زيارة متحف ألفا روميو يجب أن تكون جزءا من أي زيارة إلى إيطاليا لعشاق السيارات
ما هي الشركة التي أحرزت أول بطولة عالم في سباقات “الغران بري”؟ وأيها هي الشركة التي أحرزت أول لقب في بطولة العالم للفورميولا واحد؟ أين بدأ إنزو فيراري مسيرته؟ وما هي السيارة التي أحرزت لقبين في بطولة العالم للفورميولا واحد بعد خمسة عشر عاما من تصميمها؟ الجواب على كل هذه الأسئلة واحد: ألفا روميو.
كثير من الناس لا يعرفون أن ألفا روميو هي واحدة من أعرق شركات السيارات في العالم. فتاريخ تأسيسها يعود إلى عام 1910، وحين اشترى رجل الأعمال الإيطالي نيكولا روميو الحصة الأكبر في الشركة، تم إضافة اسمه إلى الشركة، ليصبح اسمها ألفا روميو ابتداء من عام 1920. واليوم بإمكانك أن تشاهد أروع سيارات هذه الشركة، منذ ذلك الوقت حتى اليوم، في متحف ألفا روميو في مدينة ميلانو.
في متحف ألفا روميو مجموعة كبيرة من السيارات التي لعبت دورا مهما في تاريخها، مثل طراز ألفا روميو P2 والذي نجح في ميادين السباقات، ليحقق لقب أول بطولة عالم لسباقات الغران بري (والتي تحولت لاحقا إلى الفورميولا واحد) عام 1925.
هناك أيضا سيارات تم إنتاجها حين تحولت ملكيتها إلى الحكومة الإيطالية بإمرة بنيتو موسوليني والذي واتخذ من ألفا روميو شعارا للصناعة الإيطالية، فتخصصت الشركة في إنتاج السيارات الفاخرة الرياضية، والتي كانت كثيرا ما تزود بهياكل خارجية مصنعة خصيصا للزبائن الأثرياء لدى شركات مثل “تورينغ” وبيننفارينا، وحققت انتصارات مدوية في سباقات مثل 24 ساعة في لومان والألف ميل (ميلي ميليا)، وبدأت بإنتاج سيارات ذات تأدية عالية، مع عوامل الفخامة والترف، وطراز 8C 2900B “لونغو” المعروض في متحف ألفا روميو ربما أكبر مثال على هذه الحقبة الذهبية.
التطور التقني لدى ألفا روميو في تلك الفترة كان مرعبا، إلى درجة أن سيارة ألفا روميو 158 والتي تم تصميمها عام 1937 كانت لا تزال منافسة بما يكفي للمشاركة في أول بطولة عالم للفورميولا واحد عام 1950. سائقا ألفا روميو كانا أسطورتين في عالم سباقات السيارات: جيوسيبي “نينو” فارينا، والأرجنتيني خوان مانويل فانجيو. في الموسم الأول، تقاسم السائقان الفوز في السباقات الست للبطولة، واستقر لقب البطولة في ذلك العام في جعبة فارينا، ليصبح أول بطل للعالم. أما في العام التالي، وعلى الرغم من المنافسة من قبل فريق إنزو فيراري الجديد، إلا أن فانجيو نجح في حسم اللقب لصالحه.
طرازات ألفا روميو الرياضية الصغيرة هي الأشهر طبعا، وفي متحف ألفا روميو تجد سيارات مثل مثل ألفا روميو GTA وطرازات GTV6 وغيرها. هناك أيضا سيارات السباقات السياحية، وأشهرها ألفا روميو 155 V6 Ti التي تغلبت على الصانعين الألمان في عقر دارهم، منتزعة لقب بطولة DTM.
ألفا روميو تيبو 33 يمكننا أن نفرد لها مجلدات متعددة،سواء في ثوب سيارة السباقات، أو كسيارة سوبر رياضية مخصصة للشوارع العامة. نسخة السباقات حققت لقب بطولة العالم للسيارات الرياضية عام 1975، قبل أن تسيطر على البطولة تماما عام 1977، بفوزها في جميع السباقات. أما طراز تيبو 33 “سترادال“، فظهرت عام 1967، بتصميم رائع، يؤهلها للمنافسة على لقب السيارة الأجمل في التاريخ، وتجهيزات ميكانيكية تبدو صالحة لسيارة سوبر رياضية هذه الأيام، مع محرك V8 بسعة متواضعة تبلغ 2.0 ليتر فقط، يدور إلى 10,000 دورة في الدقيقة، وبلغت قوته 230 حصانا، في سيارة بلغ وزنها 700 كيلوغرام فقط، مما أعطاها أداء رائعا، إذ وصلت إلى سرعة 100 كلم/س في 5.5 ثانية فقط، وسرعة قصوى بلغت 260 كلم/س.
السيارة أنتج منها 18 نسخة فقط، ست منها ظلت في عهدة ألفا روميو، واحدة معروضة في متحف ألفا روميو وخمس أخرى تم تسليمها إلى بيننفارينا، بيرتوني وجيوجيارو، أشهر مصممي إيطاليا والعالم على الإطلاق، ليقوموا بتصميم سيارات اختبارية على قاعدتها. قلما يرى أحد السيارة، والتي لم تعرض أي نسخة منها أبدا للبيع كسيارة كلاسيكية، وثمنها اليوم يتجاوز بسهولة عشرة ملايين دولار.