من الخطأ الاعتقاد بأن رخصة السوق هي حق أو هدية يتم منحها للجميع من دون استثناء، وبأن قدرة القيادة بمهارة هي شيء طبيعي. فرخصة القيادة امتياز يخضع لشروط صارمة يجب احترامها، ويُكتسب بالعلم والمهارة والإتقان ومعرفة قانون السير والتمرين الدائم. علماً بأنه في غير دول تحتفظ الجهة المانحة بحق حجزها أو إلغائها عند المخالفة.
كذلك يمكن تشبيه قيادة المركبة بمهارة إلى وظيفة ذات دوام كامل وتحتاج إلى التركيز والانتباه التام. فمقعد السائق ليس مكانا لأحلام اليقظة، أو لشخص غاضب أو مشوش الأفكار. أين أنت من أنواع السائقين على الطرقات؟ وإلى أي نوع تنتمي؟
وبالتالي، العلم والخبرة هما الركيزتان الأساسيتان لاكتساب قدرة القيادة بمهارة لأي نوع من المركبات. وتظهر المهارة في المناورة والتقيّد بأصول القيادة السليمة والتركيز الدقيق على حركة السير كما تظهر في الحكم الجيّد والتوقيت المناسب ضمن حركة السير مع مراعاة السائقين الآخرين.
أنواع وأساليب تعلم قدرة القيادة بمهارة
1 – التعلم السطحي:
من الخطأ الاعتقاد بأن قيادة المركبات تقتصر على بعض القواعد البسيطة، لأنه غالبا ما يؤدي الاستهتار بهذه القواعد إلى زيادة المخاطر والتعرض لحوادث السير والاصابات الناتجة عنها.
القيادة في عصرنا الحالي تتطلّب أكثر بكثير من التعلم السطحي والبدائي: فهي تتطلب احتراف القيادة على أساس علمي، خاصة مع الازدياد الكبير لحركة السير خلال العقود الماضية، وصدور الكثير من التشريعات والأنظمة الجديدة في معظم دول العالم التي تسعى إلى تطوير أصول قيادة المركبات بشكل محترف يراعي مبادئ سلامة السير.
2 – التعلم العميق:
يجب أن تناقش أصول قيادة المركبات على أنواعها والتعلّم بجديّة، لذلك على الفرد الذي يريد أن يحافظ على سلامته وسلامة الآخرين مواصلة اكتسابه المعرفة والخبرة على مدى الحياة بالتعلم العميق والمستدام. ماذا يعني التعلم المستدام؟ أي أن يبقى السائق مستعدا للتعلم من خبرته خلال السير ليطور طريقة قيادته إلى مستويات أفضل، له وللآخرين.
الهدف الرئيسي من التعلم هو اكتساب المزيد من قدرة المحافظة على حياة السائق ومستعملي الطريق، عبر الالتزام الجاد بمبادئ سلامة السير وفهم ميكانيكية حركته والالتزام بأخلاقيات القيادة. وهذا بالضبط ما نسعى إليه في موقع عالم السيارات كمساهمة في تطوير التعليم الجاد والمستدام لأصول قيادة مختلف أنواع المركبات قبل وبعد الحصول على رخصة القيادة.
3 – التعلم الإضافي:
يتطلب التعلم، خصوصا عند المبتدئين، الكثير من التمارين المتكررة والاضافية بهدف ترسيخ المعرفة في ذهن السائق، وتمكينه من السيطرة على المركبة والتحكم بها وعدم نسيان القواعد والخبرات المكتسبة. لذلك، من المهم أن يطّلع السائق دوما على التقنيات التي تساعده على القيادة بشكل آمن وتعلّمها وحفظها وتطبيقها. لأن ما تعتبره عزيزي السائق إضافيا اليوم قد يكون ضروريا في الغد.