موسم جديد على وشك أن ينطلق، وكافة فرق الفورميولا واحد تحضرت خلال التجارب الشتوية. السائقون ينتظرون بفارغ الصبر انطفاء الأضواء في ملبورن، ولكن من سيكون البطل في نهاية الموسم في أبو ظبي؟
هاس فورميولا واحد
هاس، القادم الأحدث إلى عالم الفورميولا واحد، والفريق الأمريكي الوحيد المشارك في البطولة، سبب منذ انطلاقته نوعا من التذمر بين باقي فرق البطولة، وتحديدا فرق الوسط، والتي اشتكت علانية – وإن لم يكن رسميا – من العلاقة بين فريق هاس وفريق فيراري، إلى درجة أن البعض بات يشير إلى الفريق على أنه فريق فيراري B، بسبب التشابه الكبير بين السيارات وحجم التقنيات المشتركة بين الفريقين.
ولكن الحقيقة هي أن فريق هاس أدار اللعبة بنجاح. وبينما جاء الكثيرون إلى عالم الفورميولا واحد، ورحلوا بأسرع مما جاؤوا، يبدو أن الطريقة التي يعمل بها الفريق تثبت نجاحها يوما بعد يوم، إلى درجة أن فرقا مثل رايسينغ بوينت وألفا تاوري باتت اليوم تحذو حذو هاس في علاقتها مع الفرق المصنعية.
الفكرة بسيطة جدا في ظاهرها. فقوانين الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) تفرض شروطا صعبة على الفرق لكي تصنف كصانع للسيارات يمكن له المشاركة في البطولة. فلا بد للفريق أن يقدم سياراته وتفاصيلها التقنية، بحيث تظهر بوضوح المخططات الهندسية التي صممت عليها، والتي تؤكد بأن الفريق قام بتطوير وتصنيع سيارته بالكامل.
لكن الاتحاد الدولي يسمح في نفس الوقت بنقل تكنولوجيا معينة بين الفرق، ويسمح لها أن تتشارك في بعض القطع وفي تكاليف صنعها، ويسمح للفرق حتى بشراء بعض القطع في السيارات من الفرق الأخرى. من ضمن هذه القطع، علب التروس، بعض قطع أنظمة التعليق، أنظمة هيدروليكية وغيرها. وهذا تماما ما قام به فريق هاس. إذ وقع اتفاقية تقنية مع فيراري واستغل اللائحة الكاملة لهذه القطع، وبهذا الشكل قام الفريق بصنع وتطوير القطع التي يلزمه الاتحاد الدولي بها فقط، مخففا النفقات المالية، ليستطيع إنفاق المال على النواحي التي يحتاجها الفريق فعلا.
هذا الأمر يؤدي إلى نتائج ممتازة ماليا. إذ أثبت الفريق خلال السنوات الماضية قدرته على الصمود في عالم الفورميولا واحد الذي لا يرحم. وحتى مع كل المشاكل المالية التي صاحبت ممول الفريق في بداية الموسم الماضي، شركة “ريتش إنرجي” لمشروبات الطاقة، لم يجعل ذلك وضع الفريق يتضعضع ماليا إلى حد كبير، بل استمر في المشاركة بدون مشاكل.
لكن لمثل هذه الطريقة وجه آخر. الاعتماد على تقنيات فريق آخر فكرة ممتازة. ولكن ماذا يحدث إن كانت هذه التقنيات غير جيدة في الأساس؟ ربما هذا هو السبب في تدهور مستوى فريق هاس خلال الموسم المنصرم. فبعد أن حقق الفريق انطلاقة جيدة في مسيرته خلال الأعوام الثلاثة الأولى، توجها بالوصول خامسا في البطولة عام 2018، بدت سيارته وكأنها تعاني من نفس مشاكل فيراري، ولكن بشكل مضاعف خلال الموسم المنصرم. مشاكل في الإطارات، مشاكل في تماسك المؤخرة والانسيابية. كلها أمور تفاقمت لينهي الفريق الموسم في المركز التاسع قبل الأخير، أسوأ نتيجة للفريق منذ أن دخل عالم الفورميولا واحد.
الفريق يستمر مع الزميلين “اللدودين”، رومان غروجان وكيفين ماغنوسن، لموسم آخر. والعلاقة والتنافس بينهما أمر رائع للمتابعين، ويسبب الكثير من القلق لغونثر شتاينر، مدير الفريق، الذي بلا شك يأمل أن تكون سيارة فيراري هذا الموسم أفضل من سابقتها، عل هذا الأمر ينعكس إيجابا على سيارات هاس، لتعود للمنافسة مرة أخرى.
السائقون
8 رومان غروجان
الجنسية وتاريخ الميلاد: فرنسي، 17/4/1986
بطولة العالم: 0
عدد السباقات: 166
عدد الانتصارات: 0
عدد منصات التتويج: 10
عدد النقاط: 389
الانطلاق من المركز الأول: 0
توقيت أسرع لفة: 1
20 كيفن ماغنوسن
الجنسية وتاريخ الميلاد: دنماركي، 5/10/1992
بطولة العالم: 0
عدد السباقات: 102
عدد الانتصارات: 0
عدد منصات التتويج: 1
عدد النقاط: 157
الانطلاق من المركز الأول: 0
توقيت أسرع لفة: 2
روكيت وليامس رايسينغ
ماذا جرى لفريق وليامس؟ كيف يمكن لفريق كان في يوم من الأيام يتربع على عرش الفورميولا واحد أن يتقهقر بهذا الشكل؟ كيف يمكن لفريق أنتج ما يعتبرها الكثيرون السيارة الأكثر تطورا تقنيا في عالم السيارات، وليامس FW15C، أن ينتج أضحوكة مثل سيارة وليامس FW42 التي شارك الفريق معها في بطولة الموسم الماضي؟
السيارة لم تكن سيئة. السيارة كانت كارثة. كانت مثالا على الفشل الذريع في تصميم سيارة فورميولا واحد، وكانت ربما القاع الذي لا بد أن يرتطم به الفريق قبل أن يحاول الصعود إلى الأعلى مرة أخرى.
كل شيء في السيارة كان كارثيا. التماسك، السرعة، الكبح، التعامل مع الإطارات، الاستراتيجيات المتبعة من قبل الفريق. ببساطة، شكل موسم 2019 الحضيض بالنسبة لفريق وليامس.
ترى كيف يشعر فرانك وليامس حين يرى ذلك؟ وما رأي باتريك هيد، شريك وليامس وذراعه الأيمن والرجل الذي أدار الناحية الهندسية في وليامس خلال عقود المجد؟ لا بد من أن كليهما اليوم يتحسر على الأيام الجميلة، حين كانت سيارات وليامس لا تقهر.
البعض يضع اللوم بشكل رئيسي على كلير وليامس، مديرة الفريق وابنة فرانك وليامس، مؤسس الفريق. إذ أن الفريق يهبط من سيء إلى أسوأ تحت إدارتها. وبينما لا يمكن وضع اللوم بشكل كامل على إدارة الفريق، لا شك في أن قرارات كلير وليامس لعبت دورها في تردي مستوى الفريق.
فلننظر مثلا إلى قرار الاستعانة بخدمات روبرت كوبيتسا العام الماضي. كوبيتسا موهوب بلا شك، لكنه أولا مصاب ويده غير سليمة مئة في المئة. ثانيا، أمضى فترة طويلة جدا بعيدا عن عالم الفورميولا واحد، وليست لديه أدنى خبرة في قيادة سيارات الفورميولا واحد الجديدة. خبرته؟ كلا، هذا لا يشفع له، فخبرته مختلفة تماما عما هو مطلوب اليوم. في الحقيقة لم يكن الأمر سوى صفقة مالية سعيا وراء مموليه، وقرار الاستغناء عنه كان منطقيا جدا.
للأسف، بديله لم يكن سوى الكندي نيكولاس لطيفي، سائق لم يحقق أي لقب في حياته المهنية. بل إن مجموع السباقات التي فاز بها هو سبعة سباقات لا غير، أحدها في الفورميولا 3 الإيطالية! وما لم تتفجر فجأة موهبة لطيفي هذا الموسم، فلن يكون لدى أي شخص شك في أن قرار استقدامه ليس سوى قرار تجاري آخر من قبل كلير وليامس.
الأمر الوحيد الذي يبدو جيدا في فريق وليامس هو وجود السائق الشاب جورج راسل. السيارة ربما لم تشفع له لإظهار قدراته الحقيقية، ولكن لا شك في أنه سائق بارع ويبشر بمستقبل مشرق.
الأمر الآخر الذي يدعو للتفاؤل بعض الشيء، هو أن الفريق لا يمكن بكل صراحة أن يتقهقر أكثر إلى الوراء. فالطريق الوحيد الآن يتجه صعودا، وفريق وليامس لا شك لديه القدرة على تصميم سيارة قادرة على المنافسة، على الأقل ضمن فرق الوسط، لا سيما وأن الفريق لا يزال يستخدم محركات مرسيدس القوية، وبالتالي المشكلة ليست في نظام الدفع ولكن في بنية السيارة الأساسية نفسها وتماسكها الآيروديناميكي.
السؤال هو، إلى أي مدى سيتحسن الفريق؟ هل سيكون الأمر مجرد اقتراب من فرق الوسط، أم تحول جذري في الأداء؟ لن نستغرب إذا ما كانت النتيجة اختلافا تاما عما شاهدناه الموسم الماضي.
السائقون
63 جورج راسل
الجنسية وتاريخ الميلاد: بريطاني، 15/2/1998
بطولة العالم: 0
عدد السباقات: 21
عدد الانتصارات: 0
عدد منصات التتويج: 0
عدد النقاط: 0
الانطلاق من المركز الأول: 0
توقيت أسرع لفة: 0
6 نيكولاس لطيفي
الجنسية وتاريخ الميلاد: كندي، 29/6/1995
بطولة العالم: 0
عدد السباقات: 0
عدد الانتصارات: 0
عدد منصات التتويج: 0
عدد النقاط: 0
الانطلاق من المركز الأول: 0
توقيت أسرع لفة: 0
يذكر أنه أعلن منظمو بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1، يوم أمس، عن تأجيل جولتي البحرين وفيتنام لموسم 2020. وجاء هذا القرار في ضوء الانتشار العالمي لفيروس كورونا الجديد، وكإجراء احترازي حفاظاَ على سلامة وصحة الموظفين والمشاركين في البطولة والمشجعين على حد سواء.