March 10, 2020

من سيكون البطل؟

موسم جديد على وشك أن ينطلق، وكافة فرق الفورميولا واحد تحضرت خلال التجارب الشتوية. السائقون ينتظرون بفارغ الصبر انطفاء الأضواء في ملبورن، ولكن من سيكون البطل في نهاية الموسم في أبو ظبي؟

مرسيدس AMG بتروناس

هاملتون

مخطئ كثيرا من يظن أن فريق مرسيدس وصل إلى القمة وسيبدأ الآن بالوقوع تحت الضغط للتخلي عنها. فعلى الرغم من أن الفريق سيطر تماما على مقدرات البطولة خلال السنوات الماضية، مع فوزه بلقب الصانعين والسائقين خلال السنوات الستة الماضية، إلا أنه لا يبدو أنه في صدد التخلي عن موقع الصدارة.

الأسباب لذلك متعددة، وأهمها أن الفريق يمتلك المعادلة المناسبة، والتي تتضمن محركا قويا، هيكلا على أعلى مستوى، سائقا هو بلا شك من ضمن الأفضل على مدى التاريخ، وإدارة تعي تماما حجم التحدي.

الدليل على هذا كان المفاجأة ذات العيار الثقيل التي فجرتها مرسيدس خلال التجارب الشتوية الأولى التي جرت قبل طباعة هذا العدد ببضعة أيام.

فقد أظهرت لقطات الفيديو أن مرسيدس قد طورت نظاما جديدا أطلقت عليه اسم DAS، يمكّن السائق من التحكم يدويا بزاوية ميلان العجلات الأمامية بالنسبة للخط المستقيم العمودي مع اتجاه السير، أو ما يعرف بالـ toe angle (تقرؤون المزيد عن ذلك في آخر هذا التحقيق).

هذا النظام شكل صدمة لباقي الفرق، ولكن مرسيدس لم تشك للحظة في قانونيته، إذ تبين لاحقا أن الفريق أطلع الاتحاد الدولي للسيارات عليه أثناء تطويره، وهو أمر استغرق ما يقارب العام الكامل.

مثل هذا الأمر هو ما يعطي مرسيدس التفوق في الفورميولا واحد. فمن جهة، يمتلك الفريق الموارد المالية والبشرية الكافية لتخصيص الوقت والجهد، وطبعا الموارد المالية المطلوبة لتطوير مثل هذا النظام بينما الفريق لا يزال ينافس في بطولة العالم الموسم الماضي.

هنا أيضا تبرز أهمية الفريق التقني، والذي على الرغم من أن الكثيرين اعتقدوا بأن حقبة سيارات الهايبرد الحديثة ضمن القوانين الحالية قد وصلت ذروتها من حيث التطور التقني، إلا أن ما قامت به مرسيدس يثبت أن هذا التصور غير صحيح. وهنا لا بد من إعطاء توتو وولف، مدير الفريق، الفضل في ذلك. إذ أنه أعطى لمهندسيه حرية التفكير والإبداع، فكافأوا ذلك بتقديم نظام جديد قد يبقي التفوق الواضح لمرسيدس.

ثم هناك لويس هاميلتون. إن كان هناك من شك في أن هاميلتون قد بدأ يفقد تعطشه للانتصارات، فقد وضع البريطاني حدا لذلك بأدائه المميز خلال العام الماضي. واليوم، يعد هاميلتون الجميع بأنه سيعود أقوى من ذي قبل. وهذا خبر سيء لجميع خصومه.

هاميلتون لم يعد يسعى لإثبات تفوقه في مرسيدس، إذ يبدو أن على فالتيري بوتاس زميله في الفريق أن يرتقي بمستواه بشكل واضح إن أراد أن يشكل خطرا على زميله. ما يريده هاميلتون اليوم هو تحطيم الأرقام القياسية، وإثبات أنه السائق الأنجح على الإطلاق في تاريخ البطولة، وهو أمر يبدو شبه حتمي.

الرقم القياسي في عدد الانتصارات بات قاب قوسين أو أدنى، ومعادلة رقم مايكل شوماخر بتحقيق اللقب السابع أمر واقعي بالنسبة لهاميلتون.

كذلك يسعى هاميلتون إلى توجيه ضربة لخصومه “الصغار”، شارل لوكلير وماكس فيرشتابن. كلاهما ينظر إليه اليوم على أنه بطل العالم القادم، ولكن ربما ما يسعى إليه هاميلتون هو إثبات أنه الأقوى، وأن فرصة أي منهم للظفر باللقب العالمي، يجب أن تنتظر حتى يغادر ساحة البطولة، وهو أمر لسوء حظهم قد لا يحدث قريبا، إذ يرغب هاميلتون بإضافة لقب ثامن إلى رصيده الذي يتوقع أن يرتفع إلى سبعة هذا العام.

السائقون

44 لويس هاميلتون

الجنسية وتاريخ الميلاد:   بريطاني، 7/1/1985

بطولة العالم:  6 مرات

عدد السباقات: 250

عدد الانتصارات: 84

عدد منصات التتويج: 151

عدد النقاط:  3431

الانطلاق من المركز الأول: 88

توقيت أسرع لفة:  47

77 فالتيري بوتاس

الجنسية وتاريخ الميلاد:  فنلندي، 28/8/1989

بطولة العالم:  0

عدد السباقات: 139

عدد الانتصارات:  7

عدد منصات التتويج: 45

عدد النقاط:  1289

الانطلاق من المركز الأول: 11

توقيت أسرع لفة: 13

سكودريا فيراري

متى ستحقق فيراري لقبا عالميا مرة أخرى؟ سؤال طال انتظار جوابه كثيرا لعشاق السكودريا الكثر حول العالم، إذ يعود تاريخ آخر لقب للسائقين لدى فيراري إلى عام 2007 حين حقق كيمي رايكونن اللقب.

المشكلة لدى فيراري من الصعب تحديدها بشكل واضح. فعلى الورق يمتلك الفريق كافة المؤهلات للظفر باللقب العالمي. محرك فيراري كما يعتقد غالبية المتابعين للبطولة بات ربما يتفوق على محرك مرسيدس من حيث القوة الحصانية، وبالتالي لا يمكن وضع اللوم على المحرك ووحدة الطاقة.

لكن يبدو أن الأمر يتعدى ذلك، ويتعلق بتصميم هيكل السيارة نفسه. فيراري تمتلك الخبرة والطاقم التقني البارع، ولكن على الرغم من ذلك لم تنجح إطلاقا خلال السنوات الماضية في تحدي مرسيدس.

بل للأسف، العام الماضي ربما كان الفشل الأكبر لفيراري، بعد تجارب شتوية ظهرت فيها كالفريق الأفضل، جاءت انطلاقة البطولة الحقيقية لتحطم آمال الفيراري وعشاقها، مع سيطرة مرسيدس الكاملة على بداية الموسم، وتحقيق الفريق لثمانية انتصارات في الجولات الثمانية الأولى من الموسم.

مشكلة فيراري كانت تتمثل بشقين، يتصلان ببعضهما البعض: الثبات الانسيابي والتعامل مع الإطارات. إذ يبدو أن تصميم الفيراري يفتقر أولا وأخيرا إلى التماسك الانسيابي الذي نجحت سيارات مرسيدس في تحقيقه، وبالتالي السيارة تفتقر إلى الثبات الدائم في المنعطفات. الأمر الثاني هو تأثير ذلك على الإطارات، ودرجة حرارتها وسرعة استهلاكها.

فخلال مختلف السباقات، بدت سيارات الفيراري في أكثر من مرة عاجزة عن الوصول إلى درجة الحرارة المناسبة للإطارات. فهي إما غير قادرة على رفع حرارتها بالشكل المطلوب، أو هي ترتفع بشكل أكبر من المطلوب، وبالتالي تتعرض للاهتراء في وقت قصير.

هذا العام، فيراري، بقصد أو بدون قصد، لم ترفع سقف التوقعات عاليا. إذ يبدو أن التركيز خلال التجارب سيكون على الاعتمادية وتحليل النتائج أكثر من البحث عن الأداء المطلق. ولكن هل سيكون هذا كافيا؟

سائقا فيراري، سيباستيان فيتيل وشارل لوكلير حتما يأملان ذلك. هذا الثنائي بدا للبعض أنه يشبه برميل بارود يستعد للانفجار. فيتيل، بطل العالم لأربع مرات متتالية، غير مستعد بعد لإفساح المجال أمام زميله اليافع ليأخذ مكانه كسائق أول لدى الفريق. لكن لوكلير وفي موسمه الثاني فقط في عالم الفورميولا واحد، أثبت أنه أكثر من ند لفيتيل، وتفوق عليه في نهاية الموسم بشكل واضح وصريح.

التعامل مع السائقين سيشكل معضلة لماتيا بينوتو، مدير الفريق، وإن لم ينجح بإيجاد نوع من التوازن بينهما، فربما التنافس بين الزميلين سيكون مضرا للفريق في نهاية الموسم.

لكن على بينوتو أن يقلق أكثر من تفوق مرسيدس. إذا ما نجحت السهام الفضية مرة أخرى بالسيطرة على البطولة، وبدا جليا أن فيراري لن تكون قادرة على المنافسة، فعليه التركيز على سيارة موسم 2021 منذ الآن، حين تتغير القوانين التي تحكم تصميم السيارات بالكامل، وتبدأ الفرق جميعها من نقطة الصفر تقريبا.

مشكلة بينوتو أن الوقت لن يسعفه. فإذا ما حدث ذلك السيناريو، فعلى الأغلب لن يكون متواجدا ضمن الفريق ليرى أثر ذلك. وإن تكرر سيناريو 2019 مع السائقين، فعلى الأغلب لن يكون فيتيل هناك أيضا.

السائقون

5 سيباستيان فيتيل

الجنسية وتاريخ الميلاد:  ألماني، 3/7/1087

بطولة العالم:  4 مرات

عدد السباقات: 240

عدد الانتصارات:  53

عدد منصات التتويج: 120

عدد النقاط: 2985

الانطلاق من المركز الأول: 57

توقيت أسرع لفة:  38

16 شارل لوكلير

الجنسية وتاريخ الميلاد: موناكو، 16/10/1997

بطولة العالم: 0

عدد السباقات: 42

عدد الانتصارات:  2

عدد منصات التتويج: 10

عدد النقاط:  303

الانطلاق من المركز الأول: 7

توقيت أسرع لفة:  4

أهم المقالات

توصيل من مكة الى مطار جدة

توصيل من مطار جدة الى مكة

كارلفت

ريكفري