيدروجين حتى قبل نحو 18 شهراً، عندما أدى التغيير في التشريعات، ولا سيما في الصين، إلى قيادة العلامة التجارية لإنشاء قسم مخصص لبناء المركبات الكهربائية.
ومع ذلك، رفض رئيس قسم الأبحاث والتطوير في تويوتا كيوتاكا أيزي الانتقادات بأن تويوتا كانت مركزة جدا على إمكانات الهيدروجين ذات المدى الطويل. وقال: “لقد عملنا مع المحركات الكهربائية والمحولات والبطاريات لأكثر من 20 عاما”, نافياً أن يكون لدى الشركة ما يدعوها للقلق”, مشيرا إلى أنه قد “تم تطوير تكنولوجيا السيارات الكهربائية بالفعل لدى تويوتا”, مؤكداً بأن “التكنولوجيا الأساسية هي نفسها.”
وتشير التقارير إلى أن الأولى في موجة السيارات الكهربائية الجديدة من تويوتا ستكون نسخة معدلة من سيارات C-HR الرباعية الدفع، والتي سيتم بيعها في السوق الصينية لتلبية اللوائح والقوانين الجديدة. ومع ذلك، فإن منصة مفصلة ومعدلة لمجموعة من السيارات الكهربائية يتم تطويرها حالياً من قبل الشركة من أجل الإطلاق خلال العام 2020 تقريباً, وهو التاريخ الذي وضع الشركة في مواجهة مع عملية إطلاق عائلة ID للسيارات الكهربائية من فولكس واجن.
وردا على سؤال حول ما اذا كان تطوير تكنولوجيا البطاريات يشكل مصدر قلق لتويوتا، رد أيزي: “لماذا سيشكل ذلك قلقاً؟ هناك في الأساس أربعة موردين للبطارية في العالم، ويمكننا الشراء من أي منهم”.
واعترف بأن التحول إلى بطاريات ذات الحالة الصلبة الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة يمكن أن يوفر نقطة اختلاف ولكنه توقع أن تتغلب تويوتا على منافسيها لتسويقها معهم.
وختم أيزي: “لن أفسد القصة من خلال الكشف عن أهدافنا أو توقعات التكلفة، ولكننا نعمل بجد على بطاريات الحالة الصلبة”, لافتاً بأن “الخطة هي القيام ببيعها في أوائل العام 2020 – وهذا هدف نعتقد أنه يضعنا في مقدمة قطاع السيارات الكهربائية في العالم”.
يشار إلى أن تويوتا كانت في السابق من أبرز المدافعين عن محركات السيارات التي تعمل على خلايا وقود الهايدروجين, رغم أنها إضطرت مؤخراً إلى تغيير نظرتها حول الكهربة نتيجة طموحات الشركة للحصول على حصة أكبر في السوق الصينية حيث تهيمن كل من فولكس واجن وجنرال موتورز.
وكانت تويوتا من أبرز المقاومين لتكنولوجيا الكهربة, حيث رفضت في العقدين الماضيين العمل على تطوير بطارية للسيارات الكهربائية على إعتبار أن السيارات العاملة على خلايا وقود الهايدروجين أكثر جدوى من الناحية البيئية بسبب كونها تؤدي إلى مدى أطول للقيادة بالإضافة إلى سرعة تعبئتها بهذا النوع من الوقود.
والجدير ذكره هو أن جهود تويوتا في مجال كهربة السيارات كانت قد إستهلتها مع سيارة بريوس الهجينة وإستمرت في هذه الجهود عبر بناء شراكات مع مصنعين آخرين كشركة مازدا لإنتاج مركبات كهربائية مشتركة.