يطل هذا العام معرض الالكترونيات الإستهلاكية CES، وفي جعبته الكثير من أجدد وأحدث وأكثر التكنولوجيات تقدماً. وقد شارك العديد من مصنعي السيارات في هذا المعرض لإستعراض أجدد وأبرز ما لديها من تكنولوجيات، لإظهار مدى مواكبتها لمتطلبات العصر الحديث على كافة المستويات.
فورد كان لها حصة في هذا المعرض المخصص للالكترونيات الإستهلاكية، حيث أعلنت الشركة عن أنها سوف تقوم بإنشاء سحابة مفتوحة، مبنية على أساس منصة من شأنها أن تسمح لأجزاء مختلفة من نظام النقل في المدينة بالعمل سوية من أجل نقل الناس بأمان وأكثر كفاءة. وسوف تقوم المنصة على مشاركة وتبادل البيانات في الوقت الحقيقي بين مجموعة متنوعة من وسائل النقل والأشخاص المرتبطين بها، من المركبات الشخصية للمشاة والدراجات والنقل العام وإشارات المرور، ومواقع وقوف السيارات.
لقد سمعنا جميعاً عن السيارات التي تنقل بيانات حركة المرور وتحذيرات الطريق للمركبات الأخرى على الطريق، ولكن فورد سوف تقوم بأخذ هذه الفكرة أي فكرة الإتصال نحو خطوات أبعد من ذلك ربما بكثير.
فيمكن لبيانات الوقت الفعلي أن تمكن المنصة من تحسين تدفق حركة المرور عبر العديد من الوسائط، مما يقلل من الازدحام في المدن. والأهم من ذلك، يمكن لمطوري التطبيقات والشركات الوصول إلى قدرات المنصة لإنشاء خدمات جديدة لمساعدة العملاء على التنقل بسهولة أكبر.
ويمكنها أيضاً أن تتأكد من أن المركبات ذاتية القيادة المخصصة لنقل الركاب كسيارات الأجرة، لا تسير من دون ركاب خلال حركة المرور في ساعات الذروة، أو حتى إنشاء مناطق تحميل وتنزيل للركاب أكثر أمانا لهذه المركبات وللركاب على حد سواء.
من ناحيتها تعمل شركة ليفت حاليا على إختبار المنصة التي ينبغي أن تساعد في نشر السيارات الذاتية القيادة إلى مناطق مختلفة من المدينة على أساس الطلب. كما أنه بإمكان هذا الأمر أن يكون جزءا حاسما في الهدف الذي تسعى فورد إلى تحقيقه عبر تقديم سيارات ركوب ذاتية القيادة بحلول عام 2021.
من جهة أخرى يمكن للمشاة إرسال إشارات إلى السيارات عبر هواتفهم النقالة، مما يساعد الآخرين على الكشف عن وجودهم.
وفي المستقبل، يمكن لأضواء تحذير المركبات من حادث محتمل أو وضع خطير أن تتمكن من منع المزيد من المتاعب على الطريق.
ويمكن أيضاً أن تساعد التكنولوجيا على الحد من التلوث عن طريق السماح للمدن بتحديد مناطق محددة حيث يجب أن تقود المركبات التي تعمل بوضعية كهربائية بالكامل. وتشمل التطبيقات الأخرى إدارة الهوية، ومعالجة الدفع، والخدمات القائمة على الموقع.
ولإنشاء منصة جديدة، تشترك فورد مع شركة أوتونوميك، وهي شركة مقرها في وادي السيليكون، وتتمتع بخبرة في مجال الأنظمة السحابية والموزعة. كما تعاونت شركة صناعة السيارات مع شركة “كوالكوم” لاستكشاف إمكانات التكنولوجيا “المركبة إلى كل شيء” الخلوية التي تستخدم تقنيات لاسلكية متقدمة لربط أجزاء مختلفة من نظام النقل معا. وفي هذا الإطار، تقول فورد أن هذا النوع من الاتصال لا يتطلب تغطية أو اشتراك خلوي من أجل أن يعمل. وفي المستقبل القريب، يمكن أن تأتي محطات التوقف والتقاطعات مجهزة بنظام الإتصالات 5G، وسوف تحتاج المركبات لتقديم التكنولوجيا لدعم هذا النظام.
على الرغم من أنها ليست فكرة متمادية تماما كما هو الحال مع فكرة خدمة التوصيل من دون طيار، فقد أبرمت فورد شراكة مع بوستمايتس من أجل تسهيل وصول العملاء إلى السلع التي يحتاجونها في المدن. كما أن شركة فورد وشركة التوصيل عند الطلب ستقومان بإستكشاف الطرق التي يمكن للمركبات الذاتية القيادة السير عليها لإرسال البضائع إلى الأشخاص بشكل أكثر كفاءة.
وتقول فورد أن هذه الخطوة يمكن أن تساعد في دعم الشركات المحلية من خلال توسيع نطاق وصولها إلى ما وراء الأحياء المحددة.