أكتوبر 26, 2018

القيادة عن طريق التجربة والتقليد: آمنة أم خطيرة؟

من الطبيعي جدا أن يتبع السائق حركة السير التي يراها أمامه يوميا، ليتعلم من خلال القيادة عن طريق التجربة والتقليد عددا من السلوكيات المرتبطة بالقدرة على القيادة بشكل مختلف. ولكن هذا الاختلاف لا يكون دائما إيجابيا، بل قد يكون سلبيا جدا خصوصا لدى السائقين الجدد الذين لا يملكون خبرة كافية بأصول وقواعد وأخلاقيات القيادة، بحيث تختلف أنواع السائقين وفق سلوكياتهم وراء المقود.

يتطلب التعلم، خصوصا عند السائقين المبتدئين، الكثير من التمارين المتكررة والاضافية بهدف ترسيخ المعرفة في ذهن السائق، وتمكينه من السيطرة على المركبة والتحكم بها وعدم نسيان القواعد والخبرات المكتسبة. لذلك، من المهم أن يطّلع السائق دوما على التقنيات والنصائح التي تساعده على القيادة بشكل آمن وتعلّمها وحفظها وتطبيقها بشكل سليم. لأن ما تعتبره عزيزي السائق إضافيا اليوم قد يكون ضروريا في الغد.

الأهم في هذا الموضوع هو أن تعلم السائق لقدرة القيادة بمهارة لا يجوز أن يكون من خلال القيادة عن طريق التجربة والتقليد للآخرين. فعادة ما يخطئ السائقون بعدد كبير من تقديراتهم، وبالتالي اعتياد تقليد بعض هذه التصرفات يؤثر على السلوك وراء مقود السيارة.

القيادة عن طريق التجربة والتقليد: سلبية أم إيجابية؟

يبدو من الواضح أن سلبيات هذا الأسلوب أكثر من إيجابياته، خصوصا أنه ليس مبنيا على منهج كامل بل على أجزاء مقتطفة قد يظنها المبتدئ كافية لقيادة السيارة بشكل آمن.

وتعلم القيادة عن طريق التجربة والتقليد على الطرقات العامة هو مجازفة خطيرة للغاية لأنه يرسخ في العقول عن غير قصد أخطاء في تقنيات السوق وعجز عن اثبات النفس في القيادة ما قد يؤدي إلى حوادث مميتة لا تحمد عقباها.

أما التعلم عن طريق تقليد الأهل والأصدقاء، فقد يكون إيجابيا إذا كان الشخص الذي يعلّم يقود بطريقة جيدة، وسلبيا إذا كان يقود بطريقة مشينة.

من المفيد جدا القيادة طبقاً للأسلوب الذي تلقّاه المرء من المدرسة، أو من الجهة المرخّصة لتعليم قيادة المركبات، وهو أسلوب يراعي القانون، من حيث المحافظة على سرعة معيّنة، وعلى السير بخط مستقيم رغم وجود حركة سير تعمّها الفوضى. فبهذه الطريقة تنتقل عدوى الانضباط إلى باقي السائقين لأنه لا يحق لشخص إرغام السائق على القيادة بطريقة سيئة، إذ أن أخطاء الآخرين لا تبرر أبدا أخطاءنا.

أهم المقالات