تستعد الصين لتطبيق مجموعة جديدة من قواعد الكفاءة الخاصة بالسيارات الكهربائية اعتباراً من عام 2026، في خطوة تهدف إلى تحسين استهلاك الطاقة ورفع معايير الأداء في القطاع الأسرع نمواً حول العالم. ومع المنافسة المتزايدة بين الشركات المحلية والعالمية، تبدو هذه القواعد بمثابة مرحلة جديدة من التطور التقني وليست مجرد تنظيم حكومي إضافي.
ما الهدف من هذه القواعد الجديدة؟
تركّز القواعد بشكل أساسي على رفع كفاءة السيارات الكهربائية خلال القيادة الواقعية، وليس فقط في الاختبارات المخبرية. تسعى السلطات إلى تقليل استهلاك الطاقة، وإطالة عمر البطارية، وخفض الاعتماد على الشحن المتكرر. الفكرة الأساسية هي: سيارة تقطع مسافة أطول بكمية أقل من الطاقة، دون التأثير على الأداء.
تأثير مباشر على الشركات والمصنعين
سيتعيّن على الشركات تطوير بطاريات أخف وأكثر كفاءة، بالإضافة إلى تحسين أنظمة إدارة الطاقة في المحركات ووحدات التحكم. كما سيزداد التركيز على الديناميكا الهوائية والتصميم الذكي للهيكل لتقليل مقاومة الهواء. هذا يعني أن الطرازات الجديدة التي ستظهر بعد 2026 ستكون نتيجة منافسة تقنية حادة بين الشركات، حيث من يتفوّق في الكفاءة سيكسب السوق.
المستهلكون… ما الذي سيتغير بالنسبة لهم؟
بالنسبة للمستخدمين، من المتوقع أن تؤدي هذه القواعد إلى سيارات ذات مدى أطول، وتكاليف تشغيل أقل، وتجربة استخدام أكثر عملية في المدن والطرق السريعة. إضافةً إلى ذلك، ستسهم المعايير في تحسين قيمة إعادة البيع، لأن السيارات الأكثر كفاءة ستكون مرغوبة لفترة أطول في السوق.
المنافسة العالمية تتسارع
الصين ليست وحدها في هذا الاتجاه، لكنها اليوم واحدة من أكبر الأسواق المؤثرة. ومع هذه القواعد الجديدة، ستجد الشركات العالمية نفسها مضطرة لمجاراة المعايير الصينية أو التفوق عليها، ما قد ينعكس لاحقاً على الأسواق الأخرى في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
ماذا يعني ذلك لمستقبل السيارات الكهربائية؟
يمكن القول إن 2026 سيكون عامًا مفصليًا لقطاع السيارات الكهربائية. القواعد الجديدة قد تدفع الصناعة نحو جيل أكثر ذكاءً وكفاءة، وتساهم في جعل السيارات الكهربائية خيارًا يوميًا أكثر واقعية للمستخدمين، بعيداً عن فكرة أنها مجرد “بديل بيئي”.


