تجربة تجربة تويوتا كامري هايبرد 2019 الجديدة تظهر أن للسيارة شخصيتين فعلا… ولكن كل منهما تكمل الأخرى
كلنا نعرف قصة جيكل وهايد. قصة الدكتور الطيب، هنري جيكل، وشخصيته الأخرى، السيد هايد، الذي يمثل كل شيء سيء في العالم. الرجلان، أو بالأحرى الشخصيتان، متناقضتنان إلى أبعد الحدود، إلى درجة أنه لا يمكن لأي كان أن يتخيل أنه يمكن لهما أن يتعايشا سوية.
القصة نشرت في أواخر القرن التاسع عشر، ولكنها لا تزال قصة ممتعة حتى اليوم. بل تم إنتاج الأفلام والمسلاسات المقتبستة عنها، وتطويها حتى لتتماشى مع نمط حياتنا اليوم. وبينما قد يعتقد الجميع أن هاتين الشخصيتين لا يمكن أن تتفقا على أي أمر كان، بإمكاني أن أقترح شيئا واحدا يمكنهما الاتفاق عليه، ألا وهو السيارة التي سيقودانها.
فتويوتا كامري هايبرد هي جيكل وهايد عالم السيارات.تعبير غريب ربما، ولكنه وصف يطابق تماما واحدة من أنجح السيارات، وأكثرها تطورا تقنيا في العالم.
فلهذه السيارة فعلا شخصية مزدوجة. فمن جهة، هي سيارة العائلة المثالية. واسعة ومريحة، اعتمادية ويسهل العيش معها. إنها سيارة صديقة للبيئة، ذات انبعاثات منخفضة. وتستهلك القليل من الوقود. بل أحيانا لا تستهلك وقودا على الإطلاق. إنها السيارة المثالية لطبيب يحترم نفسه.
ولكن من ناحية أخرى، هذه هي أيضا سيارة للاستمتاع بقيادتها. كلا، لن تتحول إلى سيارة رياضية خارقة بجرعة سحرية، ولكن لها سماتها الممتعة الخاصة، وأولها التصميم المثير. متى كانت آخر مرة رأيت فيها سيارة سيدان متوسطة الحجم بهذه الجاذبية؟
من حيث التصميم، هذا الجيل الجديد من كامري يرسي معايير جديدة. إذ تتميز السيارة بواجهة أمامية عدوانية، خط سقف مشدود إلى الخلف، وتصميم يعبق بالثقة التي نادرا ما تجدها في سيارات هذه الفئة المحافظة. إنها سيارة واثقة من نفسها، والدكتور جيكل كان سيحبها بالتأكيد.
ففي الداخل، ستلاحظ عند تجربة تويوتا كامري هايبرد 2019 أن هناك مساحات واسعة في الأمام والخلف. المقصورة مغطاة بالجلد الوثير، وهذا ربما سيروق للسيدهايد. هناك أيضا الكثير من التجهيزات الإلكترونية التي سيجدها الجميع أكثر من مفيدة. فهناك شاشة كبيرة تعمل باللمس، يتم التحكم عبرها بنظام المعلومات والترفيه، مع نظام صوت ممتاز، سيشغل أفضل مقطوعات بيتهوفن الكلاسيكية، أو أحدث ألحان الرقص.
ولكن عند تجربة تويوتا كامري هايبرد 2019 على الطريق، تظهر الشخصية المزدوجة الحقيقية لكامري. من جهة، هي سيارة مريحة وسهلة القيادة. قد يكون النظام الهجين موجودا بشكل أساسي لتوفير الوقود وتقليل الانبعاثات، كما يتضح من معدل 4.8 لتر / 100 كم لاستهلاك الوقود، و98 جرام / كم لثاني أكسيد الكربون، ولكنه يضيف أيضا مستوى هدوء غير مسبوق في هذه الفئة، خاصة عند القيادة في المدينة بسرعة منخفضة.
وضعية EV، أو الوضعية الكهربائية، هو إنجاز تكنولوجي حقيقي. إذ تعطي كامري هايبرد سلاسة أثناء السير في المدينة، أو عندما تعلق في ازدحام مروري، وتسير بكل هدوء،وبسرعة قد تستغربها بفض المحركات الكهربائية التي توفر العزم بشكل فوري.
ولكن ما سيعجب السيد هايد هو أثر عزم الدوران هذا على الانطلاق حين يرى الضوء الأخضر. قد تكون كامري هايبرد سيارة سيدان متوسطة الحجم، لكن تويوتا لم تنس أن هناك سائقا وراء المقود، وأنه سيرغب في الحصول على بعض المتعة بين الحين والآخر. اضغط على زر سبورت، وستستخرج كامري هايبرد القوة الكاملة من كلا محركيها. محرك الـ2.5 ليتر ينتج قوة تبلغ 176 حصانا، ولكن بفضل القوة الإضافية للمحرك الكهربائي يرتفع إجمالي الطاقة إلى 208 حصان.
يتم استخدام هذه القوة بشكا كامل، إذ بمجرد أن تضغط بقدمك اليمنى على الدواسة، يتم استبدال هذا الطابع الهادئ بزيادة مفاجئة في عزم الدوران، مما يدفع كامري إلى الأمام بوتيرة سريعة. ولكن التسارع ليس فقط الأمر الوحيد الذي ستستمتع به. عند الوصول إلى منعطف بسرعة عالية، فإن المكابح أكثر من قادرة على تولي مهمة إبطاء السيارة بفعالية. أدر المقود، وستجد الإطارات الأمامية تقبض بقوة على الإسفلت، وتجد قدرا مفاجئا من التماسك، مما سيسمح لك باختيار مسارك حول المنعطف بثقة. بمجرد أن تكشف الطريق أمامك، فإن الأمر يتعلق ببساطة بالدوس على الدواسة اليمنى، وتخفيف دوران المقود، وركوب موجة كبيرة من عزم الدوران بمجرد أن تجد الإطارات قوة التماسك المطلوبة لإطلاق السيارة مرة أخرى باتجاه المنعطف التالي.
بالنسبة لسيارة تفتخر وتسوق على أنها سيارة ذات وعي بيئي، يبدو الأمر مُرضيا بشكل غريب لقيادتها بهذه الطريقة. ما هو أكثر إثارة للإعجاب ، هو أن سيارة كامري هايبرد تقوم بذلك دون أي مشاكل، كما لو كانت مصممة منذ البداية مع أخذ القيادة الرياضية في الاعتبار. هذه الشخصية المزدوجة هي ما يجعلها تتميز عن منافساتها. نعم، ربما تم تصميمها لتكون السيارة المثالية للدكتور جيكل، كسيارة مريحة وصديقة للبيئة، مع انخفاض في معدل استهلاك الوقود وتصميم داخلي غني ومثير للإعجاب. لكن عندما يخرج السيد هايد، لن يشعر بخيبة أمل، لأنه سيجد سيارة تتميز بمستويات عالية من الفخامة ومزودة بأحدث التقنيات، توفر في نفس الوقت أداء مذهلا وقيادة ديناميكية. كونها تأتي في مثل هذا القالب التصميمي المثير للإعجاب، هو مجرد مكسب إضافي.
كلنا ربما نرغب في عكس صورة الدكتور جيكل عن أنفسنا، ولكن بين الفينة والأخرى، نرغب إيضا في إطلاق شخصية هايد الأكثر متعة. و ما من سيارة ربما تناسب ذلك أكثر من تويوتا كامري هايبرد الجديدة.