تجربة مرسيدس CLS ٢٠١٨ الجديدة تبرهن لنا أن مرسيدس عادت مرة أخرى لترسي المعايير في فئة سيارات الكوبيه الرياضية ذات الأربعة أبواب
أثناء تجربة مرسيدس CLS ٢٠١٩ الجديدة، أدركت كيف باتت عبارة سيارة كوبيه بأربع أبواب اليوم هي الموضة بالنسبة لشركات السيارات عند الحديث عن أي من سياراتهم الجديدة. عبارة بتنا معتادين عليها، إلى درجة أننا نسينا كم كانت الصدمة كبيرة حول العالم حين ابتكرت مرسيدس فعليا هذه الفئة، مع الجيل الأول من الفئة CLS التي ظهرت عام 2004.
مع تلك السيارة، أظهرت مرسيدس بشكل مباشر أن هناك فئة في السوق تبحث عن حل وسط. أولئك الذين بلغوا منتصف العمر، يرغبون بسيارة مميزة، ولكن طبيعتهم، أو طبيعة حياتهم، لا تسمح لهم بأن يقودوا سيارة رياضية من فئة الكوبيه. نعم، كان بالإمكان اختيار سيدان رياضية، ولكن هذه السيارات برغم قوتها تفتقر إلى ذلك العامل الحسي الذي لن تشعر به سوى مع سيارة ذات تصميم مميز.
وهكذا جاءت الفئة CLS الجديدة. فخامتها وشخصيتها وأداؤها أعلى من الفئة E، ولكنها ليست رصينة كالفئة S الفاخرة. مغامرة مرسيدس نجحت فورا، والسيارة عرفت نجاحا كبيرا في جيلها الأول، واستمر مع الجيل الثاني من السيارة. واليوم، أنا في أقف أمام الجيل الثالث الجديد من الفئة CLS الجديدة، والذي يكمل السير على نفس النهج الذي كان السبب في نجاح السيارة دائما: تصميم مميز رياضي، يجمع الشكل الرياضي مع الفخامة العالية، ولكن بشكل سيارة بأربعة أبواب، تخفي تحت تصميمها الخارجي المميز مقصورة فاخرة.
ومثلما كان الجيل الأول يختلف بتصميمه عن باقي سيارات مرسيدس، الجيل الجديد من الفئة CLS أيضا يختلف عن باقي طرازات الشركة. هذا الشيء لاحظته بوضوح قبل بدء تجربة مرسيدس CLS الجديدة، وبمجرد النظر إلى مقدمة السيارة التي تختلف في تصميم الأضواء وفتحة الهواء عن باقي طرازات مرسيدس، والتي ربما تشير إلى الاتجاه المستقبلي في تصاميم مرسيدس. وواضح هذه المرة أن مرسيدس ركزت على الشكل الرياضي للسيارة أكثر وأكثر. ودعوني أقول هنا أن الصور لا تعطي السيارة حقها من التصميم.
وإذا كان التصميم الخارجي فريدا، فالمقصورة في الداخل هي مقصورة مرسيدس بكل الفخامة والرقي التي اعتدنا عليها مع سيارات الشركة، وتحديدا الفئة E الجديدة التي يبدو أن السيارة تستوحي مقصورتها منها. هذا يعني مقصورة فاخرة، بتتميز بالفخامة والنوعية العالية وجودة التصنيع، بالإضافة طبعا إلى التجهيزات المتميزة، وهو أمر شعرت به بمجرد الجلوس خلف المقود لبدء تجربة مرسيدس CLS.
وحين يتعلق الأمر بهذه التجهيزات، فحدث ولا حرج. ربما تحمل السيارة شخصية رياضية، ولكن كما ذكرت هذه السيارة موجهة نحو أولئك الباحثين عن الفخامة. وبمجرد الجلوس خلف المقود، ستعرف فورا أنك في سيارة فاخرة فعلا. المقاعد مكسوة بجلد وثير، ووضعية الجلوس مريحة، والمقاعد في الخلف، حتى مع السقف المنحني، توفر مساحة ممتازة للركاب. إلا أن ما يميز مرسيدس الفئة CLS الجديدة هو التجهيزات الإلكترونية المختلفة التي وفرتها الشركة للسيارة.
طبعا مثل كل سيارات مرسيدس، السيارة ستتوفر بفئات مختلفة ومحركات متنوعة. لكن في البداية على الأقل، معنا فئتان. الأولى فئة CLS 450 والثانية فئة جديدة من مرسيدس، هي AMG CLS 53، وهنا اختلاف مهم في ترتيب الاسم. فهذه ليست طراز CLS 63 AMG عالي الأداء، بل هي فئة في الوسط بينه وبين سلسلة طرازات الفئة CLS القياسية، والتي حتما سيتم تقديمها لاحقا، بمحرك الـ V8 المعروف.
الفئتان تتميزان بمحركات مرسيدس الجديدة، والتي تعود مرة أخرى إلى الوضعية الكلاسيكية للمحركات، مع ست اسطوانات متتالية، بدل أن تكون بشكل حرف V بالإنجليزية. السبب وراء هذا التحول هو أن محركات الست اسطوانات المتتالية، هي بطبعها أنعم، وتوازن القطع المتحركة فيها أفضل. لكن لفترة طويلة غالبية شركات السيارات استغنت عنها بسبب حجمها. لأن المحرك طويل، ويزيد الوزن في مقدمة السيارة. لكن اليوم، مع تطور التكنولوجيا، وتطور علب التروس، صار بالإمكان تفادي هذه المساوئ للمحركات، والاستفادة من قوتها ومرونتها، والنعومة التي توفرها خلال السير.
المحركان سعتهما 3.0 ليتر، ومزودان بنظام تيربو، وعند إطلاقها تتوفر بنظام 4matic للدفع الرباعي الشهير عند مرسيدس وهو ما كان متوفرا لنا أثناء تجربة مرسيدس CLS الجديدة. طراز CLS 450 قوته تبلغ 376 حصان، بينما طراز CLS 53 تصل قوته لغاية 453 حصان. مما يعني أنه أقوى من طراز CLS 500 من الجيل السابق مع محرك V8.
أما الأداء، فقوي جدا. تسارع طراز CLS 53 من 0-100 كلم/س بحتاج إلى 4.5 ثانية فقط، بينما طراز CLS 450 يحتاج إلى 4.8 ثانية لبلوغ هذه السرعة. أداء مميز جدا لسيارة في هذه الفئة.
إلا أن ما يميز مرسيدس الفئة CLS حقا هو تجربة القيادة. وزن السيارة عال جدا، ويبلغ 1980 كيلوغراما، ولكنك لن تعرف ذلك أبدا من وراء المقود. الاستجابة سريعة جدا، وبفضل تماسك السيارة المذها ونظام التعليق فيها، تجد نفسك تقودها كما لو كانت سيارة رياضية صغيرة. فتضعها حيث تريد في المنعطف، ومن ثم تضغط دواسة الوقود وتنطلق بقوة. كلا، ليست سيارة رياضية، ولكن بصراحة هناك قلة من السيارات قد أفكر باختيارها بدلا من مرسيدس CLS إن كنت أنوي القيام برحلة طويلة، وبسرعة. فمزيج الأداء والراحة التي توفرها السيارة فريد من نوعه. فسواء تعلق الأمر باصطحاب عائلتك إلى مكان ما، أو شركائك في العمل، أو الاستمتاع وحدك بالقيادة على طريق خال من السيارات، ستجد الفئة CLS مناسبة لرغباتك.
لفترة طويلة من الزمن، مرسيدس كانت شركة كلاسيكية محافظة. لكن في بداية القرن الواحد وعشرين، غيرت الشركة تماما من صورتها، وصارت السباقة في مجالات التصميم والأداء والتجهيزات. مرسيدس CLS الجديدة، تؤكد هذا التوجه تماما. فمع الجيل الأول منها، ابتكرت مرسيدس فعليا فئة سيارات الكوبيه بأربعة أبواب. ومع الجيل الثالث منها، تؤكد مرسيدس أنها الأصل، وأنها السيارة التي ترسي المعايير للمنافسين في هذه الفئة.