جميل أن ندخل في بعض القصص التاريخية التي أدت إلى ولادة سيارات أسطورية اشتهرت حول العالم.
كيف لا وغالباً ما يكون في هذه القصص أسماء لأشخاص تركوا بصماتهم في العالم بطريقة من الطرق.
من هذه القصص، ولادة سيارة الشعب البيتل، وارتباطها بإسمين كبيرين.
تحت نظام هتلر، انطلق سباق للحاق بإنتاج الولايات المتحدة وبريطانيا، لا سيما في ضوء تلميحات لحرب قادمة. وفي الوقت نفسه، أخفى النظام نواياه عن الشعب الألماني واعدا إياه بتحسين مستوى المعيشة. استغل هتلر معرض جنيف الدولي للسيارات في عام ١٩٣٤ ليعلن عن نيته عن إنتاج « سيارة الشعب »، سيارة تكون في متناول الجميع بالاعتماد على الإنتاج الضخم والاستهلاك الكبير. حتى يتجسد حلم الدكتاتور بإعطاء الألمان نسخة ألمانية من سيارة فورد طراز تي. أقنع هتلر صناع القرار في نقابة صناعة السيارات بتوقيع عقد مع شركة بورشيه لإنتاج هذه السيارة الجديدة، التي تمولها الدولة. وبالتنسيق مع شركة بورشيه، رسمت خطوط أول سيارة ألمانية لفولكس فاجن.
قبل هذا الإعلان في عام ١٩٣٤، كان النظام قد أعطى المهندس فرديناند بورشيه عشرة أشهر لبناء النموذج الأولي. وخلافا للاعتقاد السائد، فليس هتلر من اتصل بفرديناند بورشيه. بل العكس في الواقع، فبورشيه هو من اتصل بوزارة النقل، وقدم في ١٧ يناير ١٩٣٤ رؤيته للسيارة الشعبية. وبعد ذلك، اتصل هتلر ببورشيه لإجراء مقابلة شخصية في برلين. في عام ١٩٣٣، رتب يعقوب فرلين، وكيل شركة مرسيدس بنز، للقاء بين هتلر وفرديناند بورشيه، في تكتم بفندق كايسرهف في برلين.
كانت كراسة المواصفات التي وضعتها الحكومة الألمانية ضاغطة. فقد حدد هتلر في خطابه الحد الأقصى للسعر بأقل من ١٠٠٠ رايخ مارك، لتتناسب مع أكبر عدد من الألمان. وكان يجب صنع سيارة قوية ولكن اقتصادية عند الشراء وعند الاستخدام. سيارة مزودة بمحرك ١ ليتر لا يستهلك أكثر من ٥ ليتر من البنزين في ١٠٠ كم وبسرعة تصل إلى ١٠٠ كم/ساعة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون السيارة الجديدة قادرة على نقل مريح لأربعة أو خمسة أشخاص. وحدد الوزن الأقصى بـ ٦٠٠ كغ. ولكون مستودعات السيارات نادرة جدا في ذلك الوقت، اشترط أن تكون السيارة قادرة على الصمود أمام كل حالات الطقس، وخاصة البرد.
في أي ظروف تم تصنيعها؟ تابع في الصفحة التالية>>>