في سابقة مفاجئة وللمرة الأولى في المانيا، أعلنت مدينة هامبورج تطبيق حظر جزئي على سير سيارات الديزل أي المركبات والشاحنات التي تعمل بمحركات ديزل قديمة في بعض شوارعها، وذلك بهدف تحسين جودة الهواء داخل المناطق الأكثر تلوثا.
بدأ الحظر اعتبارا من منتصف ليل الأربعاء 30 أيار 2018 في شارع “شتريسمان شراسه” في ضاحية “ألتونا نورد” بطول 1.6 كيلومتر وشارع “ماكس براوير آليه” بطول 600 متر. وذلك بعد وضع علامات حظر السير والتحويلات المرورية المناسبة في الأماكن المقررة خلال الأسابيع الماضية.
ويشمل الحظر جميع سيارات الديزل التي لا تلبي معايير العوادم الأوروبية المعروفة باسم “يورو6”. فبحسب هيئة النقل الاتحادية في ألمانيا، أقل من ثلث سيارات الديزل المسجلة في مدينة هامبورج في بداية العام الحالي فقط تلبي معايير انبعاثات العوادم في أوروبا.
في المقابل، هناك مجموعة من الاستثناءات بالنسبة لسيارات الطوارئ والاسعاف وسكان الشارع وزوارهم وعربات توصيل الطلبات وسيارات الأجرة.
وتتحصن مدينة هامبورج الألمانية قانونيا بقرار المحكمة الدستورية الوطنية التي أقرت في شباط/فبراير الماضي حق المدن في فرض حظر على سير سيارات الديزل في شوارع معينة بسبب تأثيرها الملوث للهواء. في خطوة قد تدفع مدنا أخرى إلى أن تحذو حذوها وتزيد الضغط على شركات السيارات للتفكير في تجديد المركبات وتغيير محركات الديزل.
بوادر الحل عبر تجديد محركات سيارات الديزل
فلقد أدت الانبعاثات الكربونية الكثيفة من محركات الديزل إلى تجاوز عدد من المدن الألمانية حدود تلوث الهواء التي يسمح بها الاتحاد الأوروبي، ما فتح أبواب تدخل السلطات الرسمية في محاولة لضبط الوضع البيئي.
وبذلك، أكدت وزيرة البيئة الألمانية سفينيا شولتزه أنه على شركات صناعة السيارات الألمانية التزاما أخلاقيا بتجديد المركبات التي تعمل بالديزل والتي تسبب تلوثا شديدا في المدن الألمانية”، مشيرة إلى أن “الحكومة لا تملك وسائل قانونية لجعل تلك الشركات تفعل ذلك”.
واقترحت الوزيرة إمكان تجديد السيارات أولا في المدن التي تعاني من التلوث بشكل خاص، معتبرة أنه باستهداف المناطق الأكثر تأثرا بالتلوث ستكون تكلفة عمليات التجديد أقل. وقالت: “بالنسبة لي، الأمر لا يتعلق بتجديد كل المركبات التي تعمل بالديزل في ألمانيا فورا. أنا أؤيد تطبيق خطة تدريجية لإصلاح المركبات التي تعمل بالديزل في المناطق التي يكون فيها الهواء سيئا بشكل كبير”.
