تتدهور الحالة البيئة على كوكبنا يوماً بعد يوم مع إرتفاع المخاوف من تحوله إلى كوكب غير ملائم للحياة وتزايد المعطيات حول تعرض الأرض لموجة إنقراض سادسة في تاريخها وهناك من يقول أيضاً أن الحضارة البشرية مهددة بالإندثار بسبب التدهور الدراماتيكي للنظام البيئي بسبب إستمرار البشرية بنشاطاتها المضرة.
لكن هذا لا يعني فقدان الأمل بالكامل, فهناك من فعلاً يستشعر الأخطار القادمة ويعمل ليلاً نهاراً على محاولة إيجاد الحلول ووضع قرارات يبدأ تنفيذها سواء حالياً أو في المستقبل لمواجهة الإحتباس الحراري المهدد للحياة على الأرض.
وفي هذه المدينة سيتم حظر السيارات والفانات والحافلات من عام 2020، مع حظر آخر للشاحنات في عام 2035 سوف يلي هذه الخطوة… والهدف هو توسيع المناطق الخالية تماماً من الإنبعاثات في السنوات التالية.
إنها مدينة أوكسفورد في المملكة المتحدة وهي تسعى لحظر سيارات البنزين والديزل من وسط المدينة إبتداًء عام 2020 و وما يليها في أحدث جولة من خطط تحسين جودة الهواء.
وستكون أول مدينة في المملكة المتحدة تقدم مثل هذا الحظر، وقد ذهبت أوكسفورد أبعد من رسوم الإزدحام في لندن مع رسوم تي تشارج القادمة والتي سيتم تطبيقها على سيارات الديزل العالية التلويث. وقد أعلن مجلس مدينة أكسفورد أنها ستكون المنطقة الأولى من نوعها في العالم.
وسوف يقلل الحظر من مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في أسوأ نقطة تلوث في المدينة، جورج ستريت، بنسبة 74٪، بحيث أن المدينة تسعى إلى إعادته إلى مستويات التلوث الطبيعية.
ولم تعط الفكرة الضوء الاخضر حتى الآن وستواجه مشاورة عامة تستمر لمدة ستة اسابيع. تقليديا، على الرغم من ذلك، فإن أكسفورد هي مدينة واعية بيئيا، لذلك فمن المتوقع أن يواجه المقترح معارضة أقل من تي-تشارج المقبل في العاصمة.
كما ستتطور منطقة الإنبعاث الصفرية في أكسفورد كل خمس سنوات. وبعد الإطلاق الأولي، ستمدد المدينة هذه المنطقة في عامي 2025 و 2030؛ في عام 2035، كما سيتم حظر السيارات الثقيلة غير الصفرية الإنبعاثات من المنطقة.
ووفقاً لمجلة “أوتوكار” فقد قال جون تانر عضو مجلس مدينة أكسفورد: “كل من يستخدم مركز أكسفورد له الحق في تنفس الهواء النقي. وأود أن أحث كل من يستخدم مركز مدينة أكسفورد للمشاركة في التشاور. نحن بحاجة إلى أن نعرف، بالتفصيل، ما هي إحتياجات الناس حتى نتمكن من تخطيط منطقة الإنبعاثات الصفرية التي تقلل من التأثير على الأعمال التجارية والمقيمين مع تعظيم الأثر على صحة المدينة”.
وقد أعرب مشغلو الحافلات المحلية عن دعمهم للمخطط، حيث استثمرت شركة ستاجيكوتش وشركة أكسفورد للحافلات بكثافة في الحافلات المكهربة مؤخرا.
أوكسفورد ليست المدينة الأولى التي تسعى وضمن جهودها للحد من تلوث الهواء في المدينة والذي تسببه السيارات التي تعمل على الوقود الاحفوري التقليدي والتقليل من الإنبعاثات الكربونية في الهواء وتنقية هذا الهواء وتحسين جودته بحيث يصبح قابلاً للإستنشاق فقد سبقتها في ذلك عدة دول ومدن أوروبية وعالمية, فقبلها كانت بلدية باريس المدركة تماما لمخاطر إرتفاع درجة حرارة الكوكب قررت في السابق حظر السيارات التي يزيد عمرها عن العام الواحد على الطرقات في العاصمة وذلك خلال طيلة أيام الأسبوع من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثامنة مساءً.
وقد حددت باريس غرامة على كسر هذا الحظر بحيث أن أي مخالف سيترتب عليه القيام بدفع غرامة تراوح بين الـ35 دولاراً إلى 450 دولار أميركي.
هولندا كانت قد ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك, فقد أقر البرلمان الهولندي قانونا من شأنه أن يضع حداً للإنباعاثات التي تصدرها السيارات ذات المحركات العاملة على الديزل والغاز وذلك بحلول سنة 2035.
ولعل البديل البديهي الذي سيحل مكان السيارات الممنوعة مستقبلاً, سيكون المركبات العاملة على محرك كهربائي, الأمر الذي سيجبر شركات السيارت على البدء بتصنيع سيارات كهربائية لتزويد السوق الهولندي الكبير بحاجاته من المركبات.