منذ العام 1897 ينعقد معرض فرانكفوت للسيارات في شهر أيلول/سبتمبر في ألمانيا وهو يضم عروض لمعظم العلامات التجارية المصنعة للسيارات وأكثر ما يبرز من هذه العلامات هي السيارات الألمانية أي شركات البلد المضيف للمعرض.
وكما هو الحال في كل دورة يتنافس مصنعو السيارات على تقديم عروضهم وإظهار أبرز ما تحتويه سياراتهم من تكنولوجيات خلال هذا فترة العرض.
ولم تختلف الدورة السابعة والستين من معرض فرانكفورت الدولي للسيارات عن سابقاتها في الأعوام الماضية كثيراً من حيث روحية المنافسة على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والهندسة الميكانيكية والتصاميم في هذا المجال إلا أن هذه الدورة تميزت بأمرين مهمين وكبيرين:
– القيادة الذاتية
– والكهربة
فقد شهد معرض فرانكفورت الـ67 الدولي للسيارات عرضاً مكثفاً أكثر من غيره من المعارض لتكنولوجيات الكهربة خصوصاً فقد كان من دون تردد أهم معارض السيارات حتى الآن ليس بسبب وجود منتجات جديدة فحسب إنما بسبب الحديث المتواصل للعارضين عو رؤاهم لما ستكون عليه السيارات في العام 2025.
رؤية 2030
غير أن رؤية فولكس واجن على ما يبدو ستكون ممتدة إلى ما بعد هذه الفترة بخمس سنوات وتحديداً لعام 2030. فقد قال الرئيس التنفيذي لشركة فولكس واجن ماتياس مولر خلال معرض فرانكفورت للسيارات أن “كل نموذج من مجموعات نماذج فولكس واجن الـ300 سيتم تقديمها بشكل من الأشكال كنماذج كهربائية بحلول عام 2030”.
وسوف تتراوح كهربة هذه السيارات بين نظام 48 فولت “الشبه هجين” وبين النماذج الكهربائية بالكامل، ولكن كل ماركة من مان إلى بوجاتي ستشارك في هذا الأمر.
ويتابع مولر أن “هذا الأمر ليس من قبيل الإعلان الغامض للنوايا. بل هو عبارة عن التزام قوي جداً، إبتداءً من اليوم، حيث سيصبح المقياس الذي نقيس أداءنا بناءً عليه”، مؤكداً “أن التحول في صناعتنا لا يمكن وقفه. وسوف نكون في طليعة وقيادة هذا التحول”.
متطلبات الكهربة
ووفقا لتقديرات شركة فولكس واجن، فإن ما يصل إلى ربع سياراتها الجديدة ستكون كهربائية بالكامل بحلول عام 2025 وتتوقع الشركة أنها سوف تحتاج لأكثر من 150 جيجاوات/ساعة من سعة البطارية سنويا لتشغيل هذا الأسطول.
وبحسب موقع “في دبليو فورتكس” فإن هذا الأمر يعادل أربعة معامل ضخمة تقوم بضخ خلايا البطارية، ومن أجل تمويل هذا التحرك ستبدأ فولكس واجن بعملية تمويل ضخمة قد تصل إلى 50 مليار يورو.
مقومات النجاح
ويشير مولر إلى أنه “بالنسبة لنا، فإن تحول قطاع النقل والتحول في آلية إنتاج الطاقة هما أمران لا ينفصلان. ومن شأن خلق بنية تحتية شاملة للشحن السريع – في المدن وعلى الطرق السريعة – أن يكون حاسما للنجاح في هذه المهمة”.
وأكد مولر قناعته بأن “هذا التحول سوف يلاقي النجاح في حال عمل السياسيون على دعم صناعة الطاقة, وصناع السيارات سوف يعملون على تسخير قدراتهم يداً بيد”.
ولكن فولكس واجن لم تنته بعد من محرك الإحتراق الداخلي. على الرغم من أنها مقتنعة بأن المحرك الكهربائي هو المستقبل، فإنه لا زال من الضروري إستخدام التكنولوجيا الحالية لسد الفجوة التي قد تواجه الصناعة لتلبية الرؤية نحو المستقبل. وتواصل المجموعة العمل على زيادة كفاءة ونظافة محركات الديزل، وفي الوقت نفسه تحسين محركات الغاز الطبيعي.
وقال مولر: “في الوقت الحالي، سنقدم طيفاً كاملاً – من المحركات التقليدية إلى الكهربائية بالكامل – لتمكين عملية التنقل الجماعية المستدامة وبأسعار معقولة”. وختم قائلاً: “نحن لسنا تعسفيين. إنما نستمع الى صوت العقل”.
أسباب التحول نحو الكهربة
هناك أسباب عديدة لطموحات فولكس واجن الكهربائية أبرزها قد يكون ما تعرضت له بسبب فضيحة إنبعاثات الديزل قبل سنتين وتحديداً في شهر أيلول من العام 2015 الأمر الذي دفع بها إلى التركيز على كهربة السيارات الذي إنطلق مع مفهوم سيارة آي دي باز.
تجدر الإشارة إلى أن فضيحة الديزل لفولكس واجن بدأت عندما اكتشف المراقبون وبعض المنظمات في الولايات المتحدة الأميركية تلاعب فولكسفاغن بمعايير الانبعاثات الكربونية في عروضها المدعمة بمحركات ديزل, فقامت وكالة حماية البيئة الأميركية بإجراءات ضد فولكسفاغن نتيجة إحتواء ما لا يقل عن 11 مليون سيارة من سياراتها حول العالم لبرنامج الغش في إظهار الإنبعاثات الحقيقية الصادرة عن السيارة.
وقد أعلن رئيس فولكس واجن ماتياس مولر إثر ذلك خطة لزيادة التركيز على السيارات الكهربائية في إطار سعيه لتجاوز فضيحة الإنبعاثات.
يذكر انه بامكانكم متابعتنا على تويتر @Alamalsayarat.
تابعوا المزيد من الأخبار
حتى بوجاتي تحولت إلى الكهربة.. لمزيد من الأداء!