ديسمبر 02, 2014

لهذه الأسباب.. لا تعطي سيارتك للفاليه باركينغ !

كتبت الصحافية سلوى أبو شقرا في صحيفة النهار اللبنانية موضوعا بعنوان: “دفع مليون ليرة بعدما ركن الفاليه سيارته”، وإليكم أبرز ما جاء فيه:

“الفاليه باركينغ” أصبح من روتين حياتنا اليومي، الذي يبدو أنّه من المستبعد الاستغناء عنه أو الانقلاب عليه. هذه المهنة التي راجت في لبنان من باب المظاهر ولفت الانتباه، كما من باب توفير الوقت والجهد والعناء وحرق الأعصاب بحثاً عن موقف للسيارة، لم تعد تقتصر على المطاعم والملاهي الليلية، وإن كانت تعتبر الركيزة الأساسية لها، بل أصبحت متوافرة لدى المؤسسات والمراكز التجارية والمكتبات والنوادي الرياضية.

وفي وقتٍ يتباهى أصحاب المقاهي والمطاعم في ركن السيارات الفخمة أمام المداخل للدلالة على المستوى الرفيع للزبائن الذين يقصدونهم، يبدو أنَّ أصحاب شركات “الفاليه باركينيغ” طرحوا أنفسهم بقوَّة على المطاعم والمؤسسات، فباتوا يوزعون شبابهم على الطرقات، ليتحكّم هؤلاء الشبان بدورهم بسيارات الزبائن وبالتسعيرة، كأنَّ ما من حسيب أو رقيب.

الفاليه باركينغ.. مافيا؟

قصدت رولا وأصدقاؤها أحد النوادي الليلية في بيروت، نزلت من السيارة وتركتها للفاليه باركينغ وقد نسيت في اللوح الأمامي داخل السيارة مبلغاً وقدره 700 ألف ليرة لبنانية. بعد انتهاء السهرة، خرجت رولا وصعدت إلى السيارة التي جلبها الفاليه، لتتفاجأ بأنَّ المبلغ لم يعد موجوداً. اتصلت في اليوم التالي بالمكان وتلاسنت ومدير المطعم مطالبةً بحقّها، ثمَّ عادت وذهبت إلى المكان لتخاطب المسؤول عن الفاليه، فتمكنت من استعادة مبلغ الـ700 ألف ليرة من دون أيّ اعتراض.

هذه الحادثة تجعلنا نطرح أسئلة عدَّة، منها مثلاً كيف يمكن للبناني أن يثق بالفاليه باركينغ؟ هل عليه دوماً الخوف على سيارته ومقتنياته داخلها، خصوصاً أنَّ المطعم وحتى الشركة الملتزمة بأخذ السيارة غير مسؤولة عن ضياعها أو سرقتها؟!

لا يوحي بالثقة

استطلعت “النهار” آراء بعض الأشخاص حول هذا الموضوع في شارع الحمرا ووسط بيروت حيث يصعب في هاتين المنطقتين العثور على موقف للسيارات في ظل ضيق الطرقات وكثرة السيارات والازدحام المروري. يقول وليد وهو يشرب قهوته الصباحية في أحد المقاهي في شارع الحمرا: “لا أعطي سيارتي للفاليه، لا أثق بهم فهم غير مسؤولين عما يمكن أن يصيب السيارة، الفاليه باركينغ صارت مافيا”،.

يقاطعه فراس قائلاً: “أثق بمن يركن سيارتي تبعاً لمظهره، فإما يوحي لي بالثقة وإما لا يوحي، وهذا بناءً للمطعم الذي أرتاده، فالمطعم “المحترم” مسؤول عن سيارتي، خصوصاً إذا أعطاني بطاقة فهذا يعني أنه مسؤول، وإلاَّ أصبح أنا مسؤولاً عن إصابتها بأيّ ضرر”. ويتابع: “في المطعم أعطي السيارة للفاليه أما إذا ذهبت إلى نادٍ ليلي لا أعطيه إياها فهو غير مسؤول عنه، إذ يركنها في الشارع الآخر وفي حال تعرّضت لحادث لن أحصل منه على أكثر من كلمة “آسف”.

من جهته، يقول فؤاد: “الفاليه باركينغ ليسوا مافيات، بل مظاهر، فنحن نعيش في لبنان، إذا ما ذهبت إلى مطعم أدفع للفاليه 5 آلاف وأطلب منه أن يدعني أركنها، فأنا أخاف على سيارتي ولا أحب أن يقودها أحد غيري”.

بدوره يقول عمر: “لا أثق بالفاليه باركينغ، لكنني نعم أعطيه السيارة بعد أن أكون قد أزلت كل ما في داخلها من أغراض، فأنا لا أخاف أن يضرب السيارة أو أن يسرقها بل أخاف أن يأخذ منها أغراضي ومقتنياتي”.

ويشارك ناصر من سبقه بخوفه على سيارته عازياً السبب إلى الوضع الأمني المتردي ويقول: “في حال حصول حادث لا يغطيه التأمين، كما أنه في ظل الظروف الأمنية صار من الصعب إعطاء السيارة لأيٍّ كان، فمن الممكن أن يضع داخلها متفجرات أو أن يستخدمها لأعمال عنف“.

التفحيط” بسيارة الزبون!

بدوره، يعمل محمد فاليه منذ 4 سنوات في شركة خاصة في وسط بيروت، يقول إنَّ “المطعم يضع التسعيرة وليس الشركة، لا نأخذ مبلغاً معيناً بل نأخذ كل ما يتكرَّم به الزبون علينا”. ويضيف: “لا يمكنني أن أدع الزبون يركن سيارته، فهو قد يأخذ من أمامنا فرصة زبون ثري قد يدفع أكثر. أحياناً يأتي زبون ويدفع مبلغ 300 دولار أميركي، فمن يقود “لامبرغيني” طبعاً سيدفع مبلغاً باهظاً كي تبقى سيارته في الباركينغ مدة 3 إلى 4 ساعات.

منذ فترة، جاء زبون يملك سيارة “رولز رايز” دفع مبلغ مليون ليرة بعد أن ركنت له سيارته كي يرتاد مطعماً هنا في وسط بيروت”. وعند سؤاله إذا ما كان قد قاد سيارة زبون؟ يجيب: “قليلاً ما آخذ السيارة، هي مرَّة واحدة فقط تجولت بها في سيارة فيراري مدَّة 3 دقائق”، ويضيف: “إنَّ شركة الفاليه متعاقدة مع شركة تأمين، بالتالي فإنَّ ما يحصل للسيارة تتحمل مسؤوليته الشركة المسؤولة عن الفاليه“.

من جهته، يقول وسام صاحب أحد المطاعم في شارع الحمرا إنَّ “هناك شركة متعهّدة ركن السيارت تأتي إلى مطعمنا، لا نأخذ منها مالاً ولا نعطيها ولا تعود علينا بالأرباح، بل تأتي الشركة وتعرض علينا تنظيم وصول السيارات إلى مطعمنا، وهذا مرتبط بالشركة وليس بالمطعم. أي إنه في حال تعرّضت السيارة لحادث فإنَّ المطعم غير مسؤول بل الفاليه. كما أننا غير مسؤولين عن السيارات بل شركة الفاليه. أنا شخصياً اعتدت أن أعطي سيارتي للفاليه، أتوقع أن يقوم بجولة بها في الشارع أو أن يضربها، فهذا أصبح روتيناً يومياً، هكذا تعودنا وتأقلمنا مع الوضع، لا يمكنني وحدي الاعتراض “شو وقفت عليي“.

يبدو أنَّ خصوصية الفاليه باركينغ التي كانت تمتاز بها ولاية “لاس فيغاس” في الولايات المتحدة الأميركية قد وجدت منافساً لها في لبنان. ويبدو أنَّه صار من الصعب الاستغناء عن هذه المهنة الدخيلة على عالمنا العربي، خصوصاً أنَّها توفر فرص عملٍ لكثيرين في ظل الوضع الاقتصادي المتردّي الذي يمرُّ به لبنان منذ سنوات.

أهم المقالات