من حرقة قلبي أتكلم. وبأسف شديد لقد توقفت عن المشاركة في راليات دولة الامارات. ماذا حدث؟ وما هي الأسباب؟
بحدود عام 2003، كانت دولة الامارات تنظم 6 راليات صحراوية وطنية في السنة وكانت من أنجح الراليات في منطقة الخليج العربي مع مشاركة أكثر من 40 سيارة من مختلف البلدان المجاورة.
عام 2007 و2008 شدد رئيس نادي الإمارات للسيارات والسياحة محمد بن سليّم على ضرورة أن تكون سيارات الرالي مطابقة لمواصفات FIA وخاضعة لمعايير السلامة، كونه الممثل الرسمي للاتحاد الدولي للسيارات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولقد حفّزت المخاوف المتعلقة بالسلامة الإتحاد الدولي للسيارات لإطلاق حملة مؤخرا للقضاء على الفعاليات غير المصرح بها. تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي للسيارات وهو اللجنة الأولمبية الدولية يُعرف بإسم الاتحاد. نذكر من مهامه: ضرورة تعزيز مسابقات رياضة السيارات كمسابقات آمنة ومستدامة من خلال زرع ثقافة سلامة قوية وذلك عن طريق هيئاتها الوطنية.
إن حملة الحد من فعاليات رياضة السيارات غير المصرح بها تمّ الإشراف عليها من قبل رئيس الإتحاد الدولي للسيارات ,جون تودت وبدعم كامل من الهيئات المحلية مثل نادي الإمارات للسيارات والسياحة. ويقوم نادي الإمارات للسيارات والسياحة، باعتباره الممثل الرسمي للإتحاد الدولي للسيارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدوره في ضمان أن جلّ معاييره قد تمّ الإلتزام بها و ذلك تحت إشراف رئيس النادي الدكتور محمد بن سليّم.
لكنّ عملية طلب تنفيذ قوانين السلامة بحذافيرها رفع كلفة السيارة إلى أسعار خيالية ما صعّب جدا على السائقين تحضير سياراتهم للمشاركة من دون دعم أي سبونسر أو نادي. رفع أسعار المشاركة وتحضير السيارة بجميع معايير السلامة صعّب أي سائق عملية المشاركة. فلماذا كل هذا التشديد رغم عدم وقوع إصابات تذكر متعلقة بالسلامة في الراليات السابقة؟
قوانين صارمة حرمت العديد من الشباب قدرة المشاركة في الراليات الوطنية وجعل البطولة تنخفض من 40 سيارة إلى 6 سيارات، وبسبب انخفاض عدد المشاركين، قام بن سليّم بإلغاء بطولة الامارات للراليات الصحراوية.
وفي إحدى المؤتمرات، سألت بن سليم كسائق راليات عن سبب توقيف البطولة فأجاب: “أمّن لي عدد كبير من المشاركين لكي أحضر لكم رالي”. فكان امتعاض من الجمهور أن العكس هو الصحيح، فعلى الدولة تنظيم الرالي بطريقة مشجعة على استقطاب الشباب ورفع عدد المشاركين.
ما هو الخطر الأساسي من إلغاء البطولة؟
هناك جيل جديد محب للسرعة وأغلب الشباب يسارعون على الطرقات ويقومون بالانجراف والدريفت على الطرقات العامة وفي الأماكن البعيدة عن أعين الشرطة وبطريقة مخالفة للقوانين تعرض السلامة لعامة للخطر. هذه الآفة في ارتفاع متزايد وذلك بسبب عدم قدرة الشباب على المشاركة في أي نشاطات متعلقة بالسيارات والسرعة في الامارات نتيجة ارتفاع المبلغ المالي الخاص بتحضير السيارة لأي منافسة.
وفيما تقع المسؤولية على الدولة التي يجب أن تلجم لجوء الشباب إلى الطرقات العامة للانجراف والسرعة عبر انشاء نشاطات خاصة بالسيارات ضمن ميزانيات مقبولة تسمح للشباب المشاركة بها، وتشجيع هذه العملية. تقع المسؤولية أيضا من جهة أخرى على الأندية الرسمية والمختصة التي تعني براليات السيارات والتي يبدو أنها غير مهتمة بمساعدة الجيل الجديد ودعم الشباب عبر تقديم سبونسر أو مساعدة فنية أو غيره.
صحيح أنه عندما يتم إدارة ومراقبة رياضة السيارات بشكل جيّد، حينها فقط تتراجع المخاطر بشكل كبير ويكون الجميع بداية من السائقين حتى المتفرّجين في بيئة أكثر أمنا وسلامة. ولكن على الدولة والقطاع الخاص أيضا المساهمة في ذلك! إن كان يسعى نادي الإمارات للسيارات والسياحة دائما إلى ضمان اعتماد أعلى معايير السلامة في جميع الفعاليات المصرّح بها لحماية المنافسين والمتفرّجين على حد سواء، فيجب عليه في الاتجاه المقابل أيضا إعادة النظر بالتكلفة وبقدرة الشباب على المشاركة عسى أن نضع حدا للفلتان الموجود على ساحة رياضة المحركات.
للمزيد من الموضوعات والأخبار، تابعونا على فيسبوك AlamAlsayarat
وعلى تويتر @Alamalsayarat وانستجرام @Alamalsayarat