أعلنت شركة جنرال موتورز (General Motors) عن تسريح أكثر من 200 موظف من مركزها التقني في وورن (Warren Technical Center) في الوقت الذي تشهد فيه الشركة أفضل أداء لها في السوق الأمريكية منذ نحو عقد من الزمن.
ويأتي هذا القرار المفاجئ بعد أيام فقط من إعلان GM عن تحقيقها حصة سوقية بلغت 17.2٪، وهي الأعلى منذ عام 2015، مما أثار تساؤلات حول دوافع القرار.
تقليص فرق الهندسة والتصميم
بحسب تقرير من وكالة بلومبرغ، يتركز التسريح على فرق الهندسة التصميمية وتقنيات CAD، ضمن خطة لإعادة هيكلة القوى العاملة وتبسيط العمليات الإدارية والفنية.
وأكدت الشركة في بيان رسمي أنها “تعمل على إعادة تنظيم فريق التصميم الهندسي لتعزيز قدراته الأساسية في تطوير الهندسة المعمارية للسيارات”، مضيفةً أن بعض الوظائف التقنية تم الاستغناء عنها بسبب تداخل المهام وليس ضعف الأداء الفردي.
وأشارت التقارير إلى أن بعض الموظفين علموا بقرارهم عبر قناة داخلية في منصة Slack، حيث بررت الإدارة القرار بأنه جاء نتيجة “ظروف العمل” الحالية في قطاع السيارات، وليس بسبب تقييمات الأداء.
أداء قوي في السوق الأمريكية رغم الاضطرابات
من الناحية التجارية، سجلت جنرال موتورز مبيعات بلغت 2.2 مليون سيارة في الولايات المتحدة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بزيادة قدرها 10٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.
هذا الأداء القوي منحها أعلى حصة سوقية منذ عام 2015، كما رفعت الشركة توقعاتها للعائدات النقدية التشغيلية بين 19.2 و21.2 مليار دولار لعام 2025، مقارنة بالتقديرات السابقة التي تراوحت بين 17 و20.5 مليار دولار.
ورغم التراجع المتوقع في مبيعات السيارات الكهربائية بعد انتهاء الحوافز الضريبية الفيدرالية الأمريكية، إلا أن GM حققت زيادة سنوية بلغت 105٪ في مبيعات سياراتها الكهربائية حتى نهاية سبتمبر، بإجمالي 144,688 وحدة.
تصريحات ماري بارا: ثقة في المسار رغم التحديات
صرحت ماري بارا، الرئيسة التنفيذية لجنرال موتورز، قائلة:
“بفضل جهود فرقنا ومحفظتنا القوية من الطرازات، قدمنا ربعًا ثالثًا مميزًا من حيث الأرباح والتدفقات النقدية الحرة. لقد حققنا أعلى حصة سوقية في الربع الثالث منذ عام 2017، كما عادت أعمالنا في الصين إلى الربحية. هذه النتائج تعزز ثقتنا في توجه الشركة خلال الفترة المقبلة.”
خلاصة عالم السيارات
بينما تواصل جنرال موتورز تعزيز مركزها كأكبر شركة سيارات أمريكية من حيث الحصة السوقية، يعكس قرارها بتقليص عدد الموظفين إستراتيجية لتقوية الربحية وزيادة الكفاءة التشغيلية استعدادًا للمرحلة المقبلة من التحول الكهربائي في الصناعة.
الخطوة قد تثير الجدل، لكنها تؤكد أن نجاح الأرقام لا يلغي الحاجة إلى إعادة الهيكلة في صناعة السيارات المتقلبة.
