منذ توقف إنتاجها في عام 2009، ما زالت هوندا S2000 تُعتبر واحدة من أكثر السيارات الرياضية التي تركت بصمة قوية في عالم الأداء والقيادة الممتعة. واليوم، بعد أكثر من عقدين على ظهورها الأول، تؤكد هوندا أن رغبتها في إحياء S2000 حقيقية — لكن هناك عوائق مالية وتقنية تجعل الأمر أكثر تعقيداً مما يبدو.
شغف المهندسين… وواقع الأرقام
صرّح تومويوكي ياماغامي، كبير المهندسين في هوندا والمشرف على تطوير طراز Prelude الجديد، خلال معرض Japan Mobility Show في طوكيو، بأن فكرة إعادة S2000 ما زالت حاضرة داخل الشركة.
وقال: “كل موظف في هوندا يحب S2000، وبالتأكيد نتمنى يوماً ما أن نبني واحدة جديدة.”
لكنّ العقبات أمام المشروع كبيرة — فهوندا لا تمتلك حالياً منصة تناسب سيارة رياضية خفيفة ذات دفع خلفي، كما أنها ترفض التعاون مع شركات أخرى لتطويرها، مفضّلة الحفاظ على الهوية الأصيلة لـDNA هوندا في كل تفاصيل التصميم والأداء.
العائق الأكبر: التكلفة
أوضح ياماغامي أن السيارات الرياضية المخصصة (مثل S2000) باهظة التكلفة في التطوير والإنتاج، كما أن الجيل الشاب لم يعد قادراً على تحمّل أسعارها المرتفعة.
فعند إطلاق S2000 عام 1999، كان سعرها يقارب 32,000 دولار أمريكي، أي ما يعادل أكثر من 61,000 دولار اليوم، وهو مبلغ كبير لسيارة موجهة لعشاق الأداء المحدودين عددياً.
بالمقابل، تعتمد سيارات مثل هوندا Prelude الهجينة الجديدة على مكونات مشتركة مع Civic وCivic Type R لتقليل التكلفة، ما يجعلها خياراً أكثر منطقية من الناحية الاقتصادية، رغم أن البعض يرى أنها تفتقر إلى “الجنون” الرياضي الذي ميّز S2000.
الإرث مقابل المنطق
ما يميّز S2000 هو أنها صُممت بالكامل كسيارة أداء خالصة:
-
محرك F20C سعة 2.0 لتر ثم F22C1 سعة 2.2 لتر
-
نظام دفع خلفي
-
دورات محرك عالية تتجاوز 9,000 RPM
-
تجربة قيادة نقية تجمع بين الخفة والدقة
لكن في عصر الكهربة والهايبرد، على هوندا أن تجد معادلة جديدة تجمع بين الأداء والربحية قبل أن تتجرأ على إعادة إنتاج هذه الأيقونة.
هل سنرى S2000 مجدداً؟
الإجابة ليست مستحيلة، لكنها لن تكون قريباً. تقول هوندا إنها لن تُعيد S2000 إلا إذا استطاعت بناءها بطريقتها الخاصة، وبما يليق باسمها وتاريخها.
حتى ذلك الحين، ستبقى S2000 رمزاً للقيادة الخالصة التي لا تُشبه أي سيارة أخرى في فئتها.
