تناولنا في مقالات سابقة معلومات محترفة عن الفاصل الواصل لدوران المحرك: ما هو وكيف يعمل بالتفصيل، بالإضافة إلى تصنيف أجهزة الفاصل الواصل في السيارة. كما أطلعناكم بالصور على مبدأ الفواصل الاحتكاكية بين المحرك وعلبة التروس وكيفية عملها.
صحيح أن مبدأ الفاصل قد يبدو سهلا، ولكن لا نستطيع أن نطبقه كما هو على المركبة. إذ يجب أن يحمل الفاصل الموجود على السيارة صفات لا غنى عنها، هي:
أ- التدرج بالحركة:
يجب أن يكون الوصل بين جذع المحرك والجذع الساكن بشكل متدرج ويضيع تفاضل السرعة بين هذين الجذعين بانزلاق خفيف يسمح للجذع الساكن أن يدور حتى تصبح سرعته بسرعة المحرك بشكل تدريجي. فيجب أن يحدث الوصل إذن بدون صدمة أو رجّة، ولكن الفواصل الميكانيكية، على اختلاف أنواعها، عاجزة عن تحقيق التدرج التام بوصل الحركة، فالمزدوجة المقاومة المنقولة إلى الجذع من الفاصل المثبت على علبة السرعات، أي إلى (ص-) على الشكل السابق، متعلقة بحالة السيارة: هل هي واقفة أو سائرة ومدى سرعتها، الخ.
المزدوجة المقاومة الآتية من الدواليب مستقلة إذن عن إرادة السائق، وعكس ذلك فإن المزدوجة المحركة مطبقة على الجزء من الفاصل المثبت على الجذع المعقوف أي على (ص)، يتعلق بإرادة السائق وبإدارته للتسارع. وهكذا فلا يتحقق التساوي بين هاتين المزدوجتين بشكل تام، بواسطة تدرج الفصل والوصل فقط. فللسائق أثر كبير بتحقيق هذا التدرج والتساوي بين المزدوجتين بقيادته، إما بمدوس التسارع أو بمدوس الفاصل الواصل حيث يوازن بين حركتهما، وذلك تابع لحذره ومرانه.
ب- الالتصاق:
لا يجب أن يحدث انزلاق بين الصحنين (ص) و(ص-)، فإذا حدث هذا الانزلاق يهترئ الصحنان وترتفع حرارتهما وتضيع الاستطاعة. يجب أن تكون قوة الالتصاق أكبر دوماً من المزدوجة القصوى، وتتعلق بقوة النوابض التي تطبق الصحنين وبعامل الاحتكاك للمادة التي يصنع منها القرص وبمقاييس السطوح المحتكة والمتطابقة.
المزدوجة اللاصقة - المزدوجة المحركة
إن قوة النابض قوة محددة، إذ يجب أن لا تكون كبيرة كي يستطيع السائق أن يقوم بالفصل عند ضغطه على المدوس وبجهد غير كبير منه. أما عامل احتكاك المادة التي تصنع منها أقراص الفواصل [وهي مادة مقاومة للاحتكاك وتتألف من الأميانت المسلّح بخيوط معدنية أو من الفيبر] فهو عامل متعلق بطبيعة هذه المادة. يجب أن لا يكون هذا العامل كبيراً جداً فتضيع وتفقد صفة التدرج بالفاصل.
وأما السطوح المحتكة فهي محددة كذلك بأن لا يكون حجم الفاصل كبيرا ومضايقا. ولذا تتعدد هذه السطوح في حالة الضرورة فنجد الفاصل بقرصين على السيارات الكبيرة الذي يحوي على أربعة سطوح احتكاك.
ج- التوازن:
لا يجب، في حالة الفصل، أن تخلق النوابض المضغوطة ردود فعل محورية، أي يجب أن يكون الفاصل متوازنا في حالة الفصل فلا تأتيه دفعات طولانية، هذا من جهة. ومن الضروري أن تكون مجموعة الفاصل الواصل متوازنة بدون ارتجاج في دورانها كي لا تسيء إلى توازن المحرك بشكل عام.
د- العطالة في الفاصل الواصل:
يجب أن يكون القسم من الفاصل المربوط بأجهزة الوصل خفيفاً قدر الإمكان ليقف بسرعة كبيرة عند فصله عن قسم المحرك، وهي صفة ضرورية جدا لصحة عمل علبة السرعات وتغيير سُرعها.
ه- بساطة وسهولة المناورة:
يجب أن تكون المناورة سريعة وصحيحة، كما ويجب أن يستطيع السائق قيادة الفاصل بأقل جهد ممكن، ويقدّر هذا الجهد بين 8 و10 كلغ في السيارات الخفيفة، ومن 10 إلى 15 كلغ في السيارات الثقيلة.