August 10, 2015

شوارع محفّرة كسّرت سياراتنا

سوء مواد التنفيذ

ورأى «أ.د. حمد بن إبراهيم العبدالوهاب» -أستاذ هندسة الطرق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن- أنّ من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث حفر وهبوط وتموجات وتشققات في الطريق هو سوء المواد المستخدمة، واصفاً إياها بأنّها أكثر الأسباب وراء تلك الظواهر، منوهاً بأنّ ضمان المقاولين المنفذين للطرق في الغالب لا يتجاوز السنتين، فيما أنّ العيوب لا تظهر إلاّ بعد (3-4) سنوات، لا سيما بعد موسم الأمطار، حيث تنكشف العيوب وسوء المواد، وحينها يكون العقد انتهى مع المقاول واستلم جميع مبالغه، لافتاً إلى أنّ الطرق في المملكة يجب أن تتحمل الأحمال والظروف الجوية خلال (20) سنة من عمر الطريق، لافتاً إلى أنّ من الأسباب عملية إنشاء الطرق التي تتم بالإسفلت الساخن والحصى، والمواد السائلة، حيث انّه ينتشر فيها الغش مع غياب الرقابة الكافية، وضعف التدريب للمراقبين المشرفين، فكل ذلك ينشأ عنه طرق سيئة الإنشاء.

وقال إنّ كثرة الحفر والعيوب في طرقنا يعود كذلك إلى سوء التخطيط للمشروعات، الذي يكاد يكون مختفياً، حيث إنّ ضعف خدمات الطريق تجعل منه سيئاً، والحفر تعمل على تخلخل الطريق، إلى جانب الأحمال الزائدة، وعدم التحكم في المرور وغياب إدارة الطرق، مؤكّداً على أهمية تنفيذ خدمات البنية التحتية لكافة الخدمات قبل إنشاء الطريق، ليظهر بالشكل الصحيح، مشبهاً الطريق بالعظم الذي لا يمكن أن يعود إلى وضعه الطبيعي في حال إصابته بكسر.

وأضاف أنّ هناك أهمية للجودة المصنعية والمتمثلة في العمالة المنفذة لمشروعات الإسفلت، حيث تحتاج إلى حرفية ومهارة لإتقان العمل، لافتاً إلى أنّ غالبية العمالة لدينا غير مهنية وغير متخصصة، مثل عملية رصّ طبقة الإسفلت التي ينبغي أن تتم في درجة حرارة (110) درجة مئوية؛ لكي يدك بشكل جيد، في حين الذي يحدث أنّ العمالة تجدها تنشغل بتناول الأطعمة أو النوم أحياناً، وتترك الإسفلت حتى يبرد، ومن ذلك تنشأ عيوب فنية!، منوهاً بأنّ تصريف مياه الأمطار يجب أن يتم عن طريقين سطحي وتحت سطحي، فالأول يكون بآلية تنفيذ الطريق، حيث يتم إبعاد المياه عبر الطبقة السطحية للطريق، والجانب الثاني عبر جسر الطريق أو الردميات، مشيراً إلى أنّ (25%) من الطرق فيها تصريف مياه جوفية فقط.

أهم المقالات