مع تسارع التحول نحو السيارات الكهربائية في المنطقة، تترقّب الأسواق دخول سيارة تحمل شعارًا عريقًا في رياضة السيارات، وتحديدًا شعار “المهر” من فورد. إنها سيارة ماستنج ماك-إي الكهربائية بالكامل، التي خضعت لاختبارات مكثفة في بيئة مناخية من أصعب ما يمكن أن تواجهه سيارة في الشرق الأوسط، لتثبت أنها تتجاوز مجرد سيارة كهربائية، وتقدم أداءً رياضياً وتحكّماً وتحمّلاً غير مسبوقين.
الهوية: روح ماستنج في جسد كهربائي
حين أعلنت فورد عن ماك-إي، كان الهدف واضحًا: نقل إرث ماستنج الأسطوري إلى عالم السيارات الكهربائية، دون التفريط في هوية السيارة الرياضية. فحاملة شعار “المهر” هذه موجهة لمن يبحث عن مزج الأداء العالي مع التكنولوجيا النظيفة، وقد حدّدت فورد هدفًا يتمثل في “كهرباء بروح أسطورة”. وهنا نرى التصميم الخارجي الذي يدمج خطوط ماستنج المعروفة مع لغة عصرية، والتقنيات التي تناسب بيئة الشرق الأوسط بدقة، بدءاً من الدفع الكهربائي السريع الاستجابة إلى التحكم الديناميكي المتقدّم.
اختبارات حرارية قاسية: المقامر الحقيقي في الخليج
لم يكن اختيار ظروف دبي وجبل حفيت للمحاكاة عشوائيًا. ففريق فورد الهندسي، مستفيدًا من خبرة تمتد لأكثر من 15 عامًا في السوق الإقليمية، اتجه لاختبار ماك-إي في ظروف حرارة تصل إلى ذروات، وأشعة شمس قوية، ورمال وغبار كثيف. في جبل حفيت، صعدت السيارة ونزلت على طرق متعرّجة تحدّت التوازن والتحكّم، لتُثبت بأن التحكّم الديناميكي ليس محض ادّعاء، بل واقع ملموس. كذلك خضعت إلى تعريض طويل لدرجات الحرارة العالية ما مكّن الشركة من تقييم أداء البطارية، وتجربة التبريد، وفعالية تكييف الهواء ومواد المقصورة — كل ذلك تأكيدًا على أن ماك-إي صُمّمت لتعمل، وليس فقط لتبدو.
شحن وتبريد… مقاييس تتحدّى الحرارة
من أبرز ملامح تجربة ماك-إي في المنطقة نتائجها في الشحن السريع والتبريد، وهما جانبان غالبًا ما يشكّلان تحديًا في مناخ الخليج. السيارة حافظت على سرعة شحن بالتيار المستمر قريبة مما يتم تحقيقه في ظروف أكثر اعتدالًا، رغم أنها اختبرت في حرارة مرتفعة. هذا يعني أن الاعتماد على الشحن في الرحلات أو الاستخدام اليومي يصبح أكثر أمانًا في منطقتنا. وبالنسبة لتكييف المقصورة ونظام تبريد البطارية ومجموعة نقل الحركة، فقد أثبتت ماك-إي قدرتها على تقديم بيئة قيادة مريحة حتى عند أقصى درجات الحرارة، بما يجعلها منافسًا حقيقيًا في فئتها.
ماذا يعني هذا للسواقين في الشرق الأوسط؟
ما نراه هنا ليس مجرد إطلاق سيارة كهربائية جديدة، بل تقديم خيار مصمّم خصيصًا ليعمل ويؤدي في بيئتنا. ففي الوقت الذي يعاني فيه البعض من شكوك حول قدرة السيارات الكهربائية على مواجهة حرارة الخليج، تأتي ماستنج ماك-إي لتطمئن وتقدّم أداءً وثقة على حد سواء. إذ ينطلق بها سائقو الشرق الأوسط ليس فقط في قيادة يومية أو مريحة، بل في تجربة أداء رياضي — وهو ما كان حكراً على سيارات الاحتراق الداخلي سابقًا.
حين تصل ماستنج ماك-إي إلى أسواق الشرق الأوسط، فإنها لن تأتي فقط باسم مميز، بل بإعداد وتفاصيل دقيقة تأخذ المناخ في الاعتبار من الصُلب. هذه السيارة تمثّل خطوة جريئة في مسار فورد نحو كهربائية عالية الأداء موجهة لمنطقَة تتطلّب تحملًا فعليًا وليس فقط شعارات تسويقية. عشّاق الأداء والتكنولوجيا في الشرق الأوسط أمام خيار يُوفّر الإثارة والراحة والتكيف مع واقع منطقتنا — موستانج ماك-إي، كهرباء بروح أسطورة، على أعتاب انطلاقتها الإقليمية.



