يبدو أن أزمة استدعاءات السيارات المدعّمة بوسائد هوائية تَنتجها شركة تاكاتا اليابانية والتي تفاقمت منذ عام 2013، لن تَنتهي في وقت قريب، فبعدما تجاوز عدد السيارات المستدعاة حاجز الـ 20 مليون وحدة مدعّمة بوسائد هواء “تاكاتا” حتى عام 2014 الماضي، فضلاً عن استقالة رئيس ثاني أكبر مُصنّع للوسائد الهوائية في العالم “ستيفان ستوكر” في العام الماضي نفسه على خلفية تلك الأزمة الكبيرة التي عَصفت بسمعة المُنتجات اليابانية بوجه عام، ها هي تلك “الكارثة” تطلّ مجددًا بوجهها القبيح في عام 2015 أيضًا.
في شهر أيار (مايو) من عام 2015 الحالي، أعلنت كل من تويوتا ونيسان عزمهما القيام باستدعاء جماعي جديد لأكثر من 6.5 مليون وحدة عالميًا من عروضهما، وذلك لاستبدال وحدات انتفاخ معيبة لوسائد الهواء المصنّعة من قبل شركة قطع الغيار اليابانية الغنية عن التعريف.
وفي الشهر نفسه، وبعد فترة قصيرة للغاية، أعلنت هوندا بدورها القيام باستدعاء آخر يشمل 4.9 مليون وحدة عالميًا من أجل السبب السابق ذكره، ليصل عدد السيارات المستدعاة منذ اندلاع تلك الأزمة لأكثر من 30 مليون سيارة مدعّمة بوسائد هواء “تاكاتا”.
ويمكن القول إن هوندا تُعد صانع السيارات الأكثر تضررًا من تلك الأزمة؛ حيث استدعت فعليًا حتى الآن أكثر من 14 مليون وحدة.
ولازال الصانعون يجرون تحقيقاتهم الداخلية لمعرفة السبب وراء الحالات التي تم فيها تفعيل وحدة انتفاخ الوسائد الهوائية هذه بقوة كبيرة جدًا، أسفر عنها تطاير شظايا وقطعًا بلاستيكية في وجه السائقين، ما سبّب وفاة ستة أشخاص على الأقل في الولايات المتحدة الأميركية وماليزيا.
وتعود جذور تلك الأزمة لعام 2008، ولكن عدد السيارات المستدعاة تزايد كثيرًا في العامين الماضيين، في حين تصاعدت حدة الانتقادات التي نالت من شركة تاكاتا اليابانية بعدما رفضت الأخيرة مطالب الهيئات الحكومية الأميركية المعنية بالسلامة والأمان لإطلاق حملة استدعاءات كبيرة على مستوى الولايات المتحدة الأميركية لاستبدال الوسائد الهوائية، قبل أن ترضخ في النهاية في خريف عام 2014 الماضي لطلب الهيئة القومية المعنية بالسلامة على الطرقات السريعة NHTSA وتقوم باستبدال الوسائد الهوائية المعيبة.
1- استدعاءات بالجملة لأكبر صانعي السيارات اليابانية
2- تاكاتا والسعي للخروج من الأزمة