عام صعب تمرّ به بورشه. فالشركة الألمانية الفاخرة سجّلت انخفاضًا حادًا في أرباحها التشغيلية بنسبة 99٪ خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بالتزامن مع استعدادها لإنهاء إنتاج طراز Macan العامل بمحركات البنزين، إلى جانب 718 Boxster وCayman اللتين تغادران خطوط الإنتاج في نهاية الشهر الجاري.
تراجع الإيرادات رغم المبيعات القوية في أمريكا
بحسب التقرير المالي للربع الثالث، تراجعت أرباح بورشه التشغيلية من أكثر من 4 مليارات يورو في 2024 إلى 40 مليون يورو فقط في 2025، أي انخفاض بنحو 99٪. كما انخفضت الإيرادات بنسبة 6٪ لتصل إلى 26.86 مليار يورو، فيما تراجعت عمليات التسليم إلى 212,509 سيارة مقارنة بـ226,000 في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأرجعت الشركة هذا الانخفاض الكبير إلى عدة عوامل، منها:
-
استراتيجية إعادة هيكلة المنتجات بين البنزين والهايبرد والكهرباء
-
ضعف السوق الصيني وزيادة الرسوم الجمركية العالمية
-
تكاليف استثنائية مرتبطة بمشاريع البطاريات
-
تأثيرات التعريفات التي كلّفت الشركة نحو 700 مليون يورو هذا العام
نهاية قريبة لـ Macan البنزين… وبداية جيل جديد
خلال مؤتمرها المالي، أكد د. يواخيم بريكنر، عضو مجلس الإدارة لشؤون المالية وتقنية المعلومات في بورشه، أن Macan الحالية بمحرك الاحتراق الداخلي ستستمر في الإنتاج حتى منتصف عام 2026، وستبقى متاحة للبيع حتى نهاية العام، “وفي بعض الأسواق حتى 2027” بفضل المخزون الإضافي الذي ستقوم الشركة بتوفيره مسبقًا.
لكن هذا لا يعني نهاية الاسم؛ إذ تستعد بورشه لإطلاق الجيل الجديد من Macan بقدرات هجينة (Plug-in Hybrid) وأخرى تقليدية لتُباع إلى جانب Macan الكهربائية.
وتشير التقارير إلى أن الطراز القادم سيُبنى على قاعدة مشتركة مع Audi Q5، وهو ما تم رصده بالفعل في صور تجسسية لاختبارات أولية على الطرق الأوروبية.
استراتيجية جديدة: توازن بين البنزين والهايبرد
تبدو بورشه وكأنها تعيد التفكير في مستقبلها بعد تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا. فابتداءً من عام 2028، تخطط الشركة لاعتماد “مزيج أكثر توازنًا من أنظمة الدفع” بين البنزين، والهايبرد، والكهرباء، بهدف تحقيق نمو مستدام طويل الأمد.
وسيُترجم هذا التوجه من خلال:
-
نسخة هايبرد جديدة من Macan
-
إعادة تقديم 718 القادمة بمحركات احتراق داخلي
-
إطلاق SUV جديدة تُعرف داخل الشركة بالرمز B-SUV
-
إلغاء فكرة تحويل SUV الرائدة بالكامل إلى كهرباء
وداع Boxster وCayman
أكد بريكنر أن خطوط إنتاج 718 Boxster وCayman ستتوقف نهائيًا مع نهاية أكتوبر 2025، معلنًا أن “آخر السيارات تُصنع هذه الأيام”. ومع ذلك، ستتوفر بعض الوحدات في صالات العرض خلال الفترة الانتقالية إلى حين طرح الجيل الجديد الرياضي.
رغم الأرقام السلبية… العمليات ما زالت قوية
ورغم الانخفاض الكبير في الأرباح، أوضحت بورشه أن التدفق النقدي الصافي من قطاع السيارات ارتفع من 1.24 مليار إلى 1.34 مليار يورو، مما يعكس “مرونة العمليات التجارية وصلابتها حتى في الظروف الصعبة”.
كما ستواصل الشركة خلال عامي 2025 و2026 رفع أسعار بعض الطرازات لتعويض تأثير الرسوم والحفاظ على هوامش ربح معقولة.
ما القادم من بورشه؟
تُراهن بورشه على أن العودة إلى محركات البنزين والهايبرد – دون التخلي عن الكهرباء بالكامل – ستمنحها مرونة أكبر في الأسواق العالمية، خصوصًا في المناطق التي لا تزال البنية التحتية الكهربائية فيها محدودة.
ومع اقتراب نهاية Macan البنزين و718 الحالية، يبدو أن 2026 سيكون عامًا مفصليًا في تاريخ بورشه… عام تنتقل فيه من الاضطراب المالي إلى إعادة ضبط شاملة تعيد تعريف التوازن بين الأداء، الفخامة، والاستدامة.


