
في خطوة مفاجئة تعكس عمق الأزمة، أعلنت شركة ميتسوبيشي اليابانية عن انسحابها الكامل من السوق الصينية، لتنهي بذلك مسيرة استمرت لما يقارب ثلاثة عقود من الشراكات والإنتاج المحلي في ثاني أكبر سوق للسيارات في العالم.
خسائر فادحة وبداية صعبة لعام 2025
جاء هذا القرار عقب تراجع كبير في أداء الشركة خلال الربع الأول من عام 2025، حيث انخفضت الأرباح التشغيلية بنسبة 84% مقارنةً بالعام السابق، ما وضع ميتسوبيشي تحت ضغوط مالية متزايدة. وأفادت تقارير بأن الرسوم الجمركية المفروضة تسببت بخسائر تقدر بـ 14.4 مليار ين ياباني (نحو 97 مليون دولار)، ما أدى إلى انخفاض الأرباح التشغيلية إلى 5.6 مليار ين فقط (نحو 35.5 مليون دولار)، وفقًا لتقرير نشرته نيكي آسيا.
نهاية شراكة طويلة في تصنيع المحركات
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت ميتسوبيشي رسميًا عن إنهاء شراكتها مع شركة Shenyang Aerospace Mit. Engine. Mfg. Ltd، وهي الشركة التي كانت تصنّع المحركات لسيارات ميتسوبيشي وكذلك لعلامات صينية أخرى. استمرت هذه الشراكة منذ عام 1998، إلا أنها انتهت بالكامل بعد إعادة تسمية الشركة وتخلي ميتسوبيشي عن حصتها.
تراجع المنافسة أمام السيارات الكهربائية الصينية
تشير ميتسوبيشي إلى أن السبب الأساسي للانسحاب هو “التحول السريع في صناعة السيارات داخل الصين”، حيث صعدت العلامات الصينية بقوة، لا سيما في قطاع السيارات الكهربائية والهجينة. ورغم أن ميتسوبيشي حاولت الحفاظ على وجودها من خلال شراكة مع شركة GAC الصينية منذ عام 2012، إلا أن تراجع الطلب وإيقاف الإنتاج في عام 2023 كانا بمثابة إشارات أولية إلى نهاية العلاقة.
أداء متفاوت في الأسواق العالمية
رغم أن جنوب شرق آسيا لا يزال السوق الأهم بالنسبة لميتسوبيشي، إلا أن المبيعات هناك انخفضت بنسبة 8.5% إلى 54,000 وحدة في الربع الأول من 2025. أما في أمريكا الشمالية، فقد شكلت المبيعات نحو 22% من الإجمالي، مع تسجيل نمو بنسبة 5% بفضل ارتفاع الطلب في كندا والمكسيك، وليس في الولايات المتحدة.
وفيما توصلت الولايات المتحدة واليابان إلى اتفاق جديد لتخفيض الرسوم الجمركية من 25% إلى 15%، إلا أن ميتسوبيشي لم تقم حتى الآن بتحديث توقعاتها المالية للسنة المالية التي تنتهي في مارس 2026.