أعلنت شركة “أوتوديسك” عن تعاونها مع شركة هيونداي، عملاق صناعة السيارات الكوري، للاستفادة من أدوات وقدرات “أوتوديسك” في مجال التصميم التوليدي المتقدمة للمساعدة في تحويل نموذج سيارتها المستقبلية “إليفيت” المبتكر إلى واقع ملموس.
وتعتبر سيارة هيونداي “إليفيت” أول مركبة للتنقل المطلق في العالم وأول مركبة قادرة على “المشي” في العالم، إذ تجمع بين تصاميم المركبة النموذجية وتقنيات المركبات الكهربائية والروبوتات، ما يعطيها قدرات خارقة على تجاوز التضاريس الوعرة التي لا يمكن حتى لأعرق مركبات الطرقات الوعرة تجاوزها.
وتهدف إلى إتاحة وسيلة نقل مرنة وفعالة وسريعة للمساعدة في الاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث، كعمليات الإنقاذ والبحث والغوث الإنساني.
ويعمل التصميم التوليدي على تبسيط وتسريع عملية تطوير أفكار التصميم وصولاً إلى مرحلة الإنتاج، ففي الوقت الذي يمكن للمصمم فيه إنشاء فكرة واحدة، يمكن للكمبيوتر أن يولد الآلاف، ضمن القيود التي يوفرها المصمم، ويوفر خيارات تصميم المكونات العديدة مع مقايضات القوة والوزن والتكلفة، وتعقيد التصنيع، والاستدامة التي تم توضيحها مبكراً خلال المعالجة.
ومن شأن أدوات “أتوديسك” أن تمكّن المصممين والمهندسين من الاستفادة من قوة الحوسبة غير المحدودة للسحابة لتقليل أعمال التحليل العادية والمتكررة، مما يوفر وقتهم للتركيز على الإبداع والابتكار.
وينطوي على هذه السيارة الفريدة تحديات هائلة في التصميم والهندسة مثل الحاجة إلى إنشاء مكونات جديدة أخف وزناً وأقوى. وتشمل الحلول المحتملة للمواد المستقبلية، الرغوة المعدنية وألياف الكربون والسبائك المعدنية الجديدة، إلى جانب تقنيات التصميم الحديثة مثل التصميم التوليدي، ومن هذا المنطلق، احتاجت هيونداي إلى التعاون مع “أوتوديسك” للاستفادة من خبراتها وأدواتها المتقدمة في هذا المجال.
وشكّل إنشاء أدوات للفرق الحديثة من هذا النوع، والاستفادة من التقنية السحابية ومنصة بيانات مشتركة لضمان تواجد الجميع على نفس الصفحة الافتراضية، محور التركيز الأساسي لبرنامج التصميم الصناعي فيوجن 360 من أوتوديسك منذ إطلاقها منذ أكثر من سبع سنوات.
وتسهم المشاركة السلسة للملفات ووضع أرضية مشتركة للجميع للتحدث عن التصميم والهندسة والتصنيع، في تمكين فرق التصميم والهندسة من توفير الوقت والمحافظة عل تفاصيل المشروع من بدايته وحتى النهاية.
والجدير بالذكر أن نموذج سيارة “إليفيت” من هيونداي تم تطويره بالتعاون مع استوديو التصميم الصناعي Sundberg-Ferar وظهرت لأول مرة في معرض CES 2019. وتتمتع “إليفيت” بالقدرة على التحول من مركبة تشبه السيارة ذات أربع عجلات إلى سيارة رباعية الأرجل، أو آلة المشي، ما يمكنها من اجتياز التضاريس التي لا يمكن الوصول إليها بواسطة المركبات الأخرى على الطرق الوعرة.
تمتد أرجل Elevate على منصة مركبة كهربائية معيارية، ويتم تغطيتها بعجلات تعمل بالطاقة بشكل مستقل، وجنزير 15 قدماً، فإنهما يسمحان للمركبة بالتحرك، وفقاً لما تصفه هيونداي بخطوات “الثدييات والزواحف”.
يسمح لـ Elevate بالوصول إلى سرعات تصل إلى 70 ميلاً في الساعة على الأقل أثناء القيادة مثل السيارة العادية.
كما لا يوجد من سيارة “إليفيت” إلا نموذج أولي بمقياس 5: 1 خلال هذه المرحلة، لذا ينتظر العالم ما قد يقدمه هذا المشروع الرائع والمستقبلي من هيونداي. ومع ذلك، فإنها مثال ملموس على الفوائد التي يمكن أن تقدمها اليوم منصة تتخطى الحواجز بين التصميم والهندسة والتصنيع؛ وتجعل التعاون سلساً من خلال توحيد البيانات؛ وتمنح الفرق إمكانية الوصول إلى عملية جديدة متطورة تعمل بالتقنية السحابية مثل التصميم التوليدي.