July 23, 2025

نيسان تُغلق مصنعها المحوري في المكسيك: هل تُسلم مفتاح الفرصة الذهبية للسيارات الصينية؟

مقدمة: تُعاني نيسان (Nissan) من عاصفة مثالية تجمع بين مشاكل مالية قائمة وتأثيرات التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب، ومن بين ضحايا هذه العاصفة هو أحد المصانع التي تدين لها الشركة اليابانية بجزء كبير من نجاحها السابق. تُشير التقارير إلى أن نيسان تُغلق مصنعها في سيفاك (Civac) بالمكسيك، وهو أول مصنع أسسته خارج بلدها الأم منذ ما يقرب من 60 عاماً.

فهل يُعد هذا الإغلاق، الذي قد يبدو كارثة لنيسان، فرصة ذهبية لشركات صناعة السيارات الصينية الطموحة للسيطرة على السوق الأمريكية؟ وما هي تداعيات هذا القرار على مستقبل نيسان وعمالها؟

إغلاق مصنع سيفاك: نهاية حقبة وبداية فرص جديدة

يُشير تقرير جديد إلى أن نيسان ستُغلق مصنعها في سيفاك بالمكسيك بحلول عام 2027. يُنتج موقع سيفاك في جيوتيبيك حالياً شاحنات البيك أب نافارا (Navara) وفرونتير (Frontier) لأمريكا اللاتينية، لكن إنتاج كليهما سيتم نقله إلى مصنع الشركة في أغواسكالينتس (Aguascalientes)، أيضاً في المكسيك. سيُغلق مصنع سيفاك قبل مارس 2027، وفقاً لـ Auto News، التي تُفيد بأن المصنع على وشك إنتاج 57,000 مركبة فقط هذا العام، وهو خُمس العدد الذي أنتجه قبل أقل من عقد من الزمان. لم تُؤكد نيسان الإغلاق رسمياً بعد.

إعادة تنظيم الإنتاج وتخفيضات مستقبلية

أصبح نقل الشاحنات إلى أغواسكالينتس ممكناً لأن نيسان تُوقف إنتاج طراز فيرسا (Versa) ومن المرجح أن تُنهي مشروعاً مشتركاً مع مرسيدس يعتمد حالياً على المصنع. سينتهي إنتاج إنفينيتي QX50 و QX55 هذا العام، وستتوقف مرسيدس عن إنتاج GLB ذات الصلة، إلى جانب المشروع المشترك بين نيسان-بنز، في أوائل العام المقبل.

تسعى نيسان بشدة لخفض التكاليف، بعد أن شهدت انخفاضاً في المبيعات وتراكماً في الخسائر، كما أن تعريفات ترامب الجمركية بنسبة 30% على السلع المستوردة إلى أمريكا من المكسيك تعني أن بناء السيارات جنوب الحدود الأمريكية لم يعد منطقياً.

ومع ذلك، فإن سيفاك ليس الموقع الوحيد الذي سيتم إغلاقه. تخطط نيسان لإغلاق ستة مصانع أخرى بحلول عام 2027 حول العالم، بما في ذلك مصنعها التاريخي في أوباما (Oppama) باليابان، والذي افتتح عام 1961. وستظل مصانع الشركة في الولايات المتحدة تعمل.

فرصة ذهبية للعلامات التجارية الصينية في أمريكا الشمالية؟

وفقاً لتقرير من Auto News، فإن الوضع حساس بالنسبة لنيسان لأن خُمس مبيعاتها في أمريكا الشمالية تأتي من المكسيك، وتسريح آلاف العمال لن يُحسن صورة فرع نيسان المحلي. لكن هؤلاء العمال في موقع سيفاك القديم وغير المستغل قد لا يبقون عاطلين عن العمل لفترة طويلة.

فقد تُغري علامة تجارية صينية تبحث عن موطئ قدم في أمريكا الشمالية فكرة الاستفادة من قوة عاملة مدربة والبنية التحتية القائمة للمصنع التي توفر التكاليف. هذا قد يُشكل فرصة استراتيجية للشركات الصينية لتجاوز الحواجز التجارية ودخول سوق أمريكا الشمالية بقوة.

البحث عن حلفاء في صناعة متغيرة

بالإضافة إلى خفض التكاليف عن طريق إغلاق المصانع، لا تزال نيسان تبحث عن حليف بعد فشل محادثات الاندماج مع هوندا، والتي يُزعم أنها انهارت لأن هوندا كانت تنظر إليها على أنها استحواذ. لكن يبدو أن الشركتين لم تقطعا العلاقات تماماً. يُقال إن الشركتين ستعملان على تطوير مشترك للبرمجيات قد يظهر في سيارات كلتا العلامتين التجاريتين بحلول نهاية العقد.

أهم المقالات