تمكن السائق السعودي محمد جاوا من الصعود مرتين إلى منصة تتويج سباق “هانكوك” 24 ساعة في دبي الذي أقيم على حلبة دبي أوتودروم بعدما جلس خلف مقود سيارة “فيراري إيطاليا جي،تي3” تحمل الرقم 88 تزينت بألوان فريق “دراغون رايسينغ”.
وخلال النسخة العاشرة من سباق التحمل في دبي، أخذت 89 سيارة شارة الإنطلاق على الحلبة يوم الجمعة الواقع في 10 كانون الثاني/ يناير الحالي في تمام الساعة 2:00 (بالتوقيت المحلي)، حيث كان محمد جزءاً من فريق مؤلف من أربعة سائقين وإلى جانب كل من روب بارف، جوردان غروغر ومات غريفين على متن سيارة مصنفة ضمن منافسات فئة الـ “آيه6 برو ـ آم” (المحترفون والهواة).
الفريق تعاطى بشكل رائع مع سباق التحمل الأشهر في الإمارات العربية المتحدة، مع هدف واحد في ذهنه، وهو الفوز. ولكن على الرغم من الجهود التي بذلها إلاّ أن السيارة تعرضت لعطل ميكانيكي قبل 3 ساعات من النهاية ما بدّل خطة السباق للفريق بكامله.
وبعدما سبق أن حلّ في المركز الثالث في فئة الـ “برو ـ آم” العام الماضي في هذا السباق، كان “دراغون رايسينغ” متحضراً للذهاب إلى أبعد ما يمكن في محاولة منه للصعود إلى منصة التتويج في الترتيب العام النهائي، على الرغم من أن الفريق ينافس ضمن فئة الـ “برو ـ آم” وضد 12 سيارة مصنفة ضمن فئة الـ “برو”. وهذا يعني أنه وفقاً للقواعد والقوانين المعتمدة، لم يكن لجميع السيارات المصنفة ضمن فئة الـ “برو” أي قيود من ناحية أوقات اللفات أو من ناحية السرعة وكان بإمكانها أن تنطلق بأقصل سرعتها. في وقت تم تحديد أوقات جميع السيارات المشاركة في فئة الـ “برو ـ آم” بـ 2,04 دقيقتين كحد أقصى في اللفة الواحدة، وأي توقيت آخر تحت حاجز هذا التوقيت كان يعني فرض عقوبة على الفريق. لذا إعتبر عنصر الإستقرار لدى فريق “دراغون رايسينغ” والحفاظ على هذا التوقيت المثالي خلال اللفة الواحدة، عاملاً حاسماً في نجاحه.
محمد جاوا، الذي يُشارك في سباق التحمل للمرة الثالثة في مسيرته، حصل على أول فرصة له للجلوس خلف مقود السيارة في تمام الساعة الرابعة وذلك بعدما تسلم مقود القيادة من زميله روب بارف الذي تمكن من قيادة السيارة لإحتلال المركز السادس القوي بعدما إنطلق من المركز الـ 16 عند خط الإنطلاق. وبهدف الحفاظ على هذا الوضع التنافسي تفاعل محمد مباشرة مع السيارة وشعر براحة كبيرة خلف مقودها ليحتفظ بالمركز السابع، عندما قام بتسليم مقود القيادة إلى زميله مات غريفين في تمام الساعة 4:30 بالتوقيت المحلي.
الفريق قام بتدوير السائقين والتوقف في المنصات كل ساعة و20 دقيقة، أو حين كانت تسنح الفرصة بعد إشهار علم الـقانون “60”. علماً أن تسلسل التناوب على المقود مع الثلاثي بارف/ جاوا/ غروغر/ غريفين سمح لهم جميعاً، في والوقت ذاته، بإستعادة نشاطهم وطاقتهم وأخذ قسطاً من الراحة والنوم. وكانت السيارة التي تحمل الرقم 88 تدور حول الحلبة بشكل تام، وخلال الساعات الأولى كان الفريق ينافس ضمن دائرة السيارات الثلاث الأولى في الترتيب، وطوال الليل دخل بمنافسة وجهاً لوجه مع مجموعة السيارات الرائدة في المراكز الثلاثة الاولى.
قبل 3 ساعات من النهاية وأثناء عملية تغيير الإطارات، تنبه “دراغون رايسينغ” إلى حصول خطأ في الإطار الخلفي الايمن، ما يعني أنه لم يكن بالإمكان تبديله خوفاً من إحداث المزيد من الضرر، وبعدما لم يتمكن من تبديله قرر الفريق إختيار السائق جوردان غرغور لمضاعفة توقيت قيادته حتى الوصول إلى خط النهاية وتحديداً لحين إشهار العلم المرقط بهدف الإحتفاظ بالمركز الثالث الذي إحتله فريق “دراغون رايسينغ” منذ الساعة التاسعة صباحاً.
التوتر داخل مرآب الفريق وصل إلى أوجه بعدما علم الجميع بما هو على المحك، خصوصاً أن أي ضرر في الإطار الخلفي في هذه المرحلة، كان سيكون بمثابة الفشل بالنسبة للفريق.
وخلال الساعات الصباحية الأولى، وتحديداً بين الثامنة والتاسعة، كان الفريق يحتل المركز الثاني، ولكنه لم يتمكن من الدفاع عن مركزه أمام سيارة “مرسيدس آيه،أم،جي أس،أل،أس” الرقم 30 لفريق “رام رايسينغ”.
وظل الفريق خلف منافسه “رام رايسينغ” بفارق 34 ثانية خلال الساعات المتبقية وحاول إستعادة المركز الثاني، لكن الوضع كان محبطاً إذ إضطر الفريق للتعامل مع الإطار الخلفي المتضرر ومسألة الوقت، لذا لم يكن أمام جوردان غروغر سوى مهمة الحفاظ على المركز الثالث.
ولكن مع الحظ إلى جانبه، وبعد 600 لفة وبعد 1,16 ساعة فقط في المنصات خلال التوقفات قامت السيارة بعملها بدون أي فشل، فتنفس الفريق الصعداء مع مجد الصعود إلى منصة التتويج مرتين إثر إحتلاله للمركز الثالث في الترتيب العام النهائي للسباق وللمركز الأول ضمن فئة الـ “برو ـ آم”.
محمد جاوا قال: “التقارب في عنصر المنافسة على هذا المستوى هو كثيف، ولا يمكن أن تحصل على أية فرصة وكل شيء يجب أن يعمل في وئام تام، مع السيارة والسائقين وأفراد الطاقم الذين يعتبرون العنصر الحاسم في هذا الحدث. بدأ السباق بشكل جيد بالنسبة لنا، ولكن خلال الدقائق الثلاثين الأخيرة كنت متوتراً على أمل أن لا يعاني جوردان غروغر من أي مشاكل مع الإطار الخلفي، ولكن كل شيء سار مثل عمل عقارب الساعة”.
وتابع جاوا قائلاً: “ما زلت غير مصدق ما حصل ونحن محظوظين لأننا حصلنا على هذه النهاية، ولكنها حقاً نعمة لتحقيق ذلك. إنه إنجاز كبير، وهو الأفضل في مسيرتي الرياضية ولا يمكن أبداً أن أنسى هذه اللحظة. راب وجوردان ومات هم فعلاً سائقون محترفون وأصدقاء الفريق الواحد وأنا سعيد لأنني تمكنت من التعامل معهم أثناء السباق، وقد عملنا بشكل جيد معاً والفضل لنا جميعاً لأننا لم نواجه أي حوادث خطيرة مع هذا العدد الكبير من السيارات على المسار.
كما إنني فخور جداً لتشاركي منصة التتويج مرة أخرى مع مواطني وصديقي صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل الذي فاز بلقب السباق مع فريق “بلاك فالكون” (الصقر الأسود). أريد حقاً أن أشكر الرعاة وهم “سيفن كار لاونج” Seven Car Lounge ، “نوزومي” Nozomi و”ميثا للصناعات” Mitha Industries، جنباً إلى جنب مع جميع أفراد عائلتي لدعمهم المستمر لي”.