تشكل حوادث السير أزمة عالمية في كافة المجالات، فبعد عجز الحكومات وعدم القدرة على معالجة هذه المشكلة المتفاقمة، تحاول شركات السيارات بتعزيز السلامة المرورية من خلال ادخال العديد من التقنيات الحديثة مع الاحتفاظ بمساند الرأس وحزام الأمان. مما يثير التساؤل حول سر وجودهم في السيارات وما هو الأفضل في سياق الحفاظ على حياة السائق؟
بالنسبة لمساند الرأس، فقد تم الكشف عنها كمجرد وسادة لراحة الرأس اذ أعلنت شركة كامي، المتخصصة في إنتاج الملحقات التكميلية للسيارات، في نهاية عقد الخمسينيات عن طرح أحد المنتجات الجديدة والتي كانت عبارة عن وسادة دعم كتف السائق لمنع ظهور أعراض التعب والإرهاق بشكل مبكر.
وبعد الكثير من الدراسات، تبين أن هذه المساند التي صممت للرفاهية لها الدور الأكبر في الحفاظ على سلامة السائق مما دفع العديد من شركات العالم الى تطويرها، كـ “بي أم دبليو” التي صممت مساند ذكية في الفئة السادسة من اصداراتها حيث انها تقلل من مخاطر انعواج الرقبة والعامود الفقري اذ ان هذا النظام الحديث وخلال 20 ميللي ثانية من استشعار النظام بالتصادم من الخلف، يدفع مساند الرأس الفعالة إلى الأمام، مما يؤدي إلى دعم الرأس عند حركته للخلف مرة أخرى.
وبالرغم من هذا التطور الكبير، يعتبر البعض ان ليس للمساند أي فائدة تذكر، خصوصا ان الاصطدام بها قد يؤدي الى ردة فعل عكسية من شأنها الحاق الأذى بالرقبة. أما فريق اخر، فيرى من هذه المساند ضمانة كبيرة للسائق الذي لن يكسر عظام رقبته بفضل هذه الوسيلة القديمة.
من ناحية أخرى، يشكل حزام الامان الضمانة الأكبر للكثير من الأشخاص، وهذا يعود الى تشدد الحكومات والأنظمة في فرضه مما يعطي صورة نمطية بانه الأهم والأفضل.
ويعتقد البعض أن حزام المقعد أكثر أهمية بنسبة ثلاثة أضعاف من مساند الرأس، حيث انه يثبت جسد السائق بالكامل أثناء الاصطدام القوي. أما المعارضين، فيعتبرون أن هذا الحزام سبب الكثير من حالات الوفاة وذلك نتيجة الضغط الكبير الذي يتعرض له السائق وكأنه مكبلا بالحبال مما يؤدي الى كسر الرقبة بعد الاصطدام.
وفي الحقيقة، يتلخص هذا الجدل الكبير ان علاقة كل من حزام الأمان ومساند الرأس كمالية، حيث ان كل منهما يعزز دور الاخر ويجعله أكثر فعالية اذ ان مساند الرأس تحمي الرقبة التي قد تتعرض للخطر جراء الاصطدام كما أن هذه الاخيرة ليس لديها أي دور من دون الحزام الذي يحمي جسد السائق بالكامل باستثناء الرقبة.