مارس 28, 2018

تكنولوجيا التحكم الصوتي بخدمات السيارة: أهميتها وسبل التطبيق

استخدام تكنولوجيا التحكم الصوتي بالخدمات التي توفرها بعض السيارات اليوم ما زالت غير واضحة المعالم. فالموضوع أشبه بلعبة كوميدية تضحكنا أحيانا وتزعجنا تارة بحسب قدرتها على تلبية طلبات السائق. إذ يبدو غالبا أن استخدام هذه التقنيات أمر محدود القدرات ومحبط للغاية. وكثيرا ما تعاني حين تحاول طلب رقم هاتف عند ذكر اسم الشخص، خاصة إن كان اللفظ يختلف كثيرا باللغة العربية مثالا عن طريقة تخزينه في الهاتف بالإنجليزية.

ولكن يبدو أن شركات السيارات تعي بأن الأمر يتحسن يوما بعد يوم، وأن الذكاء الاصطناعي سريعا ما سيكون قادرا على التفاهم بشكل أفضل مع السائق وإدراك الأوامر الحقيقية المطلوبة. عندها لن يقتصر الأمر على الاتصال.

نيسان وفورد وفولكس فاجن هم أبرز الصانعين الكبار الذين يتصورون القيادة في المستقبل عبر الاتكال على الذكاء الاصطناعي وقدرة الحوسبة السحابية للسيطرة على وظائف السيارة، بما يسمح للسائق بإعطاء الأوامر بشكل حر.

تكنولوجيا التحكم الصوتي

تكنولوجيا التحكم الصوتي بالخدمات

ولتحقيق هذه الأهداف المستقبلية الطموحة، قامت شركات السيارات بتجنيد عمالقة التكنولوجيا خدمة للبحوث والمشاريع التي يتم العمل على تطبيقها؛ مايكروسوفت في حالة نيسان، وأمازون في حالة فولكس فاجن.

فولكس فاجن على سبيل المثال، تسعى إلى دمج صوت المساعد الشخصي من أمازون والمعروف بـ “أليكسا” مع تطبيقات وخدمات سياراتها. والهدف من ذلك أن نكون قادرين على استخدام “أليكسا” خلال القيادة لتسهيل تفاصيل حياتنا اليومية، كإضافة تذكير إلى قائمة التسوق الخاصة بنا، أو تشغيل الأضواء في منزلنا المتصل، أو طلب الاستماع إلى فيديو معين وغيره. فيما تاريخ تنشيط هذه الخدمة يبقى غامضا.

من جهتها، تحاول فورد أيضا بدء العمل مع “أليكسا” عندما تقوم بتشغيل زر الصوت في السيارة. إذ تعدنا الشركة بالقدرة على طلب تقارير الطقس، والسيطرة على الموسيقى الخاصة بنا، وإضافة قائمة للتسوق وشراء المقتنيات الخاصة. كما يمكننا الوصول إلى ميزات السيارة من داخل المنزل، وذلك عبر استخدام أمازون لطلب تحمية السيارة قبل خروجنا أو متابعة سعة خزان الوقود وغيره.

سوف تعتقد بالتأكيد أن هذه الميزات المحدودة متاحة بالفعل عبر التطبيقات، ولا ضرورة لدمجها بنظام السيارة عبر أمازون. ولكن عزيزي السائق، استبدال دقائق من العمل على الهاتف الذكي بدردشة سريعة مع “أليكسا” هو أمر مثير للاهتمام فعلا وملاءم للتطور التكنولوجي وأكثر عملانية.

تكنولوجيا التحكم الصوتي

دوافع خفيّة!

الدافع البديهي والأبرز هو الإعلانات وبيع البضائع. سيارة فولكس فاجن مثلا سوف تأمر “أليكسا” بشراء شفرات ممسحة جديدة، لأنها تعرف سيارتك بأدق تفاصيلها ومواصفاتها. كما أن هذه الخطة أكثر جاذبية للسائقين. يكفي أن نشاهد محتوى أمازون برايم في السيارة!

هذه هي رؤية نيسان أيضا، مع السماح للسائقين بمشاهدة محتوى أمازون أثناء عمل نظام القيادة الذاتية. فمن البديهي أن يحتاج السائق والركاب إلى التسلية بما انه لا يقود السيارة، من هنا يظهر الاهتمام الجلي والمتزايد باستهلاك وسائل الإعلام الإجتماعي، والإنترنت، ومكالمات سكايب، وأمور العمل، وغيره.

يبقى ضرورة الإشارة إلى أن هذا التطور التكنولوجي الآتي لا محالة سوف يساهم في إعادة تصور المقصورة الداخلية في السيارات المستقبلية، بحيث تصبح اللغة الطبيعية للشعب سهلة جدا لتشغيل السيارات، مع القضاء على المفاتيح التقليدية وازدياد عدد الشاشات، وبطبيعة الحال ازدياد ميزات السلامة العامة والمواصفات التي تؤمن سلامة التنقل بشكل كبير.

أهم المقالات