من بين العديد من السيارات والشاحنات التي صممها جون نجار الفرزلي على مدى أكثر من ٤٣ سنة له مع شركة فورد للسيارات ، ليس هناك ما هو أكثر شهرة من سيارة موستانغ التجريبية الأولى من عام ١٩٦١.
وتقول فورد أن الفضل يعود لنجار في إقتراح إسم الموستانغ، وقد استوحاه من حبه للطيارة الحربية موستانغ ب-٥١ التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، وفي المساهمة في ابتكار شعار الحصان الحالي. ومن المعروف على نطاق أضيق هو عمله في مقصورتها الداخلية.
هذه مشاركة اللبناني بشكل مختصر، أما مسيرته فملهمة جدا.
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية في عام ١٩٣٦ ، جندته فورد في صفوف الإنتاج الطويلة وكان النجار يتدرب على ماكينة للتصنيع. وفي يومٍ من الأيام حدث وأن مر هنري فورد نفسه قرب جون وسأله عما اذا كان راضيا عن وظيفته. عندها قال نجار انه يفضل أن يرسم السيارات، ولذلك تم تعيينه في قسم التصميم للعمل مع مصمم فورد الرائد ” بوب ” غريغوري و هنري الابن، ادسل فورد. ثم تقدم النجار في المناصب ليصبح رئيس مصمم لينكولن في منتصف ١٩٥٠ ، واهتم بعدد من وظائف التصميم الرفيعة المستوى لفورد حتى تقاعده في عام ١٩٧٩ .
شارك جون نجار بتصميم النموذج الأول من فورد موستانغ المعروفة باسم موستانغ ١ في عام ١٩٦١، وعمل بالاشتراك مع زميله المصمم فيليب ت. كلارك، معتمدين تصميم سيارة بمقعدين ومحرك وسطي، ما هو إلا مزيج السيارة الرياضية السريعة.
وثم ظهرت الفرس في أول اطلالة لها رسميا على الإعلام في سباق الجائزة الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية في واتكينز غلين-نيويورك في ٧ أكتوبر ١٩٦٢، حيث قاد سائق التجارب وسائق الفورمولا واحد دان غرني الموستانغ حول المسار لإظهار إمكانيات هذا الفرس. وقد إنبهر الجميع وخاصةً السائق من سهولة التحكم بالسيارة وقدرتها على خوض المنعطفات بسرعة.
مع جون وفريقه أتت الفرس للحياة ، كسيارة قابلة للتسويق، ولكن كان هدف السيد ياكوكا زيادة حجم السيارة لتتسع إلى مقعد خلفي. ومع ذلك ترجمت الموستانغ ١ حلمه بسيارة رياضية، سيارة الشاب التي يمكن إنتاجها بأعداد ضخمة.
وأود أن أقول أنه صحيح تماما أن لي ياكوكا هو “أب” الموستانغ. كان هو الشخص الذي قدم اليد العاملة والمال المخصصين لصناعة هذه السيارة وهو الذي أقنع هنري فورد بهذا المشروع، ونفتخر بالتأكيد بالمشاركة العربية في ولادة الاسطورة الأميركية.
لكل شاب له شغف في السيارات ويطمح بتصميمها يوماً ما، نقدم لك جون نجار الفرزلي، مثالاً على أهمية متابعة الحلم والصبر حتى يأتي من مثل هنري فورد ليسألك إذا كنت فرحا بوظيفتك الحالية.