اللبناني.. هو العاشق للحياة والذي لا يعرف الملل والضعف اذ انه يتخطى جميع الصعوبات أو ربما لا يبالي وغير مكترث لكل ما يدور حوله. وبجميع الأحوال، لا يمكن الاختلاف حول عشق اللبنانيين نحو المظاهر اذ أهم ما يمتلكونه هو الهاتف الذكي والسيارة ولو كان سعر الشقق والمباني منطقيا لكانت من هذه القائمة الثنائية.
وما لا يعرفه الكثير من الأشخاص، هو كيفية اختيار السيارة اذ يأتي الدور المادي كضابط الايقاع الذي يحدد الاختيارات ويحصرها بشكل كبير.
– الطبقة الفقيرة: يتميز أصحاب هذه الطبقة بسيارة متميزة، فبالرغم من طرازها القديم الا أنها تصبح خارقة ومتفوقة بأيادي “الجغل” الذي يهتم بسيارته ويفعمها بالتعديلات لتصبح ذات محرك قوي تتيح له التفحيط على الأوتوسترادات السريعة.
– الطبقة المتوسطة الدنيا: وهم من العاملين ذوو الرواتب المتوسطة دون ضمانات أخرى تتيح لهم الحصول على قرض مصرفي، مما يدفعهم للذهاب الى معارض “جلا جلا” أي التي تتحايل وتقسط لهم سيارة من الطراز الجديد من دون الحاجة الى مستندات رسمية.
– الطبقة المتوسطة: وهي بالاسم كذلك، اذ لا ضرورة للعائلة وضروريات الزواج والعلم حيث يتوجب على الفتاة أن تأتي الى الجامعة بسيارة فاخرة مدعية أنها من أموال “Papi” الذي نصحها بعدم تقسيط سيارة تقع في الديون بهذا العمر الصغير.
– الطبقة الغنية: بالرغم من أن جميع اللبنانيين أغنياء بالشكل والمظهر العصري، الا ان بعضهم يمتلك الكثير من الأموال مما تحتم عليهم شراء مجموعة من السيارات الفاخرة: مرسيدس للمرأة التي لا تفوت صبحية نسائية، سيارة لرب العائلة ذو البذلة الرسمية، سيارة للإبن الذي سيتخرج من الجامعة، وأخرى لمن سيودع المدرسة قريبا.
يشار الى أن غالبية اللبنانيين يتوقفون عند شكل السيارة ومظهرها المناسب لشخصيتهم من دون البحث في امكانياتها وقدراتها التكنولوجية، خصوصا ان الطرقات لا تخلو من المطبات والحفر التي كل ما نقع ضحيتها نشتم المسؤولين يوميا من دون أن نكترث لضرورة اختيار السيارة المناسبة القادرة على تحمل الحالة السيئة للطرقات الجبلية التي يمكن أن تقسو على مكونات السيارة.